- خلال فترة قيادته للمخابرات، شهد الأردن تحديات أمنية كبيرة بما في ذلك استهداف دبلوماسيين أردنيين وعلاقات متوترة مع دول وتنظيمات إقليمية، بالإضافة إلى إحباط عشرات العمليات التي استهدفت مصالح الأردن.
- يُذكر علاء الدين بأنه كان شخصية قوية وصامتة، عملت في الظل وكانت مقربة من الملك الحسين بن طلال، وقد أدار جهاز المخابرات بفعالية ملحوظة، محافظًا على موقف محايد تجاه النقد السياسي ومركزًا على الحفاظ على الأمن الوطني.
توفي مدير المخابرات الأردني الأسبق الفريق أول المتقاعد طارق علاء الدين حسن طوبال (أبو حسن)، الخميس، عن عمر ناهز 89 عاماً. وكان قد تولّى قيادة جهاز المخابرات الأردنية سبعة أعوام بين 1982- 1989، كانت المنطقة خلالها مشتعلة، بدءاً من لبنان الذي كان على صفيح الاجتياح، مروراً بالحرب العراقية – الإيرانية المستعرة. واتخذ الأردن خلال توليه مسؤولية جهاز المخابرات قرار فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية، وشهد استهداف دبلوماسيين أردنيين في الخارج، في حين كانت علاقات الأردن مشحونة مع إسرائيل وسورية والتنظيمات الفلسطينية، بما فيها حركة فتح، وليبيا وإيران والتنظيمات الموالية لها، وخلال تلك الفترة جرى إحباط عشرات العمليات التي استهدفت مصالح الأردن في الداخل والخارج.
ولا يعرف الكثير من الأردنيين ملامح مدير المخابرات الأردني الأسبق، طارق علاء الدين، ولا صورته التي كانت تُحجب في نشرات الأخبار في التلفزيون الرسمي. ويتوقف بعضهم عند كثير من صفاته عند توليه الجهاز، والتي يرون أنها كانت عاملاً في أدائه أدواراً عدة، فإن من واكبوا تلك الفترة يتوقفون عند حقيقة أن المخابرات الأردنية في عهده كانت "متشدّدة جداً وعلى فظاظة في التعامل مع المواطنين".
ينتمي علاء الدين إلى أسرة شركسية، وهو من مواليد عام 1935، نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1960، ثم عمل ضابطاً في جهاز المخابرات الأردني من عام 1962إلى 1989، ثم تولى منصب مدير الجهاز للمخابرات حتى 1989، خلفاً لأحمد عبيدات الذي تسلم لاحقاً منصب رئيس الوزراء. وأصبح علاء الدين عضواً في مجلس الأعيان (الغرفة الثانية للبرلمان الأردني) عام 1989.
ويصف عارف بني حمد، في مقال له يعود إلى عام 2009، علاء الدين بأنه "قوي وصامت وعمل في الظل"، لافتاً إلى أنه "لم يظهر في الإعلام"، وكان من المقرّبين من الملك الراحل الحسين بن طلال، كما أوضح أن "الجهاز في عهده كان مغلقاً ومهيوب الجانب داخلياً وإقليمياً"، وأنه لم يعرف عن الرجل الصراع مع زملائه في العمل، بل "اتّجه إلى صنع قيادات في الجهاز". وذكر بني حمد أن دائرة المخابرات في عهد طارق علاء الدين كانت "عقل الدولة الأردنية المركزي بامتياز"، وكان متقشّفاً من حيث السيارات وأثاث المكاتب والمصاريف. كما ينقل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية سعد أبو دية، في مقالة له تعود إلى عام 2016، ردّاً لطارق علاء الدين خلال اجتماع مع أساتذة السياسة والتاريخ في الجامعة الأردنية عام 1989 تناول النقد السياسي للأنظمة، جاء فيه: "نحن في المخابرات العامة لا نتدخّل في النصوص العلمية حتى لو انتقدت النظم السياسية إذا كانت تتحدّث عن نظريات، ولكن تركيزنا أن لا نرى أفكاراً لمصلحة دول أخرى". وتتفق آراء عدة على اعتبار أن الانتخابات النيابية التي جرت في عام 1989 خلت من أي تدخل للجهاز.
وقال براين هشام حتوقة، وهو رجل أمن متقاعد، لـ"العربي الجديد"، إنه عرف طارق علاء الدين "عندما كان صبياً في شوارع الزرقاء بحكم القرابة البعيدة والجيرة القريبة من شقيقه الأكبر أبو الوليد، إضافة إلى أن أبناءه أصدقائي". وأضاف: "باختصار، عرفته إنساناً مُحترماً من كل من عرفه".