أكد زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، اليوم الثلاثاء، أن حزبه لن يصوت لمصلحة المذكرة الرئاسية التي تطالب بتمديد مهام القوات العسكرية التركية في سورية والعراق.
وألقى كلجدار أوغلو كلمة أمام كتلة حزبه البرلمانية في أنقرة، حيث أبدى تأييده لمكافحة الإرهاب، ولكنه أعرب عن استيائه من توجيه دعوة لقوات مسلحة أجنبية للانتشار في تركيا، مؤكدًا أن تركيا لا تحتاج إلى تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية.
وتطرق إلى المذكرة التي وصلت قبل أيام إلى البرلمان من الرئاسية التركية وتخول الرئيس رجب طيب أردوغان بصلاحيات لإدارة القوات العسكرية في الدولتين.
وقال كلجدار أوغلو، "وصلت مذكرة لنا في البرلمان، نحن بالتأكيد ندعم مسألة مكافحة الإرهاب في المذكرة، ولكن هناك أمر لا أفهمه في المذكرة".
وأوضح موقفه بالقول "المذكرة تتضمن دعوة قوات مسلحة أجنبية إلى تركيا، فماذا يعني هذا؟ نحن لا نريد وجود أي جندي أجنبي أو أن يأتي أي جندي إلى تركيا انطلاقًا من موقف قومي، الجيش كافح الإرهاب دون قدوم جندي أجنبي، فمن هم هؤلاء الجنود الأجانب".
واستنكر كلجدار أوغلو التصاعد في الأحداث الدولية التي تورطت فيها تركيا، قائلاً: "تسقط مروحيتنا نسمع ذلك من الأجانب، تسقط المسيرة نسمع ذلك من الأجانب أيضاً، ولهذا إن كنت قوميا فستقول للمذكرة لا"، قاصداً حوادث سابقة وآخرها إسقاط مقاتلة أميركية لمسيرة تركية خلال قصف مواقع لقوات سورية الديمقراطية قبل أيام.
تجدر الإشارة إلى أن البرلمان التركي تلقى، الخميس الماضي، مذكرة رئاسية تتعلق بتمديد مهام الجيش التركي في العراق وسورية مدة عامين حيث تنتهي مدة المذكرة الحالية نهاية هذا الشهر.
أرسلت الرئاسة التركية مذكرة هامة إلى البرلمان، محملة توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان، تحذر فيها من التهديدات المتزايدة على الأمن القومي في المناطق المتاخمة للحدود البرية الجنوبية لتركيا. وجاء في المذكرة أن "تركيا تولي أهمية كبيرة لحماية سلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، وتواجه تهديدات مستمرة من تنظيمات مثل حزب العمال الكردستاني وداعش".
زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، الحليف الأساسي في التحالف الجمهوري الحاكم، أعلن دعم حزبه للمذكرة ودعم العمليات العسكرية في سورية والعراق.
وألقى زعيم حزب الحركة القومية كلمة أمام كتلة حزبه البرلمانية اليوم الثلاثاء، حيث أعرب عن دعمه القوي للعمليات العسكرية التي تجري خلف الحدود. وأشار إلى أن الجيش نفذ عمليات عسكرية ضد المسلحين بهدف تذكيرهم بأن إعاقة راحة الشعب التركي ستكون لها عواقب وخيمة. وأكد أن مكافحة الإرهاب لن تتوقف، وأنهم لن يستجيبوا للضغوط الخارجية أو الحلفاء المزيفين.
وأضاف قائلاً "سيقدم نواب حزب الحركة القومية دعمهم بقوة وبكل إصرار للمذكرة التي تسمح للقوات المسلحة بالعمل في سورية والعراق، وسنصوت بنعم عليها".
من المتوقع أن يتم مناقشة المذكرتين في البرلمان من خلال اللجان المختصة، ومن ثم تقديمهما إلى الهيئة العامة للتصويت عليهما. تحتاج المذكرتان إلى موافقة الأغلبية التي يتمتع بها التحالف الجمهوري الحاكم، ومن المتوقع دعمهما من قبل الأحزاب القومية المعارضة، مثل الحزب الجيد والأحزاب المحافظة.
وتأتي المذكرة الرئاسية بعد تهديد وتنفيذ هجمات جوية على مقرات ومواقع حزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية في سورية والعراق، ما فتح التكهنات أمام تنفيذ الجيش التركي عمليات برية قريبة.
والمواقف التركية هذه تأتي بعد عملية انتحارية نفذها حزب العمال الكردستاني قبل 10 أيام واستهدف فيها وزارة الداخلية وأسفر عن مقتل المهاجمين وجرح شرطيين تركيين بحسب وزارة الداخلية، فيما حمل توقيت العملية ومكانه بقلب العاصمة أنقرة رسائل دفعت لرد فعل قوي من الحكومة التركية.