تلقّت مجموعة "ريبابليك" المناهضة للملكية والتي ستنظّم يوم السبت المقبل تظاهرة كبيرة بالتزامن مع تتويج الملك تشارلز الثالث، رسالة ممهورة بختم وزارة الداخلية (منصب مرسلها مجهول الهوية) توضح السلطات الجديدة التي يمتلكها أفراد الشرطة في مواجهة الاحتجاجات.
وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد أعلنت، أمس الأربعاء، دخول قانون النظام العام الجديد حيّز التنفيذ، مشيرةً إلى أنّها "مجرد صدفة" أنّ يتزامن إقرار السلطات الجديدة التي يمتلكها رجال الشرطة مع مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، السبت المقبل.
ويُذكر أنّ قانون النظام العام هذا هو ثاني تشريع رئيسي للحكومة خلال عامين من شأنه أنّ يغيّر قوانين الاحتجاج ويصعّد العقوبات المفروضة، ووفقاً للقانون الجديد، سيواجه المتظاهرون الذين يغلقون الطرقات أو يتسبّبون بأي ضرر للبنية التحتية أو يعيقون سير المراكب وعمل السكك الحديدية ما قد يصل إلى 12 شهراً في السجن، كما تشمل العقوبات الجديدة السجن إلى مدة قد تصل إلى 3 سنوات للمتهمين بحفر الأنفاق كجزء من نشاطهم الاحتجاجي.
وفي بيان نُشر على موقع المجموعة، قال الرئيس التنفيذي لـ"ريبابليك" غراهام سميث، إنّ الرسالة التي وردتهم من وزارة الداخلية تمثل "ترهيباً عدوانياً"، وإنّ هذه المحاولات لن "تردعنا وسنكمل احتجاجنا السلمي في ساحة (الطرف الأغر) وعلى طول الطريق الذي سيسلكه موكب التتويج يوم السبت المقبل".
كما اتّهم سميث الملك تشارلز بـ"ازدواجية المعايير"، لأنه اعتاد على التطرّق إلى العديد من قضايا الشأن العام، لكنه اختار هنا "عدم الدفاع عن الحقوق الديمقراطية" لأنها تتعارض مع مصالحه.
من جهته، قال قائد شرطة وندسور كريستيان بانت، إنّ "عتبة التسامح ستكون منخفضة" خلال التتويج بسبب الطبيعة "الرمزية" للحدث، مشيراً إلى أنّه سيستخدم سلطات الشرطة الجديدة، وسيستفيد من قوانين النظام العام التي دخلت حيّز التنفيذ البارحة، على أنّ "يوازن بين حق الاحتجاج وبين حقوق باقي الحاضرين الذين أتوا للاستمتاع بحفل التتويج في قلعة المدينة".
وستشهد وندسور احتفالات صاخبة نهاية الأسبوع، حيث نصبت الشاشات على طول المتنزه الرئيسي تجهيزاً للحفل الموسيقي المقرّر يوم الأحد، والذي سيحضره وفقاً لشباك التذاكر 20 ألف شخص.
وأضاف بانت أنّ "الاحتجاج السلمي والقانوني لا يتعارض مع مراسم التتويج"، متخوفاً في الوقت نفسه من احتجاج "يتعارض مع السلامة العامة أو يتسبب بمشكلات خطيرة".
لكن وزارة الداخلية لم تعرّف المعنى المقصود للتعارض مع السلامة العامة أو للتسبب بمشكلات خطيرة، ما يجعل أي فعل سلمي عرضة لاتهامات شبيهة.
وهذه "التطمينات" ذاتها وردت على لسان وزير الأمن توم توغندات، الذي أعلن مساء الخميس، في لقاء مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، أنّ "الاحتجاجات المناهضة للملكية مسموح بها خلال التتويج"، لكنه رفض في الوقت ذاته مناقشة تفاصيل الإجراءات العقابية التي يمكن أنّ تتخذ ضد البعض أثناء المراسم المستمرة لثلاثة أيام نهاية الأسبوع الحالي.
وأشار توغندات إلى أنّ السلطات الجديدة الممنوحة للشرطة جاءت رداً على "الاحتجاجات التخريبية والمتطفلة" في المملكة المتحدة، في إشارة ضمنية للاحتجاجات التي نظّمتها العام الماضي الكثير من المنظمات والجمعيات البيئية.
وقالت شرطة العاصمة إنّ أكثر من 11500 شرطي سيكونون في شوارع لندن يوم السبت، بما في ذلك 9 آلاف سيتواجدون على طول الطريق المخصص لعبور الموكب بين قصر باكنغهام و"ويستمنستر آبي"، حيث سيجري التتويج، مشيرة في بيان إلى أنها "ستتعامل بحزم مع أي شخص عازم على تقويض هذا الاحتفال"، لكن مرة أخرى دون التطرق إلى أي معلومات دقيقة حول مفهوم "تقويض" الاحتفال.
يُذكر أنّ مراسم التتويج ستكون واحدة من أكبر وأضخم العمليات الاحتفالية العسكرية في تاريخ شرطة العاصمة.