- العراق، الذي أعلن الحداد، يشعر بتأثير وفاة رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان بشكل كبير، حيث كانت الاتفاقيات المرتقبة نتيجة لجهود مشتركة استمرت لأشهر.
- رغم الوفاة المفاجئة لرئيسي وعبد اللهيان، يرى خبراء أن التفاهمات الإيرانية-العراقية لن تتأثر بشكل كبير نظرًا للمؤسسات الراسخة في إيران، مع توقع تأخيرات مؤقتة فقط في التنفيذ.
كان من المرتقب أن يزور الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي العراق، في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، لتوقيع جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الأمنية والسياسية والاقتصادية بين البلدين، بما فيها قرار رفع التأشيرات وإلغاء الازدواج الضريبي، والتنسيق في مجال حقول النفط المشتركة بين البلدين والتي ما زالت غير مستثمَرة حتى الآن.
العراق الذي أعلن الحداد ليوم واحد، اليوم الثلاثاء، يواجه حادثة وفاة رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على أنه الأكثر تأثراً بها، كون البلدين كانا يستعدان لتوقيع حزمة اتفاقيات مهمة، صاغها وأعدها الوزير الراحل عبد اللهيان مع نظيره العراقي فؤاد حسين طوال الأشهر الماضية. ومطلع الشهر الحالي، كشف كل من وزير التجارة العراقي أثير الغريري، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، عن زيارة إبراهيم رئيسي إلى العراق والتي تشمل بغداد وأربيل، خلال مؤتمرات صحافية عقدها المسؤولان العراقيان في العاصمة طهران.
وقال مسؤول عراقي في وزارة الخارجية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن بلاده كانت تنتظر توقيع "حزمة اتفاقيات مشتركة" مع الإيرانيين خلال الزيارة التي كانت مقررة للرئيس الإيراني الراحل الأسبوع المقبل. وأضاف أن "21 اتفاقية ومذكرة تفاهم كانت جاهزة وتم التوصل إليها من خلال اجتماعات ولجان عمل مشتركة تضع العلاقة بين البلدين في مستوى مهم من التكامل في مجالات مختلفة". ولفت إلى أن "الاتفاق الأمني المتعلق بالجماعات الكردية الإيرانية المعارضة، والحدود، وتبادل المعلومات الأمنية، والتنسيق الأمني، واتفاقيات تجارية واقتصادية، بما فيها الحقول النفطية المشتركة، وإنشاء ساحات تبادل تجاري، ومدن صناعية مشتركة، كلها كانت ضمن جدول أعمال الرئيس الإيراني".
واعتبر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح، أن "رحيل رئيسي وعبد اللهيان له تأثير على العراق، كونهما قطعا شوطاً مهماً في التفاهمات مع المسؤولين العراقيين، خاصة في ما يتعلق بالمعادلة الإقليمية وحساسية الوضع العراقي من التصعيد الحالي بالمنطقة".
وكان رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني قد كشف في السابع من الشهر الحالي عن زيارة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي إلى بغداد وإقليم كردستان نهاية الشهر الحالي، كما أكد وزير التجارة العراقي، أثير الغريري، خلال مؤتمر صحافي عقده في طهران مع نظيره الإيراني علي طيب نيا، زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق، موضحاً أن "أكثر من عشر مذكرات تفاهم تنتظر زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى العراق، لغرض توقيعها".
من جهته، أشار الخبير في الشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي إلى أن "الوزير الإيراني حسين أمير عبد اللهيان كان قد صاغ تفاهمات مهمة مع العراق، بما فيها مسألة التهدئة الأخيرة بين الفصائل المسلحة والولايات المتحدة داخل العراق، لكن رحيله لا يُتوقع أن يؤدي لأي خلل، كون إيران لديها مؤسسات راسخة في هذا الإطار"، معرباً عن قناعته بأن "أي تفاهمات إيرانية مع العراق أو أي دولة أخرى لن تتأثر أو تتغير بقدر ما كونها قد تتأخر بسبب الوضع الاستثنائي في إيران الذي يمكن اعتباره مؤقتاً وسينتهي سريعاً"، وفقاً لقوله.