روسيا تضع نقطتي مراقبة في القنيطرة لضبط التوتر بين إسرائيل وحزب الله

25 سبتمبر 2024
جندي روسي في درعا، 15 يوليو 2018 (Getty)
+ الخط -

ثبتت القوات الروسية، اليوم الأربعاء، نقطتي مراقبة جديدتين في محافظة القنيطرة على حدود الجولان السوري المحتل، لضبط التوتر على ضوء الحرب المندلعة في لبنان بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، وسط تحركات إسرائيلية على الحدود السورية، تحسباً لاتساع المواجهات لتصل إلى الجبهة السورية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الروسية ثبتت نقطتي مراقبة في منطقة السهول الغربية لبلدتي بير عجم وبريقة بريف القنيطرة الغربي قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل، "لخفض التوتر بين إسرائيل والمجموعات المدعومة من حزب الله اللبناني بعد التصعيد الكبير بين الطرفين". وبذلك يرتفع عدد النقاط الروسية المنتشرة في المناطق المحاذية للجولان السوري المحتل إلى 17، وفق المرصد. وأضاف المرصد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ منذ أشهر بفتح ممرات في الجولان السوري المحتل، وتفجير حقول ألغام بمحاذاة خط وقف إطلاق النار، بالتزامن مع وصول قوات نخبة من المجموعات الموالية لإيران إلى الجنوب السوري.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت أمس الثلاثاء، أنّ 40 ألف مقاتل من ثلاث دول عربية وصلوا بالقرب من هضبة الجولان السورية المحتلة، تمهيداً لاحتمال دعم حزب الله في المواجهات الراهنة في لبنان. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الجيش الإسرائيلي يتابع بقلق بالغ وصول نحو 40 ألف مقاتل من دول عربية، هي سورية والعراق واليمن، بالقرب من هضبة الجولان، بانتظار دعوة من أمين عام حزب الله حسن نصر الله للمشاركة في القتال". وأضافت: "حتى لو لم يكن هؤلاء الـ40 ألف مقاتل محترفين، فإن الأمر يدفع إلى القلق البالغ".

وقال مسؤول أمني للصحيفة: "إذا لزم الأمر سنتحرك عسكرياً في سورية أيضاً كي نوضح لدمشق بشكل أفضل أننا لم نعد نقبل وجودهم هناك". ووفق مصادر إسرائيلية، فقد عززت إسرائيل مواقعها العسكرية والمراصد في جبهة الجولان السوري المحتل، ونقلت منظومات دفاع جوي وثبتت مرابض مدفعية، إضافة لتمركز دبابات وعربات مصفحة إضافية، في إطار التحضيرات لاحتمال توسع المعارك ضد حزب الله وإمكانية القيام بتوغل قوات برية في الأراضي السورية.

وكان الناشط السوري محمد أبو حشيش قد ذكر لـ"العربي الجديد"، أن قوة إسرائيلية توغلت السبت الماضي بعمق نحو 200 متر داخل الأراضي السورية قرب بلدة جباتا في محافظة القنيطرة، ترافقها جرافات ومعدات لحفر خنادق، حيث عمدت إلى جرف الأراضي الزراعية وحفر خنادق وبناء سواتر ترابية، لافتاً إلى أن هذه التوغلات متكررة منذ أيام بهدف بناء نقاط مراقبة على طول الحدود، لرصد أية تحركات قد يقوم بها عناصر من حزب الله أو المجموعات الموالية لإيران في المنطقة. وأوضح أن الجهات العسكرية والأمنية التابعة للنظام السوري في المنطقة لم تتدخل إطلاقاً إزاء هذه التوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، والتي لم يعلق عليها النظام السوري ولم تتحدث عنها وسائل الإعلام التابعة للنظام. 

وأوضح أبو حشيش أنه خلال الأشهر الأخيرة، لم تلاحظ أية تحركات لحزب الله أو المقاتلين الموالين لإيران في منطقة الحدود، مرجحاً أنهم يتوارون عن الأنظار خشية استهدافهم من جانب إسرائيل. وكان جيش الاحتلال قد استهدف في أوقات سابقة عناصر موالين لحزب الله عند الحدود مع الجولان السوري المحتل والحدود السورية – اللبنانية، ما أدى إلى تقليص كبير في تحركات العناصر خشية أن يطاولهم الاستهداف.

وتخضع منطقة الحدود بين سورية وفلسطين المحتلة لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين الجانبين عام 1974 عقب حرب أكتوبر/ تشرين الأول، والتي تقضي بأن تخضع لإشراف قوات الفصل الدولية (الأندوف). وخرق الطيران الإسرائيلي قبل أيام الحدود السورية وحلّق في سماء محافظتي درعا والقنيطرة من دون أن يواجه من قبل الدفاعات الجوية السورية. ويأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، حيث تتخوف إسرائيل كما يبدو من قيام عناصر تابعة لحزب الله باستهدافها من جبهة الجولان، أو التأسيس لمواقع ونقاط ارتكاز يتم من خلالها مهاجمة الأهداف الإسرائيلية في حال تطورت المواجهات العسكرية الحالية بين الحزب وإسرائيل إلى حرب شاملة. 

المساهمون