أعلنت الرئاسة التونسية، الأحد، أن الرئيس قيس سعيّد سيزور الولايات المتحدة الأميركية في 12-15 ديسمبر/كانون الأول 2022 تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن، للمشاركة في الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة الأميركية وأفريقيا، التي ستعقد في واشنطن.
وكان وفد أميركي، بقيادة منسّق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، قد زار تونس الأربعاء، وعّبر عن دعمه تطلّعات الشعب التونسي نحو حكومة ديمقراطية، بحسب بيان مقتضب للسفارة الأميركية في تونس.
وقال البيان: "مع اقتراب انتخابات 17 ديسمبر/كانون الأول البرلمانية في تونس، أعرب الوفد عن دعمه تطلّعات الشعب التونسي إلى حكومة ديمقراطية شفّافة تخضع للمساءلة. ورحّب الجانبان بقمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا المرتقبة، وبزيارة الرئيس قيس سعيد لواشنطن".
من جانب آخر، نشرت صفحة الرئاسة التونسية على "فيسبوك" مقطعاً مصوراً للرئيس سعيّد في زيارة ليلية متأخرة إلى بعض الأحياء بمعتمدية المنيهلة من ولاية أريانة، حيث اجتمع بعدد من المواطنين والمواطنات واستمع مجدداً إلى مشاغلهم.
وقالت الرئاسة إن سعيد أشار إلى أن "الذين يلتقون اليوم تحت غطاء ما يسمى بالمعارضة، بعد أن كانوا في الظاهر خصماء في الأعوام الماضية، يحتجّون على مدارج المسرح أو على خشبته والمخرج واحد، وكلما مرّ يوم إلا وأظهر أن لا همّ لهم سوى السلطة، أما المطالب الحقيقية للشعب التونسي فلا تعنيهم كما لم تكن تعنيهم، بل لم يقوموا في السابق إلا بإفراغ خزائن الدولة إلى جانب تحالفاتهم المعروفة مع الخارج فلا وطن يهمّهم ولا سيادة تعنيهم".
ووجه سعيّد هذه الرسالة المباشرة إلى معارضيه من "جبهة الخلاص" التي نظّمت مسيرة احتجاجية، السبت، تحت شعار "ارحل".
وبحسب الرئاسة، عاين الرئيس سعيّد "الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان في هذه المناطق والتي لا تختلف عن تلك التي يعيشها الكثيرون في كل أنحاء الجمهورية"، وأكد أن "القضية الرئيسية للتونسيين هي قضية اقتصادية واجتماعية بالأساس، وأن الذوات البشرية ليست مجرّد أرقام، ومن حق التونسيين والتونسيات أن تتوفر لهم كل أسباب الحياة الكريمة".
وتلاقي تلك الزيارات لأحياء تونسية، التي قام بها سعيّد بكثافة الأسبوع الماضي، انتقادات بوصفها لا تعدو أن تكون محاولة لإنقاذ حملة انتخابية باردة لبرلمان سعيد الذي تقاطعه أغلب الأحزاب، والتي تجري يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
واعتبر نائب رئيس حزب الإنجاز والعمل (مقاطع الانتخابات) أحمد النفاتي، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، أن "سعيد يقوم بمحاولة للخروج من العزلة الداخلية، من خلال قيادة حملة انتخابية لإنقاذ أجندته ومساره، بعد أن تأكد له ضعف الحملة الانتخابية التي يغيب عنها التنافس والحركية، فهذه الانتخابات تعرف 7 دوائر بصفر مترشح، و8 دوائر بمترشح وحيد، و10 دوائر بمترشحين اثنين فقط، وهو ما يؤكد غياب التنافسية".