روسيا ترسل تعزيزات إلى البادية السورية و"داعش" يعلن قتل اثنين من جنودها

18 ابريل 2021
عناصر من القوات الروسية في سورية (Getty)
+ الخط -

تبادلت فصائل المعارضة السورية القصف مع قوات النظام في شمال غرب سورية، فيما نشرت وسائل إعلام روسية لقطات لأسلحة جديدة تقوم القوات الروسية بتجربتها في سورية.

وفي الأثناء، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي قتل جنديين روسيين في ريف حمص، فيما تواصلت عمليات الاغتيال في مناطق مختلفة شرقي سورية والتي ذهب ضحيتها مدنيون وعناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن فصائل المعارضة في ادلب قصفت بالمدفعية صباح اليوم مواقع لقوات النظام في محور كنسبا بريف اللاذقية الشمالي، فيما قصفت قوات النظام قرى وبلدات الفطيرة وسفوهن وفليفل وبينين بريف إدلب الجنوبي، وسهل الغاب شمال غربي حماة، وسط تحليق متواصل لطائرات روسية في أجواء المنطقة.

إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام روسية تسجيلًا مصورًا لاستخدام طائرات انتحارية من دون طيار ضد أهداف، قالت إنها تتبع لـ"هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب شمال غربي سورية. وأظهر التسجيل آلية إقلاع الطائرة من منصة صغيرة الحجم، واتجاهها نحو الهدف وانفجارها فيه.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس، عن مصدر عسكري روسي قوله إن القوات الروسية استخدمت عشرات الطائرات الانتحارية لمهاجمة قوات المعارضة السورية.

وجربت روسيا، منذ تدخلها العسكري في سورية في سبتمبر/أيلول عام 2015، العديد من الأسلحة الجديدة في ساحة الحرب السورية، التي تعتبرها موسكو مسرحا لاختبار تلك الأسلحة والدعاية التجارية لها، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إبريل/ نيسان العام الماضي أن الزيادة الحاصلة في تصدير الأسلحة الروسية إلى دول العالم سببها الاختبار العملي لهذه الأسلحة في سورية.

 

وفي شرق البلاد، ذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن رجلاً وامرأة قتلا أمس برصاص مجهولين في مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي. وأوضحت المصادر أن المجهولين استطاعوا أن يلوذوا بالفرار. والقتيلان هما السيدة وتين محمد علي ومحمد رشيد المحميد، موظفان في "جمعية البر والإحسان" في مدينة الحسكة، ويعد استهدافهما الأول من نوعه بحق موظفين في منظمات المجتمع المدني.

إلى ذلك، اعتقلت مليشيا "قسد" عددا من الأشخاص في قرية الحوايج بريف دير الزور خلال عملية أمنية نفذتها مدعومة بقوات التحالف الدولي والطيران المروحي، فيما أصيب ثلاثة أشخاص برصاص المليشيا أثناء مداهمتها قريتي الفوار والتروازية على طريق (أم 4) شمالي محافظة الرقة، بحسب شبكة "الخابور" المحلية التي أفادت بأن قوة عسكرية قامت بمداهمة القريتين بحجة ارتباط أهلها بـ"الجيش الوطني السوري". 

 كما أصيب رئيس مفرزة الأمن العسكري التابعة للنظام السوري في بلدة الشميطية في ريف دير الزور الغربي بانفجار عبوة ناسفة، على طريق حلب، وفق موقع "نهر ميديا" المحلي.

من جانب آخر، أعلن تنظيم "داعش" مقتل جنديين روسيين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تنفيذ عملية إنزال جوي ضمن حملة تمشيط في ريف حمص.

وذكر بيان للتنظيم، نشرته وكالة "أعماق" أمس السبت، أن جنديين روسيين قتلا وأصيب آخرون في اشتباك وقع بعد محاولتهم تنفيذ عملية إنزال جوي ضد مقاتلي التنظيم في حمص، حيث حاولت مروحية روسية تنفيذ عملية إنزال على منطقة في بادية السخنة أثناء وجود مجموعة من مقاتلي التنظيم، الذين فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه المروحية أثناء هبوطها واشتبكوا بشكل مباشر مع الجنود الروس.

 من جهته، أكد موقع "السخنة الحدث" أن جنديين روسيين قتلا، وأصيب آخرون في اشتباك اندلع بعد محاولتهم تنفيذ عملية إنزال جوي في أثناء حملة تمشيط في ريف حمص.

وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية ذكرت، أمس، أن الطيران الحربي الروسي شن أكثر من 30 غارة جوية يوم الأول من أمس الجمعة ضد عناصر "داعش" في البادية السورية.

في سياق متصل، دفعت القوات الروسية، اعتبارا من يوم أمس، تعزيزات عسكرية نحو مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، عقب ساعات من وصول تعزيزات للمليشيات الإيرانية دخلت مطار "تي فور" العسكري.

وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن التعزيزات الروسية ضمت 12 عربة عسكرية ما بين ناقلات جنود وعربات رباعية الدفع، و3 شاحنات محملة بالمواد اللوجستية ونحو 40 مقاتلاً من مرتزقة "فاغنر" الروسية و70 آخرين من مليشيا الفيلق الخامس المدعوم من روسيا.

وأوضح المصدر أن التعزيزات استقرت بشكل مبدئي في المقر القديم للمخابرات الجوية وسط مدينة القريتين، القريبة من مطار (تي فور) العسكري الخاضع بالكامل لسيطرة الحرس الثوري الإيراني ومليشياته.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

 

وجاءت التعزيزات الروسية بعد ساعات من وصول تعزيزات لمليشيا الحرس الثوري إلى مطار (تي فور) قادمة من دير الزور، ضمت 7 شاحنات مموهة بحمولة من الأغذية والخضروات و16 عربة عسكرية ما بين ناقلات جنود وسيارات مزودة برشاشات ثقيلة، إضافة لنحو 100 عنصر.

