زيلينسكي يدعو مجلس الأمن الدولي لمعاقبة روسيا "كما تعاقب أي منظمة إرهابية"

29 يونيو 2022
زيلينسكي يدعو لتشكيل محكمة دولية للتحقيق بما يجري بأوكرانيا (Getty)
+ الخط -

ناشد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي "بمعاقبة روسيا كما تعاقب أي منظمة إرهابية"، منتقداً عدم تبني الأمم المتحدة "تعريفاً رسمياً للدولة الإرهابية" و"هو ما تمثله روسيا"، على حد تعبيره.

وفيما أشار إلى ضرورة تعريف ذلك المصطلح من أجل معاقبة روسيا ودول أخرى تحذو حذوها، تحدث في كلمة أمام مجلس الأمن عن استمرار استهداف روسيا لبلاده واستهداف المدنيين وقتلهم، داعياً الأمم المتحدة إلى التحقق من أن الصواريخ التي استهدفت أخيراً مركزاً تجارياً في مدينة كريمنتشوك في وسط البلاد هي روسية.

وقال في هذا الصدد "اقترح على الأمم المتحدة إرسال ممثل خاص أو الأمين العام للأمم المتحدة أو لجنة خاصة إلى موقع هذا العمل الإرهابي حتى تتمكن الأمم المتحدة من الحصول بشكل مستقل على المعلومات والتحقق من أن الأمر يتعلق فعلاً بهجوم صاروخي روسي".

ووقف الرئيس الأوكراني مطولاً عند تفاصيل عدد من الهجمات الروسية ضد أهداف مدنية في أوكرانيا، وقال "إنه على الرغم من أن روسيا تنتهك المبادئ الأساسية للسلم والأمن الدوليين فإنه لا يتم معاقبتها وما زالت عضواً دائماً في مجلس الأمن".

ودعا زيلينسكي إلى طرد روسيا من مجلس الأمن وبقية مؤسسات الأمم المتحدة، قائلاً "لا حق لروسيا للنقاش أو التصويت حول أي قرارات متعلقة بأوكرانيا".

وتابع قائلا "هذه المنظمة (مجلس الأمن والجمعية العامة وغيرها من مؤسسات الأمم المتحدة) لديها القوة بخصوص روسيا لانتهاكها المبادئ الأساسية لمجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة، ولكن لم يتم محاسبتها على الصعيد الدولي والعالمي. وما زالت عضواً وتتمتع بجميع المزايا كبلد دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي".

ووصف الحرب الروسية بأوكرانيا بالاستعمارية، متحدثاً عن ارتكاب روسيا جرائم حرب وإبادة جماعية ووجود مقابر جماعية، داعياً إلى تشكيل محكمة دولية للتحقيق بكل "الجرائم التي ارتكبتها روسيا بحق الأوكرانيين وكذلك بلورة التعريف القانوني لإرهاب الدولة. وينبغي فرض العقوبات والجزاءات عليها لأنها تدمر النظام القانوني الدولي".

من جهتها، أعربت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، عن أسفها لاستمرار القتال في أوكرانيا دون هوادة وازدياده سوءاً. وفيما حذرت من أنه قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في أوروبا، لم تخف تشاؤمها بخصوص التوصل لحل في الأفق القريب.

وقالت ديكارلو "في الأسابيع العشرة الماضية، منذ إحاطتي الأخيرة، لقي عدد من المدنيين الأوكرانيين مصرعهم في هجمات عشوائية، وما تزال المدن والبلدات تتعرض للقصف، كما طاول الخراب الأراضي الصالحة للزراعة بسبب القصف".

ولفتت إلى عدم وجود أي إشارة لتراجع حدة النزاع. ثم توقفت عند استهداف مركز تجاري في كريمنتشوك، بصواريخ روسية بحسب مصادر أوكرانية، بداية الأسبوع. وأشارت ديكارلو في هذا السياق إلى مقتل 18 شخصا وجرح 59، وهي حصيلة أولية بحسب مصادر رسمية أوكرانية. وشددت ديكارلو على ضرورة التحقيق في ملابسات الحادث، محذرة من الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون في أوكرانيا، حيث قتل حتى الآن أكثر من 4700 مدني وجرح 5900. وشددت على أن هذه الأرقام تمكنت الأمم المتحدة التحقق منها، فيما رجحت أن تكون الأرقام على أرض الواقع أعلى من ذلك بكثير.

وتطرقت المسؤولة الأممية لزيارة "لجنة التحقيق الخاصة بأوكرانيا" لعدد من المناطق هناك وتلقيها معلومات وزيارتها لمواقع تظهر أو تدعم "مزاعم خطيرة بارتكاب انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ربما ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وحول المساعدات الإنسانية قالت "منذ 24 فبراير/ شباط، تلقى أكثر من 8.8 مليون شخص في جميع أنحاء أوكرانيا شكلاً من أشكال المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية. يحتاج ما لا يقل عن 16 مليون شخص إلى مثل هذه المساعدات". وتحدثت عن معاناة أوكرانيا من أكبر أزمة نزوح حول العالم، حيث أجبر قرابة 12 مليون أوكراني على النزوح، أكثر من 5 ملايين منهم إلى خارجها.

المساهمون