تعهد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كلجدار أوغلو، بإعادة السوريين إلى بلادهم وفتح سفارات البلدين وإعادة العلاقات، خلال فترة أقصاها عامين من تولي المعارضة الحكم.
كلام كلجدار أوغلو جاء في مقطع فيديو نشره الليلة الماضية على تويتر، وتحدث فيه عن موضوع السوريين، ضمن حملته في الأشهر الأخيرة بنشر فيديوهات قصيرة يخاطب فيها الأتراك.
وتستغل المعارضة التركية بشكل كبير الورقة السورية لتوظيفها سياسياً والطعن بسياسات الحكومة الحالية واتهامها بسوء إدارة الملف السوري، وتأثير اللجوء على الأوضاع الاقتصادية، وهو أمر تنفيه الحكومة.
وقال كلجدار أوغلو في الفيديو، الذي حقق نحو نصف مليون مشاهدة وعشرات الآلاف من المشاركات والتعليقات "نتحدث اليوم عن السوريين 3.6 ملايين سوري بالأرقام الرسمية يتواجدون في تركيا، وخاصة في الولايات المجاورة"، وأضاف: "هناك شكاوى كبيرة مِن المواطنين الذين ليس لديهم عمل ودخل، وذلك من تواجد السوريين، وخلال الفترة المقبلة من الممكن أن نواجه مشاكل أكبر لا حل لها ويجب أن نحل المشكلة".
وشدد على أن "الحكومة لا إمكانية لها للحل ولم تستطع حلها وليست لها القابلية لذلك، نحن سنحل المشكلة وسنتناولها من ناحية إنسانية".
واستعرض كلجدار أوغلو ما سماه واقعة عايشها بقوله "ذهبت لمقهى صباحي في ولاية شانلي أورفا يأتي هناك أرباب العمل لطلب العمالة، سألت رجلاً مسناً لماذا لا تذهب أنت، قال إنه من عائلة كبيرة ويجب أن يحصل يومياً، على الأقل، على مبلغ 120 ليرة (1 دولار يعادل 8.52 ليرات تركية) ولكن السوريين أتوا للبلاد، ويذهبون للعمل بمبالغ رخيصة جداً تصل إلى 50-60 ليرة، دون ساعات عمل محددة ولهذا لا أستطيع أن أذهب بهذا المبلغ لأعيل عائلتي، هذه حالة عشتها".
وأردف: "اذهبوا لولايات إسطنبول وإزمير وقيصري وهاطاي وغازي عنتاب وكيليس ستجدون كثيراً من هذه المشاكل المنتشرة هناك"، في إشارة إلى المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المواطن التركي ويتهم السوريين بالتسبب فيها.
كلجدار أوغلو تحدث عن الحل من وجهة نظرهم بقوله: "نحن عندما نتولى الحكم سنعمل بداية على إعادة العلاقات مع سورية وفتح السفارات، وعندما ذهبت للاتحاد الأوروبي اشتكوا من اللاجئين السوريين، فقلت لهم عندما كانت هناك حرب في سورية والدماء تسيل، وكان هناك لجوء لتركيا لم يكن يعلو صوت لكم".
وزاد: "عندما جاؤوا إليكم (لأوروبا) بدأتم بالشكوى منهم، وعندما سُئلت كيف يكون الحل؟ قلت لهم: أن تمدوا يديكم على جيوبكم وعبر بناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية لهم والطرق، وعندها سنعيدهم لبلادهم".
وختم كلجدار أوغلو كلامه بالقول: "هذه ليست عنصرية، السوريون أقرباء لنا ولكنهم سيكونون أكثر سعادة على ترابهم، ولهذا سنعمل على إرسالهم بأمان، وعندما نتولى الحكم سنحل مشكلة السوريين وكل ما يتعلق بالأزمة السورية خلال عامين، وأنا حازم في ذلك ومصر على تنفيذه".
وتعتبر الأزمة السورية من أبرز الملفات التي تتخذها المعارضة سبباً للهجوم على الحكومة، وتعمل الآلة الإعلامية التابعة لها للنيل من السوريين، وتتهم الحكومة بدفع رواتب شهرية لهم وتقديم خدمات مجانية وإعفاءات ضريبية رغم أن ذلك غير صحيح، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي تشهد من فترة لأخرى تصريحات من قبل مواطنين في نفس إطار اتهامات المعارضة.
واعتُبر الملف السوري واستغلاله من قبل المعارضة من أبرز الأسباب التي أدت لخسارة حزب العدالة والتنمية كبريات المدن التركية في الانتخابات المحلية الأخيرة، التي جرت في العام 2019، حيث استغلت المعارضة هذه الورقة بشكل كبير وربطتها بالأزمة الاقتصادية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المشكلة الاقتصادية والبطالة هي أبرز ما يواجه البلاد من مشاكل، ومن أسباب المشاكل الاقتصادية والبطالة، تواجد السوريين بكثافة في سوق العمل وأخذ فرص المواطنين الأتراك.
وتسعى الحكومة التركية لإعادة جزء من السوريين بشكل طوعي للمناطق الآمنة داخل سورية التي أنشأتها بحمايتها، ولكن هذه المناطق لا تزال غير آمنة وتحتاج لبنية تحتية كبيرة لتنهض من جديد، وتدعي أنها أعادت ما لا يقل عن 450 ألف سوري إلى هذه المناطق.