وبعد سلسلة لقاءات مع المسؤولين العراقيين وأعضاء البعثات الدبلوماسية والوفود الأجنبية في بغداد جرت داخل المنطقة الخضراء، أنهى البابا فرنسيس جدول أعمال اليوم الأول لزيارته إلى العراق متوجهاً إلى كاتدرائية سيدة النجاة والتي ألقى فيها كلمة مطولة بحضور أساقفة ورهبان كنائس بغداد.
وألقى البابا كلمته في كاتدرائية سيدة النجاة وسط بغداد، قبل أن يتنقل إلى كنيسة مار يوسف المجاورة، وكلاهما تعرضتا في السنوات التي تلت الاحتلال الأميركي للعراق لأعمال إرهابية راح ضحيتها العشرات من المواطنين العراقيين المسيحيين.
ودعا البابا فرنسيس في كلمته بكاتدرائية سيدة النجاة إلى الوحدة والتآخي، وقال إنّ "شهادة الوحدة الأخوية مهمة في عالم يعاني الانقسامات، ويجب أن نقوي بعضنا البعض"، داعياً إلى تقديم "الخدمة لكل المؤمنين في العالم، وعلى الأساقفة أن يشاركوا بأفراح المؤمنين وهمومهم".
وأضاف متحدثاً من كاتدرائية سيدة النجاة: "أشكر الله الذي سمح لنا أن نلتقي هنا اليوم، وهذه الزيارة واجبة في أرض عانت الكثير منذ سنوات"، مخاطباً الحضور بقوله "أنتم بصفتكم أساقفة وكهنة ورهبان ومعلمي الدين المسيحي تشاركون في أفراح المؤمنين وآلامهم في هذا البلد".
وختم بالقول "الصعاب كانت جزءاً من حياتكم اليومية فقد كان عليكم أن تواجهوا الحرب والاضطهاد وأن تناضلوا من أجل الأمن الاقتصادي والشخصي والذي تسبب بهجرة المسيحيين من هذه البلاد".
ومن المقرر أن يتوجه البابا فرنسيس صباح غد السبت إلى مدينة النجف جنوبي العراق للقاء المرجع الديني علي السيستاني في منزله بالمدينة القديمة، قبل أن ينتقل إلى مدينة أور التاريخية بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، حيث منزل النبي إبراهيم وهناك سيلقي البابا كلمة بحضور حشد كبير من رجال الدين والمواطنين العراقيين.
ومساء اليوم الجمعة، أكد المتحدث باسم اللجنة المنظمة لزيارة البابا، أحمد الصحاف، في مؤتمر صحافي، "نحن جادون في التنسيق العالي من أجل إظهار الزيارة في أبهى صورة"، مشيراً إلى أن "زيارة البابا تحمل دلالات عديدة منها استعادة العراق دوره التاريخي". وتابع قائلاً "البعد الأمني كان عالي المستوى، والجهود المبذولة ستبقى على جاهزيتها إلى آخر لحظة"، قبل أن يضيف أن "اللقاء بين السيد السيستاني والبابا سيقوي روابط التسامح بين الأديان".