وفي جنوب البلاد، وضعت قوات النظام حاجزا جديدا لها بين مدينة الحارّة وبلدة زمرين شمال غرب درعا، وذلك بعد عدة عمليات استهداف طاولت ضباطاً وعناصر من قوات النظام ومتعاونين معها في المنطقة.

وحول هذه الاغتيالات، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن عملية اغتيال القيادي السابق في فصائل المعارضة أيوب الشعابين مساء الجمعة الفائت، في مسقط رأسه بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، تمت باستخدام بندقية آلية عيار 5.5 مم، وهو السلاح نفسه الذي استخدم في عملية اغتيال قائد مجموعة في الفرقة الرابعة عقب التسوية ياسين جمعة العبود، والذي قتل قبل يومين من اغتيال الشعابين.

وأوضح المصدر أنّ بندقية 5.5 مم موجودة فقط لدى قوات النظام، وبهذا السلاح تمت محاولة اغتيال المساعد أول والمتطوع في الأمن العسكري محمد جاد الله الصلخدي في بلدة النعيمة شرق درعا، ومعظم موجة الاغتيالات الأخيرة التي شهدتها المنطقة الشرقية بدرعا.

وعمل الشعابين قبل منتصف 2018 قائداً للواء محمد بن عبد الله في صيدا التابع لجيش اليرموك، أحد أبرز التشكيلات العسكرية في الجنوب السوري سابقًا، قبل أن ينضم إلى فرع الأمن العسكري بعد سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري.

 توترات جديدة بين الأحزاب الكردية

 

وفي شرق سورية، اتهم المجلس الوطني الكردي، أمس السبت، حزب الاتحاد الديمقراطي باقتحام أحد مقراته في منطقة الرميلان التابعة لمنطقة المالكية بريف الحسكة، فيما أثارت الدعوة التي وجهتها فرنسا لمسؤولين أكراد للقدوم إلى باريس لغطاً بين الأحزاب الكردية، ما حدا بالمجلس الوطني إلى رفضها.

وذكر بيان للمجلس الوطني أن مجموعة مسلحة ملثمة تابعة للاتحاد الديمقراطي، اقتحمت الجمعة مكتب أحد أعضاء الحزب في منطقة رميلان في ريف الحسكة، ووجهت شتائم وإهانات للموجودين داخل المكتب، قبل أن يأخذوا هواتفهم ثم أعادوها بعد تزويدها ببرامج التنصت.

ووصف المجلس الوطني الكردي في بيانه ذاك التصرف بـ"الهمجي"، وأنه "يدل على استهتار حزب (ب ي د)"، وطالب بوضع حد لهذه الانتهاكات، التي وصفها بأنها "تستهدف الحوار الكردي".

وتعرضت مكاتب عدّة تتبع للأحزاب السياسية الكردية في الحسكة والقامشلي وعين العرب نهاية العام الماضي للاستهداف من قبل مجهولين.

ويرى متابعون أن حوادث الاعتداء هي طريقة يرد فيها حزب العمال الكردستاني على الأصوات التي تطالب بخروجه من شمال وشرق سورية، لإنجاح المفاوضات الكردية - الكردية، وكذلك طريقة يرهب فيها المجلس الوطني الكردي بقصد دفعه إلى إغلاق مكاتبه في المنطقة.

والمجلس الوطني جزء من المعارضة السورية، وله تمثيل في الائتلاف الوطني المعارض، بينما يعد حزب الاتحاد الديمقراطي القوة المهيمنة في شرق سورية، وتخضع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لسلطته، وسط اتهامات له بأنه يخضع بدوره لسلطة "حزب العمال الكردستاني" الذي يتمركز في جبال قنديل على الحدود العراقية التركية الإيرانية.

إلى ذلك، وصف القيادي في "المجلس الوطني الكردي" في “سورية بشار أمين الدعوة الفرنسية لعدة جهات سورية لزيارة قصر الإليزيه بالملتبسة.

وأوضح أمين في تصريحه لموقع "باسنيوز" أن الدعوة الفرنسية كانت ملتبسة منذ البداية حيث قيل إنها موجهة لعدة مكونات سورية تمثّل العرب والأكراد والسريان، لكنها بدت أنها موجّهة لـ"الإدارة الذاتية"، وليس كما قيل إنها دعوة لكل من المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي في سورية بهدف المساهمة في تحقيق التوافق بينهما.

ورأى أمين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أراد أن يضفي مسحة من التماهي في الدعوة بإضافة أسماء أخرى، لكن الدعوة موجهة للإدارة الذاتية، والمجلس ليس جزءاً من الإدارة حتى الآن.

ونقل الموقع عن مصدر من "المجلس الوطني الكردي" قوله إن لقاء المجلس مع مسؤولين فرنسيين في القامشلي شهد رفض دعوة الإليزيه بالآلية التي فرضها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مبيناً أن المجلس يرى أن الحزب لا تحق له تسمية ممثلي المجلس نيابة عنه، كما تم خلال الاجتماع مطالبة الجانب الفرنسي بأن يكون الوفد الذاهب إلى باريس ممثلاً لكل المكونات وليس بقيادة الإدارة الذاتية.

وتأتي الدعوة الفرنسية بعد أن توقفت العام الماضي المباحثات بين الأطراف الكردية السورية، وفشلت الجهود في إعادة إحياء المباحثات وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن التعطيل.