استنكرت جهات فلسطينية عدة، اليوم الثلاثاء، اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي للقيادي في حركة حماس صالح العاروري، بعملية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
وأعلنت حركة "حماس" رسمياً اغتيال القيادي في الحركة صالح العاروري واثنين من قادة كتائب "عز الدين القسام"، في الانفجار الذي وقع في ضاحية بيروت الجنوبية.
والعاروري هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني، ساهم بتأسيس كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وهو معتقل سابق قضى نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال، قبل إبعاده عن الأراضي الفلسطينية إلى لبنان التي اغتيل فيها.
الفصائل الفلسطينية: ندعو للرد على اغتيال العاروري
ونعت الفصائل الفلسطينية، في بيان مشترك، "القائد الوطني الكبير الشيخ صالح العاروري ورفاقه القادة"، مؤكدةً أن المقاومة مستمرة، وداعيةً إلى الرد على عملية الاغتيال "بقوة من كل الساحات والجبهات".
وعقب عملية الاغتيال، أعلنت الفصائل الفلسطينية الحداد الوطني العام والإضراب الشامل و"التحرك الثوري في كل الساحات والجبهات". وأكدت أن هذا "الاستهداف الجبان والغادر على الأرض العربية في عاصمة عربية هو عدوان على الأمة العربية والإسلامية بأكملها، وليس فقط على لبنان وفلسطين، وهذا يتطلب موقفا حاسما وفوريا من الدول العربية وشعوبها الحرة، رداً على هذا الإرهاب الصهيوني وجرائمه النكراء".
وقال البيان إنّ "الدم الفلسطيني يتعانق في كل الساحات وعلى كل الجبهات ليؤكد بأن قادة المقاومة يرتقون على مذبح الحرية مع شعبهم وينتصرون لأرضهم ومقدساتهم بدمائهم الزكية". كما جددت تأكيدها على أن المقاومة الفلسطينية "ستبقى مشتعلة في كل مكان، والرد يجب أن يكون من كل الأرض العربية والإسلامية، انتقاماً من هذا العدو وداعميه".
كما دعت الفصائل "جماهير الأمة العربية والإسلامية وجماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان، خاصة في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، إلى إشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال ليدفع بالدم ثمن هذه الجريمة النازية الجبانة التى سيرد عليها شعبنا في كل مكان وبكل ما أوتي من قوة وعنفوان".
الجهاد الإسلامي تنعى العاروري: المقاومة مستمرة
ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان، من وصفته بـ"القائد الوطني الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وإخوانه الشهداء، الذين سقطوا بفعل عملية اغتيال جبانة نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء اليوم الثلاثاء".
وتعتبر الحركة هذه الجريمة "محاولة يائسة من العدو لتوسيع نطاق التوتر وإشعال فتيل الحرب، في محاولة لتحويل الانتباه عن الفشل الميداني الذي تعيشه حكومة الكيان والمأزق السياسي الذي تواجهه. رغم فشلها بعد 90 يوماً من الحرب الهمجية وحرب الإبادة". وتؤكد أن "قوى المقاومة تحتل المرتبة العليا، سواء سياسياً أو عسكرياً".
وفي هذا السياق، نوهت الحركة إلى أن "دماء الشهيد العاروري وإخوانه لن تذهب هدراً"، وأكدت على أن "العدوان لن يمر بدون عقاب (...) المقاومة مستمرة في نضالها حتى تحقيق الهدف الأسمى، دحر الاحتلال وتحقيق العدالة لشعب فلسطين".
النخالة ينعى العاروري: فقدنا قائداً وإنساناً مؤمناً بعدالة جهاد الشعب الفلسطيني
بدوره نعى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، الشيخ صالح العاروري. وقال النخالة، في بيان: "العاروري كان قائداً يشيع الثقة والاطمئنان، فقدناه في وقت كانت فيه حاجتنا إليه أكبر من أي وقت مضى".
وأضاف: "إننا فقدنا قائداً وإنساناً مؤمناً بعدالة جهاد الشعب الفلسطيني حتى الشهادة، واليوم يتجلى مجده في بطولات الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وفي كل مكان". وختم النخالة: "نسأل الله أن يتقبله قبولًا حسنًا، ونعظم أجر الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم بفقدانه".
