استمع إلى الملخص
- **خفض المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا**: نص مشروع موازنة ألمانيا للعام 2025 على خفض المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى النصف، مع الاعتماد على الفوائض من الأصول الروسية المجمدة.
- **تدهور السلامة في محطة زابوريجيا النووية**: حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من تدهور وضع السلامة في محطة زابوريجيا النووية بعد ضربة بطائرة مسيرة.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت إن جيش بلاده عزز مواقعه في كورسك الروسية بعد ما يقرب من أسبوعين من توغله في المنطقة، ودعا حلفاء كييف إلى اتخاذ قرارات جريئة للسماح بتوجيه ضربات بعيدة المدى على الأراضي الروسية.
تقول أوكرانيا إنها سيطرت على أكثر من 80 تجمعاً سكنياً على مساحة تزيد على 1150 كيلومتراً مربعاً في كورسك منذ السادس من أغسطس/آب في أكبر غزو تواجهه روسيا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال زيلينسكي إن قائد الجيش أولكسندر سيرسكي أبلغه بأن القوات الأوكرانية واصلت تقدمها وأسرت أيضاً المزيد من العسكريين الروس. وأضاف أن العملية في منطقة كورسك تسير حسب الخطة الموضوعة وأن القوات الأوكرانية تواصل تقدمها وتعزيز مواقعها. وجدد زيلينسكي دعواته لحلفاء أوكرانيا الغربيين للسماح بتوجيه ضربات بعيدة المدى على روسيا.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي المصور إلى الأمة: "القدرات بعيدة المدى لقواتنا هي الرد على جميع الأسئلة الأكثر أهمية واستراتيجية في هذه الحرب". وتابع: "سنعزز عملنا الدبلوماسي. وسنشدد على أن هناك حاجة إلى خطوات وقرارات جريئة". وترفض الحكومات الغربية التي تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بعد اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022، حتى الآن السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى بسبب الخوف من تصعيد الصراع.
وقال الجيش الأوكراني في تقريره اليومي إن قواته أحرزت تقدما ناجحا في كورسك دون تقديم مزيد من التفاصيل. وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق توغله لمسافة 35 كيلومترا في كورسك.
ألمانيا تعتزم خفض مساعداتها العسكرية لأوكرانيا
في السياق، نص مشروع موازنة ألمانيا للعام 2025 على خفض مساعداتها العسكرية الثنائية لأوكرانيا إلى النصف، مع الاعتماد على الفوائض الناتجة من الأصول الروسية المجمدة لمواصلة دعم كييف، وفق ما أفاد مصدر برلماني وكالة "فرانس برس" السبت. وأشار المصدر إلى أن حكومة المستشار أولاف شولتز، لا تعتزم "تقديم أي مساعدة إضافية" إلى الأربعة مليارات يورو المقررة في موازنة العام المقبل لمساعدة أوكرانيا عسكريا، مؤكدا ما أوردته تقارير صحافية. ولن يكون هناك أيضا دعم إضافي لكييف هذا العام. وتبلغ المساعدات التي تقدمها برلين، ثاني مساهم بعد الولايات المتحدة، هذا العام ثمانية مليارات يورو.
واتخذ هذا القرار بالتوافق بين المستشار الديمقراطي الاشتراكي ووزير المال من الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر، حسبما ذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه زونتاغ تسايتونغ" في عددها الصادر نهاية الأسبوع.
وقال النائب أندرياس شوارتز، عضو لجنة الموازنة والمتخصص في قضايا الدفاع، للصحيفة الأسبوعية: "في الوقت الحاضر، لم يتم تقديم أي طلبيات جديدة لصالح أوكرانيا". وفقا للصحيفة، لم يتسن تمويل نظام دفاع جوي من نوع "آيرس-تي" في يوليو/تموز لصالح كييف، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع أرادت أيضا طلب ذخيرة مدفعية وطائرات مسيّرة هذا العام خارج موازنة 2024.
