روحاني: هدفنا الأول "عودة الطرفين" إلى الاتفاق النووي والحكومة لن تفوت دقيقة لرفع العقوبات
دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إلى العودة إليه، قائلاً "عودوا إلى الاتفاق النووي بالكامل ونحن أيضاً سنعود إليه بالكامل"، في حين، احتجت طهران بشدة على التصريحات الأخيرة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، واصفة إياها بـ"غير البناءة والمخربة".
وقال روحاني، في كلمة بأول اجتماع للحكومة الإيرانية، في العام الفارسي الجديد (1400)، تابعها "العربي الجديد"، "إذا ما عاد الطرف الآخر، أي مجموعة 1+5 إلى جميع الالتزامات وكما أكد قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي)، إذا رفعوا العقوبات وتبين لنا ذلك عملياً سنعود إلى تنفيذ جميع تعهداتنا من دون استثناء".
وأشار الرئيس الإيراني إلى تصريحات خامنئي الأخيرة حول ضرورة رفع العقوبات على أرض الواقع كشرط لعودة طهران إلى تعهداتها النووية التي أوقفتها خلال العامين الأخيرين، قائلاً إنّ هذه التصريحات "سحبت الذريعة من مجموعة 1+5".
وفيما لم يبق من ولاية روحاني الرئاسية الثانية سوى 4 أشهر، إلا أنه قال إنّ الحكومة "لن تفوت دقيقة لرفع العقوبات"، مؤكداً أنّ عودة الطرفين للاتفاق النووي "هدفنا الأول خلال هذه الشهور الأربعة".
وكان خامنئي، قد أكد، الأحد، في كلمة متلفزة سنوية بمناسبة حلول عيد "النوروز" في إيران أن "لا مصداقية أبداً للوعود الأميركية ولا نثق بأميركا"، وربط عودة إيران إلى تنفيذ تعهداتها النووية برفع العقوبات "على أرض الواقع وليس على الورق".
وشدد على أنّ إيران "ليست في عجلة من أمرها لرفع العقوبات وصبرُنا كبير ولسنا مستعجلين"، داعياً الحكومة الإيرانية إلى بناء السياسات الاقتصادية على أساس عدم رفع العقوبات و"عدم الرهان على الخارج".
وأجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، مباحثات مع نظرائه الألماني هايكو ماس، والبريطاني دومينيك راب، والفرنسي جان ايف لودريان، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، مؤكداً استعداد واشنطن للمشاركة في مفاوضات مع إيران يستضيفها الاتحاد الأوروبي، وأن بلاده تنتظر رد طهران.
وسبق أن رفضت إيران تلبية دعوة منسق السياسة الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، للمشاركة في هذه المفاوضات، مؤكدة أنّ عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لا تحتاج إلى إجراء تفاوض.
مهاجمة غروسي
على صعيد مرتبط بالاتفاق النووي، انتقد المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب أبادي، بشدة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على خلفية تصريحاته الأخيرة لمجلة "نيوزويك" الأميركية، بشأن الاتفاق النووي، وربط مستقبله برد إيران بشفافية على أسئلة الوكالة بشأن "أنشطة نووية غير معلنة".
وقال غريب أبادي، في تصريحات أوردها التلفزيون الإيراني، إنّ "هذه المقابلات المستمرة تخدش مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى إيران والإيرانيين"، مع التهديد بأنّ هذه التصريحات "تغلق الطريق أمام نجاح أي مبادرات لاحقة للمدير العام على أساس التعامل وحسن النوايا المتبادل".
وأكد المسؤول الإيراني أنّ "الاتفاق النووي يواجه مشاكل وتعقيدات عديدة ولا حاجة لزيادة هذه التعقيدات من خلال إطلاق مواقف غريبة"، داعياً غروسي إلى عدم توظيف "مزاعم تعود إلى قبل أكثر من عقدين كغطاء لتبرير قصوره المتعمد في عدم التطرق إلى معضلات مهمة بشأن انتشار الأسلحة النووية مثل البرنامج النووي للكيان الإسرائيلي".
وكان غروسي قد طالب إيران، في مقابله مع مجلة "نيوزويك" الأميركية بالشفافية حول آثار اليورانيوم المخصب "غير المعلن"، رابطاً مصير الاتفاق النووي بها، حيث أكد على ضرورة إجراء "النقاشات التفصيلية والتقنية" للتأكد من موقع هذا اليورانيوم غير المعلن.
وأضاف أنّ مستقبل الاتفاق النووي "مرتبط تماماً" بهذه القضية، مؤكداً "وجود نقاط لاتزال غير واضحة" فيما يرتبط باليورانيوم الذي أعلنت الوكالة أن مفتشيها عثروا على موقعين خلال شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول.
وأوضح "نحتاج إلى معرفة طبيعة الأنشطة التي كانت تجري هناك"، مشيراً إلى أن ذلك "يستدعي إجراء مناقشات تفصيلية وفنية للغاية".
كما أشار غروسي إلى الاتفاق المؤقت الذي أبرمه مع طهران لثلاثة أشهر لمواصلة التحقق من الأنشطة النووية الإيرانية خلال زيارته لها فبراير/ شباط الماضي، واصفاً الاتفاق بأنه "هش للغاية".
وجاء الاتفاق عشية وقف إيران العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يفرض رقابة صارمة على البرنامج النووي الإيراني، مؤكدة بعد الخطوة أن تعاونها مع الوكالة الدولية سيقتصر على التزاماتها وفق اتفاق الضمانات وهو ملحق لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي تعد إيران عضوا فيها.
ودعا غروسي إلى تحقيق التقدم في جهود إحياء الاتفاق النووي، محذراً من أن عدم حصول "تقدم ملموس" بحلول منتصف مايو/ أيار المقبل، نهاية أمد الاتفاق المؤقت من شأنه أن يدخل العلاقات الإيرانية الأميركية "فترة مضطربة للغاية".