روسيا تجري تدريبات عسكرية على جزيرة متنازع عليها قرب اليابان

01 اغسطس 2024
رئيس الوزراء الروسي السابق ميدفيديف أثناء زيارته إحدى جزر كوريل، 2019 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أجرت القوات الروسية تدريبات صاروخية على جزيرة ماتوا المتنازع عليها مع اليابان، مما يزيد التوترات بين البلدين ويعقد توقيع معاهدة سلام.
- تصاعدت التوترات بين روسيا واليابان بعد انضمام طوكيو للعقوبات الغربية ضد موسكو بسبب غزو أوكرانيا، مما أعاد إحياء الخلافات الحدودية القديمة.
- جزر الكوريل، ذات الأهمية الاستراتيجية والعسكرية، تحتوي على ثروات معدنية كبيرة مثل الذهب والفضة والنفط، مما يزيد من تعقيد النزاع بين البلدين.

نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، اليوم الخميس، إن قوات الصواريخ الروسية أجرت تدريبات على جزيرة متنازع عليها بين اليابان وروسيا. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، استولت القوات السوفييتية على أربع جزر قبالة جزيرة هوكايدو اليابانية، وتُعرف باسم جزر الكوريل في روسيا وباسم الأراضي الشمالية في اليابان. ومنذ ذلك الحين، تخضع هذه الجزر لسيطرة روسيا. وحال هذا النزاع دون توقيع الدولتين معاهدة سلام بينهما.

وذكرت إنترفاكس، اليوم، أن القوات الروسية تدربت على تحريك وتمويه مركباتها على جزيرة ماتوا. وقالت موسكو في مايو/ أيار إنها ستقيم مراكز مراقبة على الجزر. وتعمل روسيا في الآونة الأخيرة من أجل التصدي للتحالف العسكري المتنامي بين الولايات المتحدة واليابان، والذي تعتبره "عقبة" أمام توقيع أي اتفاق سلام مع طوكيو.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن تقارب اليابان بشكل متزايد مع ما وصفه "بالتحالف الغربي" لا يمكن إلا أن يكون "ضاراً بعلاقاتنا الثنائية". وتصاعد التوتر في العلاقات الروسية – اليابانية مع انضمام طوكيو إلى العقوبات الغربية على موسكو بسبب اجتياحها أوكرانيا، وأعاد ذلك طرح الخلافات الحدودية بين البلدين منذ قرون، والتي تسببت خلالها في معارك وحروب، تبادل فيها الجانبان السيطرة على جزر الكوريل.

وانسحبت روسيا في مارس/ آذار 2022 من المحادثات الثنائية الهادفة إلى توقيع معاهدة سلام لم يبرمها البلدان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن "الجانب الروسي لا ينوي في ظل الظروف الراهنة مواصلة المحادثات مع اليابان بشأن معاهدة السلام". وفي يونيو/ حزيران 2023، استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الياباني بسبب قرار طوكيو إمداد أوكرانيا بمعدات عسكرية. وأكدت وزارة الخارجية الروسية، حينها، أن قرار اليابان بدء تسليم المعدات العسكرية إلى أوكرانيا "لا يمكن أن يستمر من دون عواقب وخيمة على العلاقات بين موسكو وطوكيو".

تضم جزر الكوريل، أو جزر الشمال، نحو ألف جزيرة تقع بين شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شمال شرقي روسيا، وجزيرة هوكايدو اليابانية. وتحتل هذه الجزر موقعاً استراتيجياً يفصل بين بحر آخوتسك والمحيط الهادئ بقوس يصل طوله إلى 1200 كيلومتر، وتبلغ المساحة الاجمالية للجزر قرابة 10.5 آلاف كيلومتر مربع، وتقع الحدود البحرية بين روسيا واليابان إلى الجنوب منها. وتتشكل الجزر من مجموعتين متوازيتين، هما الكوريل الكبير والكوريل الصغير. ويبلغ عدد الجزر المأهولة قرابة 56 جزيرة، منها أربع مأهولة بشكل دائم، يبلغ عدد سكانها قرابة 21.5 ألف نسمة، بحسب إحصاءات عام 2021.

وإضافة إلى أهميتها الاستراتيجية والعسكرية، فقد اكتشفت في هذه الجزر ثروات معدنية مهمة، مثل المعادن الملونة والنفيسة، والغاز الطبيعي والنفط. واستخرج اليابانيون منها الكبريت منذ بداية القرن العشرين. وبحسب البيانات الروسية، فإن الجزر تحتوي على 1867 طناً من الذهب، و9284 طناً من الفضة، و39.7 طناً من التيتانيوم، و273 طناً من الحديد.

(رويترز، العربي الجديد)