الأصول الروسية
في مواجهة ذلك، قالت وزارة المال السبت إنها مستعدة "لدراسة توفير موارد إضافية على المدى القصير" على أساس كل ملف على حدة، اعتمادا على الاحتياجات. لكن هذا القرار يثير مزيدا من الشكوك بشأن مستقبل الدعم العسكري لكييف، علما أن المساعدات العسكرية الأميركية مهددة أيضا في حال انتخاب الجمهوري دونالد ترامب للبيت الأبيض. وقال سفير أوكرانيا في ألمانيا أوليكسي ماكييف السبت إن "أمن أوروبا يعتمد على قدرة ألمانيا وإرادتها السياسية على مواصلة أداء دور قيادي في دعم أوكرانيا".
وتخطط برلين لتقديم دعم أقصاه ثلاثة مليارات يورو عام 2026، وأكثر قليلا من نصف مليار يورو سنويا لعامي 2027 و2028، وفق الصحيفة. ولتعويض الفارق، تعول ألمانيا على "إنشاء آلية مالية، في إطار مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، باستخدام الأصول الروسية المجمدة"، حسبما أوضح مصدر في وزارة المال.
وقال المصدر إن "المساعدات الثنائية الألمانية ستبقى على أعلى مستوى، ولكنها ستعتمد على فعالية هذه الآلية". ويعمل حلفاء أوكرانيا منذ عدة أشهر على آلية من شأنها إتاحة استخدام جزء من الأصول الروسية المجمدة حول العالم والتي تبلغ قيمتها 300 مليار دولار لدعم كييف في حربها ضد الجيش الروسي.
وتم التوصل إلى "اتفاق سياسي" بين دول مجموعة السبع في منتصف يونيو/حزيران، بشأن مقترح أميركي يهدف إلى تمويل قرض بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا. وقال المصدر البرلماني لوكالة "فرانس برس" إن برلين "تفترض أن هذه الأموال ستكون قابلة للاستخدام اعتبارا من عام 2025".
وأكد النائب الليبرالي الألماني كارستن كلاين، عضو لجنة الموازنة، لـ"فرانس برس" أن "الغرب، وبالتالي ألمانيا باعتبارها أكبر مساهم أوروبي، لن يخفف دعمه لأوكرانيا". لكن وفقا للصحيفة الأسبوعية، طلب ليندنر في الخامس من آب/أغسطس من وزير الدفاع بوريس بيستوريوس (الحزب الديمقراطي الاشتراكي) "ضمان" احترام سقف المليارات الأربعة المدرج في موازنة العام المقبل.
"أسلوب دونالد ترامب"
كان مشروع موازنة 2025 موضوع مناقشات حادة داخل الائتلاف الثلاثي بين الليبراليين والخضر والديمقراطيين الاشتراكيين. وطلب وزير المال من زملائه تقليل المصاريف من أجل احترام "كابح الديون"، وهي قاعدة دستورية تهدف إلى منع الدولة من الإفراط في الاستدانة. لكن مشروع الموازنة ليس نهائيا بعد، ولا تزال تتعين مناقشته في البرلمان، قبل إقراره بحلول نهاية العام.
وتعتزم المعارضة الديمقراطية المسيحية، المتقدمة في الاستطلاعات قبل الانتخابات الإقليمية في سبتمبر/أيلول، والتي تشكل تهديدا كبيرا لأحزاب الائتلاف في عدة ولايات في شرق البلاد، الضغط على الحكومة خلال مناقشات الموازنة التي ستتم في الخريف.
وقال نوربرت روتغن، النائب عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، السبت إن "الائتلاف يمارس السياسة بأسلوب دونالد ترامب من خلال وقف أي مساعدات إضافية لأوكرانيا بسبب خلافات سياسية داخلية".
وكالة الطاقة الذرية تحذر من تدهور السلامة في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا
من جانب آخر، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن وضع السلامة في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا آخذ في التدهور بعد ضربة بطائرة مسيرة أصابت الطريق عند محيط المحطة اليوم السبت.
وذكرت وكالة تاس للأنباء أن الإدارة الروسية للمحطة قالت إن طائرة مسيرة أوكرانية أسقطت شحنة ناسفة على طريق خارج المنشأة مما عرّض موظفيها الذين يستخدمون الطريق السريع للخطر.
(رويترز، فرانس برس)