من جهته، أكد مسؤول الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، خالد أبو حيط، لـ"العربي الجديد"، أن الهدف الرئيسي من عملية الاغتيال هو توريط لبنان في صراع أوسع. وقال: "لن تمر العملية دون رد. والرد سيكون بحجم الجريمة"، موضحاً أن "اغتيال شخصية بارزة مثل الشيخ صالح يشكل خرقاً كبيراً يتطلب رداً قوياً من جانب المقاومة".
من ناحية أخرى، كشف المسؤول عن أن "العملية هي محاولة من حكومة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتوسيع رقعة الصراع نحو لبنان، نتيجة لفشله في تحقيق أهدافه الداخلية والخارجية"، معتبراً أن الاغتيال "يستهدف جذب الولايات المتحدة في صراع جديد في الشرق الأوسط". وختم بالتأكيد على أن "الرد سيكون بمستوى هذه الجريمة الكبيرة".
الجبهة الشعبية: اغتيال العاروري خطأ فادح
من جهتها، أدانت رئيسة تحرير الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انتصار الدنان، لـ"العربي الجديد"، الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الصهيوني باغتيال القائد الكبير صالح العاروري، الذي خطَّ في سجل النضال والمقاومة.
وأكدت الدنان: "لن يمر اغتيال العاروري دون عواقب، فالمقاومة سترد بكل قوة، وسيُدرك الاحتلال أنه ارتكب خطأً فادحاً باغتيال هذا المناضل المقاوم في لبنان".
قيادة حركة "فتح" في لبنان تدين عملية الاغتيال
ودانت قيادة حركة "فتح" في لبنان "بشدة عملية الاغتيال الغادرة والجبانة التي اقدم على ارتكابها العدو الصهيوني، والتي استهدفت القائد الوطني الفلسطيني المناضل الكبير صالح العاروري".
وتوجهت قيادة حركة "فتح" في لبنان بأحر التعازي لـ"قيادة حركة حماس وإلى عوائل الشهداء وإلى عموم شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات".
وختمت الحركة بمعاهدة "الشعب الفلسطيني على المضي في النضال والمقاومة حتى تحقيق النصر، ودحر الاحتلال، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ارضهم وديارهم".
حزب الشعب يدين اغتيال العاروري
من جانبه، أعرب "حزب الشعب" الفلسطيني عن "إدانته الشديدة لجريمة الاحتلال الصهيوني الجديدة والمتمثلة في اغتيال العاروري، رفقة عدد من كوادر الحركة في العاصمة اللبنانية بيروت".
وتقدم الحزب في بيان له، بالتعازي للشعب الفلسطيني ولحركة حماس، ولذوي بقية الشهداء الذين قضوا في هذه الجريمة، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني "لن ينسى نضالات وتضحيات الراحل العاروري ورفاقه، وإنه سيبقى رمزاً من رموز الكفاح والمقاومة الفلسطينية، دفاعاً عن حقوق شعبنا الوطنية، ولن تنجح هذه الجريمة بالنيل من إرادة كفاحه وصموده".
كما أكد الحزب على "سرعة وضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية في جميع المجالات وعلى كل المستويات، وتوحيد كل الطاقات في مجابهة عدوان وجرائم الاحتلال".
"فتح": الوفاء للشهيد هو بالمضي قدماً على طريقه
ونعت حركة "فتح" في الضفة الغربية، في بيان لها، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشهيد صالح العاروري، واستنكرت "جريمة الاغتيال الجبانة التي أقدم عليها الاحتلال المجرم مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة اللبنانية بيروت".
ورأت الحركة أن "هذه العملية المدانة بأشد عبارات الرفض تعبر عن عقلية الاحتلال المجرم التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقيادات المقاومة والعمل الوطني، ولا حدود لجرائمها المتجاوزة لكل القيم الإنسانية والقانون الدولي".
