- الحراك الطلابي العالمي يتوسع من جامعة كولومبيا بنيويورك إلى جامعات عالمية بارزة، مع تظاهرات واحتجاجات تنديداً بالهجمات الإسرائيلية ودعماً للفلسطينيين، شاملاً أساتذة وطلاب من مختلف الجنسيات.
- مراقبون يتوقعون تسارع انضمام جامعات جديدة للاحتجاجات الداعمة لفلسطين، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والدعم الأمريكي لإسرائيل، مما يشكل تحدياً للسيطرة على الحراك الطلابي السلمي.
شارك عشرات الفلسطينيين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، اليوم الأحد، في وقفة وجهوا خلالها رسالة إلى الحراك الطلابي العالمي تنديداً بالحرب على غزة ودعماً لفلسطين. رفع المشاركون في الوقفة بدير البلح لافتات كتب على بعضها: "من غزة تحية للطلاب الذين تحركوا نصرة للإنسانية"، و"شكرا لطلاب الجامعات".
وقالت إحدى المشاركات في الوقفة، وتدعى صبرين الحرازين: "نقف اليوم لنوصل رسالة شكر لطلاب الجامعات الغربية الذين وقفوا مع قضية الشعب الفلسطيني، وضد حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي". وأضافت الحرازين، في حديث لـ"الأناضول": "ندعو جميع الطلاب في الجامعات حول العالم للانتفاض لما لهم من صوت مهم". ودعت المشاركين في حراك طلاب الجامعات إلى "الاستمرار في التظاهرات لدعم الرواية الفلسطينية والقضية ورفض حرب الإبادة"، معربة عن أمانيها بأن تنتهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبدأت شرارة الحراك الطلابي من جامعة كولومبيا بنيويورك في 18 إبريل/ نيسان الجاري، وقد امتد الحراك ليشمل عدة جامعات، مثل تكساس وأوهايو وهارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وبيركلي وميشيغن وبوسطن وغيرها من الجامعات البارزة في الولايات المتحدة، ووصل تأثيره إلى أساتذة الجامعات وأعضاء هيئات التدريس الذين انضم بعضهم إلى الطلاب وأظهروا دعمهم وتأييدهم خطواتهم الاحتجاجية، كما شارك البعض منهم في تحركاتهم وتعرّض للاعتقال معهم.
وامتد الحراك الطلابي إلى خارج الولايات المتحدة وصولاً إلى جامعات في أستراليا وفرنسا وكندا، إذ نظّم مئات الطلاب في جامعة سيدني الأسترالية تظاهرة احتجاجية للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين ضمن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، ونصبوا خياماً في الحرم الجامعي. وكان طلاب جامعة ماكجيل، في مونتريال بكندا، قد نظموا في أوقات سابقة مسيرات واحتجاجات مطالبين بالتوقف عن الاستثمار في الشركات التي تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة وغيرها من المواد. واحتج طلاب جامعة ساينس بو في فرنسا عبر إغلاق مداخل المؤسسة المرموقة في العاصمة باريس، مردّدين هتافات داعمة للفلسطينيين ورافعين الأعلام الفلسطينية على النوافذ وفوق مدخل المبنى، فيما وضع عدد منهم الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الأسود والأبيض.
وفي ظل هذه الهبة الجامعية، يتوقع مراقبون أن تتسارع وتيرة انضمام جامعات جديدة للاحتجاجات، بشكل يصعّب السيطرة عليها طالما بقي الحل الأمني والقمعي هو السائد في مواجهة تظاهرات سلمية داعمة لحقوق الفلسطينيين، خاصة مع استمرار حكومة الولايات المتحدة في توفير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، واتهامات لواشنطن بأنها "متواطئة بشكل متزايد في الفظائع التي ترتكب ضد الفلسطينيين كل يوم". وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي وصلت إلى شهرها السابع مخلّفة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة في كل القطاعات الطبية والحياتية والبيئية والتعليمية. وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
(العربي الجديد، الأناضول)