قال رئيس حزب الشعب الجمهوري وزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو، اليوم الإثنين، إن الرئيس رجب طيب أردوغان قد ينسحب من المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا شعر بأنه سيمنى بالهزيمة.
جاء كلام كلجدار أوغلو خلال لقاء صحافي تطرق فيه للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، والجهود التي تجري داخل الطاولة السداسية للمعارضة.
وخلال حديثه عن الانتخابات، قال كلجدار أوغلو إن "أردوغان يرى أنه سيفقد الأغلبية البرلمانية في البرلمان الجديد، وهدفه حالياً هو رئاسة الجمهورية، وسيفقد ذلك أيضاً، ولكن في حال قناعته بأنه سيخسر، وإذا ما شعر بذلك، فإنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية".
وأضاف أن أردوغان "سيعمل في حال قناعته بالهزيمة، على إصدار قرار من قبل اللجنة العليا للانتخابات تخص عدم إمكانية ترشحه، وعندها سيقول: كنت سأترشح للانتخابات، ولكن اللجنة العليا منعتني بقرار يتخذ بإرادته هو".
وتنتظر تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في العام المقبل، وصفها الرئيس أردوغان سابقاً بأنها مفترق طرق، فيما تعتقد المعارضة أنها ستتمكن من الإطاحة بالرئيس أردوغان وحكمه المستمر منذ قرابة 21 عاماً.
وتطرق كلجدار أوغلو للانتقادات المتعلقة بتأخر المعارضة في تحديد مرشحها الرئاسي، قائلاً إنه "في الاجتماع المقبل للطاولة السداسية للمعارضة في الخامس من يناير/كانون الثاني المقبل، سيتم التوافق على البرنامج الحكومي، وخريطة الطريق المتعلقة بالانتقال للنظام البرلماني".
وأردف: "بعد التوافق على هذه الأمور سيتم الحديث عن المرشح الرئاسي، وعندها يمكن لزعماء الأحزاب السياسية المعارضة في الطاولة السداسية أن يتوحدوا في الكلام والخطاب، سيتم تحديد خريطة الطريق ووضع البرنامج الحكومي والتوافق على المرشح وتوحيد خطاب المعارضة، في حال وضع المرشح قبل ذلك فإنه سيضعف المرشح والطاولة السداسية"، وشدد على أن المعارضة "مهتمة بالنظام السياسي أكثر من اهتمامها بالمعارضة، وليس بذهاب شخص وقدوم آخر جديد".
ودعا كلجدار أوغلو الرئيس أردوغان إلى "الابتعاد عن التأثير بالقضاء والبيروقراطيين في البلاد إن كان مؤمناً بإرادة الشعب وتغيير الدستور في البلاد وإعادة الانتخابات في إسطنبول"، متهماً إياه باستخدام "عصا القضاء" ضد المعارضة.
يُذكر أن الطاولة السداسية تتكون من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، وزعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، ورئيس حزب السعادة تمل قره موللا أوغلو، ورئيس حزب دواء علي باباجان، ورئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، ورئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال.
ونفى كلجدار أوغلو أن تكون هناك خلافات وتصدعات داخل الطاولة السداسية على خلفية التجمعات التي حصلت عقب صدور القرار القضائي بحق رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام، قبل نحو أسبوعين بسجنه أكثر من عامين، الأمر الذي يفتح المجال أمام منعه من ممارسة العمل السياسي والترشح مستقبلاً للرئاسة.
وأدى تضامن زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر مع إمام أوغلو (بغياب كلجدار أوغلو، الذي كان موجوداً في ألمانيا)، إلى رد فعل لدى زعيم المعارضة، دفعه سابقاً للقول إنه لا يحق لأحد التدخل بشؤون الأحزاب الأخرى، لترد عليه أكشنر قبل يومين بأن "رئيس بلدية إسطنبول انتخب بأصوات الحزبين، ومن حق الحزب الجيد الدفاع والوقوف إلى جانب إمام أوغلو".