وشددت الحركة على "مدى الخطر الذي تشكله حكومة التطرف والقتل والمجازر في دولة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة والأمن والسلم العالميين، بإقدامها على اغتيال القادة الفلسطينيين على أرض عربية ذات سيادة، ما ينذر بعواقب لا تحمد نتائجها، والتي ستؤدي إلى مزيد من التصعيد الميداني".
وقالت حركة فتح: "إننا نودع اليوم قامة فلسطينية وطنية لم يبخل من عمره لفلسطين، وهو المناضل والأسير والمحرر، واليوم الشهيد"، فيما استذكرت الحركة "حرص العاروري المتواصل على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتجاوز مرحلة الانقسام المؤلم الذي عصف بتماسك البيت الفلسطيني الداخلي".
قيادي بـ"منظمة التحرير": اغتيال العاروري إرهاب دولة
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، الثلاثاء، إنّ اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري "جريمة كبيرة وإرهاب دولة".
وأضاف أبو يوسف لوكالة "الأناضول"، أن "ما قامت به إسرائيل (اغتيال العاروري) جريمة حرب كبرى وإرهاب دولة". وأكد أن "ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي هو نتيجة الصمت الدولي وعدم وجود آليات لمحاسبته وفتح تحقيقات في تلك الجرائم".
وأوضح أن "إسرائيل ترى أنها معفية من المساءلة، جراء الحماية والشراكة الأميركية في مواصلة الحرب على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده". وتابع: "لن تكتفي إسرائيل بحرب الإبادة الشاملة، بل ستمعن في جرائمها في حال عدم وجود عقوبات تكبح تطرفها".
القوى الوطنية والإسلامية في رام الله: عملية الاغتيال لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني
إلى ذلك، قالت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة في بيان لها، إن "عملية اغتيال العاروري جبانة آثمة تنتهك سيادة دولة عربية، وتهدف إلى توسيع العدوان الدموي الذي يتعرض له شعبنا، والمستمر لليوم الثامن والثمانين على التوالي" .
وحملت القوى الاحتلال كامل المسؤولية عن عملية الاغتيال، مؤكدة أنها "لن تستطيع أن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني أو تثنيه عن مواصلة كفاحه المشروع لنيل حريته واستقلاله".
وقالت القوى إنها "وهي تنعى إلى شعبنا الشهيد القائد صالح العاروري ورفاقه، فإنها تعلن أن يوم غد الأربعاء هو يوم إضراب شامل، ويوم للمسيرات الشعبية المنددة بهذا الاغتيال، وسيكون التجمع الساعة 12:00 ظهراً على دوار المنارة رفضاً لهذا العدوان، وتأكيداً على السير على طريق الشهداء حتى النصر والحرية، وهذه الدماء الزكية لم ولن تذهب هدراً مهما طال الزمن".
المبادرة الوطنية: اغتيال العاروري "جريمة جبانة"
بدورها، نعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، في بيان لها، العاروري، واصفة اغتياله بـ"الجريمة الجبانة التي لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وستزيد وتعمق النضال الفلسطيني من أجل الحرية".
وقالت المبادرة إنّ "الشهيد المناضل العاروري نال الشهادة التي تمناها، ولكن اغتيال القادة الفلسطينيين من الشهيد ياسر عرفات إلى الشهيد الشيخ أحمد ياسين ومئات القادة المناضلين لم يزد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً على نيل الحرية، ولم يضعف، بل عزز روح المقاومة والكفاح"، مضيفةً أن "قادة إسرائيل يلعبون بالنار ويجرون المنطقة إلى انفجار شامل".
مؤسسات الأسرى تنعى العاروري
من جهتها، نعت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين)، والحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، والمحررين في الوطن والمهجر، القائد في حركة حماس صالح العاروري.
وقالت المؤسسات في بيان لها: "إننا اليوم ننعى قائداً ومناضلاً وطنياً وأسيراً محرراً، سخّر حياته في سبيل حرية أرضه وشعبه حتى آخر لحظة من حياته، وقد أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما مجموعه نحو 18 عاماً، وكان آخر اعتقال بحقّه عام 2007، وأفرج عنه عام 2010، حيث قررت محكمة الاحتلال الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين، وترحيله إلى سورية".