استمع إلى الملخص
- **جهود روسيا في الوساطة**: أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف دعم روسيا للمبادرات الرامية إلى تحسين العلاقات السورية التركية، مشيراً إلى أن الظروف الحالية مناسبة لنجاح الوساطات.
- **مصالح روسيا من التطبيع**: تسعى روسيا لتحقيق مكاسب من عملية التطبيع بين النظام السوري وتركيا، بما في ذلك تأهيل النظام السوري إقليمياً ودولياً، وتحقيق مكاسب اقتصادية وعسكرية.
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تصريح له يوم الجمعة، أن روسيا تؤيد تطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا، وتطوير مجريات التفاوض في إطار تحضير اجتماع يضم رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وجاء تأكيد بوغدانوف في تصريحات صحافية وفق ما نقلت قناة "روسيا اليوم"، حيث قال: "نحن نؤيد عملية تطبيع العلاقات الحكومية بين تركيا وسورية على أساس الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي والسيادة"، مضيفاً: "لقد وقفنا عند أصول بداية هذه العملية. نحن مع هذه العملية وندعو لاكتسابها الزخم الضروري. سيكون من الجيد جداً أن يجتمع رئيسا الدولتين. أعتقد أن التحضير الجاد لمثل هذا الاجتماع مطلوب".
وسبقت تصريحات بوغدانوف تصريحات للمبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، الذي قال فيها: "ندعم كل المبادرات ذات الصلة بالعلاقة بين سورية وتركيا من كل الدول المهتمة بتصحيح تلك العلاقة"، معتبراً أن الظروف حالياً "تبدو مناسبة أكثر من أي وقت مضى لنجاح الوساطات، وأن روسيا مستعدة للعمل على دفع المفاوضات إلى الأمام، والغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين سورية وتركيا"، وذلك خلال زيارة له إلى دمشق التقى فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث حث النظام السوري على "استثمار حالة الهدوء وتوقف الاشتباكات بغية حل المشكلات الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه".
وبدأت روسيا ببذل جهود لدفع التطبيع بين النظام السوري وتركيا منذ عام 2023، حيث أكد الكرملين في مارس/آذار من ذات العام أن الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، قد أجريا اتصالًا هاتفياً ناقشا فيه تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، مشيراً إلى أن الرئيس التركي "سلط الضوء على الدور البناء لروسيا بصفتها وسيطا في جهود إعادة العلاقات بين بلاده والنظام السوري"، وفق وسائل إعلام روسية.
ورأى الباحث السياسي محمد المصطفى في حديثه لـ"العربي الجديد" أن روسيا تنشد أن تتم عملية التطبيع بين النظام السوري وتركيا "لتحقيق مصالح ومكاسب لها، إضافة إلى محاولة تأهيل النظام على المستوى الإقليمي والدولي، لاسيما أن النظام وصل إلى مراحل متقدمة في التطبيع مع الدول العربية". وأضاف المصطفى: "لا شك أن روسيا لديها تطلع لإعادة النظام إلى الساحة الإقليمية بعيداً عن إيران، فضلاً عن مكاسب اقتصادية وعسكرية يمكن أن تتحقق إذا تم التطبيع مع تركيا".
وكانت وزارة الخارجية لدى النظام السوري قد أكدت، في بيانٍ لها في وقت سابق، أن "عودة العلاقة الطبيعية مع تركيا تقوم على عودة الوضع الذي كان سائداً قبل عام 2011، وهو الأساس لأمن وسلامة واستقرار البلدين"، معتبرة أن "مصلحة الدول تُبنى على العلاقة السليمة فيما بينها، وليس على التصادم أو العدائية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح، في السابع من يوليو/ تموز الجاري 2024، أن بلاده تنتظر اتخاذ رئيس النظام السوري بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب "بالشكل المناسب". جاء ذلك على متن الطائرة خلال عودته من العاصمة الألمانية برلين، بعد حضوره مباراة منتخبي تركيا وهولندا، ضمن منافسات ربع نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم (يورو 2024)، موضحاً أنه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاربة بشأن اللقاء بين أردوغان والأسد، كما أن رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني لديه مقاربة أيضاً.