- تشاسيف يار في أوكرانيا تحولت إلى مدينة أشباح بسبب القصف الروسي، مع سعي روسيا للسيطرة عليها كجزء من استراتيجيتها العسكرية، بينما تحاول أوكرانيا وحلفاؤها تعزيز الدفاعات لمواجهة التقدم الروسي.
- الهجمات الروسية استهدفت أيضاً مناطق مدنية بطائرات مسيرة، مما أدى لإصابات بين المدنيين وتدمير البنية التحتية، في حين عبرت روسيا عن استعدادها لبحث تسوية الصراع بشروط تشمل الحياد العسكري لأوكرانيا، وهو ما رفضته كييف.
أصدرت روسيا مذكرة بحث بحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دون الإعلان عن دوافعها، وفقا لإشعار نُشر، اليوم السبت، على موقع وزارة الداخلية، وهو إعلان اعتبرت كييف أن "لا قيمة له". وجاء في النص المقتضب أن الرئيس الأوكراني مطلوب "بموجب مادة من قانون العقوبات" دون ذكر تفاصيل إضافية.
وبدأت روسيا في فبراير/ شباط 2022 غزواً لأراضي أوكرانيا، وصفته بأنه معركة ضد سلطة "نازية" في كييف. ويستهدف المسؤولون الروس زيلينسكي بشكل خاص. وغداة بدء الغزو، دعا الرئيس فلاديمير بوتين الجيش الأوكراني لإطاحته.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إنّ مذكرة البحث بحق زيلينسكي تظهر "يأس آلة دعاية الدولة الروسية، التي لم تعد تعرف ما الذي يجب أن تخترعه لجذب الانتباه". وذكّرت الوزارة بأنّ فلاديمير بوتين صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "ترحيل" آلاف الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا. وقالت إن هذه المذكرة "حقيقية"، على عكس "الإعلانات الروسية التي لا قيمة لها".
كما صدرت مذكرات بحث بحق قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر بافليوك، والرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، وفق ما جاء في قاعدة البيانات الروسية. وقائمة المطلوبين من قبل موسكو طويلة وتشمل شخصيات روسية وأجنبية وخاصة أوكرانية. في فبراير أدرج اسم رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس في القائمة إلى جانب مسؤولين آخرين من دول البلطيق. ولتبرير هذا القرار، أشار الكرملين إلى الرؤية المتناقضة للتاريخ بين موسكو وهذه الدول.
وتعتبر دول البلطيق التي تخشى من طموحات الكرملين العسكرية أن الاتحاد السوفييتي احتلها، في حين ترى روسيا أنها حرّرتها وأن أي مقاربة أخرى "تزوير للتاريخ"، وهو ما يعدّ جريمة يعاقب عليها القانون في روسيا.
قصف روسي يحول مدينة تشاسيف يار إلى مدينة أشباح
وتتعرض المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية لهجوم متواصل من القوات الروسية منذ أشهر. ومن شأن الاستيلاء عليها أن يمنح روسيا السيطرة على قمة تل يمكنها من خلالها مهاجمة مدن أخرى تشكل العمود الفقري للدفاعات الشرقية لأوكرانيا. وشنّت روسيا موجات من الهجمات على القوات الأوكرانية في تشاسيف يار، والتي نفدت منها الذخيرة أثناء انتظار إرسال واشنطن وحلفاء آخرين إمدادات جديدة. وتحولت صفوف من المباني السكنية متوسطة الارتفاع في تشاسيف يار إلى اللون الأسود بسبب الانفجارات، أو باتت فيها ثقوب أو تحولت إلى أكوام من الأخشاب والحجارة. ويبدو أن الكنيسة ذات القبة الذهبية قد دمرت.
ولم يظهر أي جنود أو مدنيين في أي مكان في اللقطات التي تم تصويرها يوم الاثنين والتي حصلت عليها أسوشييتد برس حصرياً، باستثناء رجل واحد يسير في منتصف الطريق بين المباني المدمرة. ويسلط الدمار الضوء على تكتيكات الأرض المحروقة التي اتبعتها روسيا طوال أكثر من عامين من الحرب، في سعي قواتها للتقدم، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريدهم. وتقع تشاسيف يار على أرض مرتفعة، ما يتيح لروسيا إمكانية وجود منصة يمكنها استخدامها لمهاجمة المدن الكبرى التي تشكل الحزام الدفاعي لأوكرانيا في إقليم دونيتسك الشرقي.
كما أن من شأن السيطرة على تشاسيف يار أن تمهد الطريق لهجوم روسي محتمل أوسع يقول المسؤولون الأوكرانيون إنه قد يحدث في وقت مبكر من الشهر الجاري. وأقر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، يوم الاثنين، بأن تأخر تسليم المساعدات العسكرية المقدمة من الدول الحليفة إلى أوكرانيا ترك البلاد تحت رحمة قوات الكرملين الأكبر حجماً والأفضل تجهيزاً. وتتسابق أوكرانيا وشركاؤها الغربيون لنشر مساعدات عسكرية جديدة مهمة يمكن أن تساعد في وقف التقدم الروسي البطيء والمكلف، إلا أنه ثابت - عبر المناطق الشرقية، فضلاً عن إحباط هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ.
(أسوشييتد برس، رويترز، فرانس برس)