التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، ولي العهد السعودي محمد من سلمان، بعد وقت قصير من وصوله إلى السعودية لبحث وساطة الرياض في ملف تبادل أسرى حرب بين كييف وموسكو.
وتقيم السعودية علاقات مع كل من موسكو وكييف، ولعبت دور الوسيط بين الطرفين في الماضي، بما في ذلك عبر اتفاق في سبتمبر/ أيلول من عام 2022، أسفر عن الإفراج عن 200 أسير أوكراني.
وأظهرت لقطات مصورة بثتها قناة "الإخبارية" الحكومية بن سلمان وهو يستقبل زيلينسكي الذي صافح عدداً من المسؤولين السعوديين، قبل أن يعقد الزعيمان جلسة مباحثات موسعة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أنّ الرئيس الأوكراني وولي العهد السعودي "استعرضا أوجه العلاقات السعودية الأوكرانية، وبحثا آخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية - الروسية".
وأشارت إلى أنّ ولي العهد السعودي أكّد "حرص المملكة ودعمها لكل المساعي والجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة، والوصول إلى السلام، ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها". كما أشارت إلى أنّ زيلينسكي "أعرب عن التقدير والشكر للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن".
وكان زيلينسكي قد أعلن، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، عبر حسابه على منصة "إكس"، وصوله إلى السعودية لبحث وساطة المملكة في ملف تبادل أسرى حرب بين كييف وموسكو.
وعلى الرغم من عجزهما عن التوصل إلى أرضية مشتركة لعقد مفاوضات إنهاء الحرب، فإن روسيا وأوكرانيا تعلنان على نحو منتظم عمليات تبادل الأسرى.
روسيا: إجراء محادثات سلام بدون موسكو فكرة سخيفة
وتأتي زيارة زيلينسكي، بعد بيان وصف فيه المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الاثنين، فكرة إجراء محادثات سلام بدون روسيا بأنها "سخيفة"، وذلك بعد أن قال الرئيس الأوكراني إنه يأمل في عقد قمة في الربيع في سويسرا لمناقشة رؤيته للسلام مع حلفاء كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في حديثه مع الصحافيين: "قلنا مراراً إنّ هذه صيغة غريبة، هذا أقل ما يقال عنها، لأن تنفيذ خطط سلام دون مشاركة روسيا، هو أمر عبثي في حد ذاته، بل ومثير للضحك".
وقال أندريه يرماك رئيس مكتب زيلينسكي، الأحد، إنه قد يتم تسليم روسيا لاحقاً خططاً ستُطرح في قمة سويسرا. وأضاف: "قد يكون هناك وضع ندعو فيه معاً ممثلين عن روسيا الاتحادية لتقديم الخطة لهم في حالة ما إذا كان من يمثل الدولة المعتدية في ذلك الوقت يريد إنهاء هذه الحرب بشكل حقيقي والعودة إلى السلام العادل".
وبعد عامين من بدء الحرب، تسيطر روسيا على ما يقل قليلاً عن خُمس الأراضي الأوكرانية المعترف بها دولياً. وقالت موسكو مراراً إنها منفتحة على المحادثات، لكن يجب الاعتراف "بالحقائق الجديدة على الأرض".
روسيا تعلن تدمير دبابة "أبرامز"
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعلنت روسيا أنها دمرت دبابة "أبرامز" تابعة للجيش الأوكراني قرب أفدييفكا في شرق أوكرانيا، في أول إعلان من نوعه تصدره موسكو منذ تسليم واشنطن هذه الدبابات الثقيلة لكييف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: "لقد خسر العدو (...) دبابتين، إحداهما دبابة أميركية الصنع من طراز أبرامز". وكانت قنوات "تليغرام" الروسية قد نشرت الاثنين صوراً لم يتم التحقق منها تظهر هذه الدبابة مشتعلة بعد تدميرها.
في السياق ذاته، قالت أجهزة الأمن الروسية إنها أحبطت هجوماً بالغاز السام، خططت له أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، والتي تسيطر على أجزاء منها القوات الروسية.
وأكدت في بيان أن العناصر السامة التي جرى ضبطها خلال هذه العملية "تُستخدم في تصنيع أسلحة الدمار الشامل الكيميائية، وطُورت في الولايات المتحدة".
و"فُتح تحقيق في الهجوم، وحول تصنيع أسلحة الدمار الشامل، وتوقيف ثلاثة أوكرانيين"، بحسب المصدر نفسه.
ومنطقة زابوريجيا هي واحدة من أربع مناطق أوكرانية، أعلنت روسيا ضمها عام 2022، إلى جانب خيرسون ودونيتسك ولوغانسك، وإن كان جيشها لا يسيطر عليها بشكل كامل.
وزير: كوريا الشمالية أرسلت 6700 حاوية تحمل ذخائر إلى روسيا
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية، اليوم الثلاثاء، عن وزير الدفاع الكوري الجنوبي قوله إن الجارة الشمالية أرسلت نحو 6700 حاوية تحمل ملايين الذخائر إلى روسيا، منذ يوليو/ تموز، لدعمها في حرب أوكرانيا، في علامة على استمرار عمليات نقل الأسلحة.
وقال الوزير شين وون-سيك في إفادة لوسائل الإعلام المحلية، إنّ الحاويات ربما كانت تحمل أكثر من ثلاثة ملايين قذيفة مدفعية من عيار 152 مليمتراً أو 500 ألف طلقة من عيار 122 مليمتراً.
وأفادت وكالة "يونهاب" للأنباء نقلاً عن الوزير قوله إنّه "من الممكن أن يكون مزيجاً من الاثنين، وتستطيع أن تقول إنه جرى إرسال عدة ملايين على الأقل من القذائف".
وأضاف أن المئات من مصانع الذخيرة في كوريا الشمالية تعمل بنحو 30 بالمئة من طاقتها بسبب نقص المواد الخام والكهرباء، لكن تلك التي تنتج قذائف مدفعية لروسيا تعمل "على قدم وساق"، لكنه لم يدل بتفاصيل عن مصدر المعلومات.
واتهمت سيول وواشنطن بيونغ يانغ وموسكو بتجارة الأسلحة، وأدانتا كوريا الشمالية بسبب تزويدها روسيا بأسلحة لاستخدامها ضد أوكرانيا. ونفى البلدان هذه الاتهامات رغم تعهدهما بتعزيز التعاون العسكري بينهما.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)