برأت سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الاحتلال الإسرائيلي من تهمة قتل زوجها، واعتبرت أن الانتفاضة الثانية (2000) كانت أكبر خطأ ارتكبه أبو عمار، وذلك في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، يوم الجمعة، في أحد ملاحقها الأسبوعية "شيفع يميم".
وقالت سهى عرفات في هذا السياق: "لقد تم تسميم ياسر عرفات، هذا أكيد ولكن ليس على يد إسرائيل وإنما من قبل شخص من الفلسطينيين".
وأضافت: "الجميع يعتقد أن إسرائيل مذنبة لكنني لم أتهمها. قلت دائما إنه سهل جدا القول: إسرائيل، لكنني لا أعتقد أن الإسرائيليين قتلوا عرفات لأننا جيرانهم ولو كانوا مذنبين لكنا انتقمنا منهم بذلك على مر مئات السنين. كلهم اتهموا وأنا فكرت؛ أي دليل لكم أن إسرائيل هي المسؤولة؟".
وقالت سهى عرفات للصحيفة: "لقد شككت طيلة الوقت في أن أمراً ما ليس على ما يرام، فقد كان هناك 50 طبيبا شاركوا في علاجه في المستشفى في باريس، وقد أجروا كل الفحوصات الممكنة؛ فحصوا جملة من الأمراض الأفريقية والسموم المصنعة ولم يجدوا شيئا وقد قالوا: "نحن لا نعرف كيف مات".
واستذكرت الصحيفة الفيلم الوثائقي الذي أعدته قناة "الجزيرة" عن اغتيال الزعيم ياسر عرفات عام 2012، ونقلت في هذا السياق عن أرملة عرفات قولها: "جاء إلي صحافي من الجزيرة وطلب الأغراض الشخصية لعرفات، أعطيته حقيبته وملابسه والملابس الداخلية والبيجامة. توجهت الجزيرة إلى المركز الجامعي في لوزان في سويسرا. هناك عثروا على آثار مادة بولونيوم 210 في ملابسه الداخلية وفرشاة أسنانه. طالبت بفتح القبر وإخراج الجثمان وكان يجب على أبو مازن أن يوافق".
وأضافت: "أجريت ثلاثة تحقيقات منفصلة لفرق من روسيا وفرنسا وسويسرا، وقد كشف الفريق السويسري أن جثمان عرفات مليء بالبولونيوم. لا أعرف متى سمموه وكيف وصل السم إليه لكن من الواضح لي مائة في المائة أن البولونيوم هو ما قتله".
وأشارت الصحيفة إلى أن مقاطع من المقابلة مع سهى عرفات ستدرج ضمن مسلسل وثائقي تعده القناة الإسرائيلية "كان 11"، يوثق حياة ستة زعماء عرب بارزين والعمليات السرية التي نفذتها إسرائيل لإحباط مشاريعهم وطموحاتهم. وسيتم بث البرنامج في التاسع عشر من الشهر الحالي.
إلى ذلك، تنقل الصحيفة عن سهى عرفات إطلاقها خلال المقابلة "تصريحات ودية تجاه إسرائيل ومرحبة بعملية السلام والاتفاقيات الأخيرة مع الإمارات والبحرين والمغرب، كما تؤكد على علاقات صداقة كانت تجمعها مع إسرائيليين مثل أوري أفنيري وليئة رابين، وأن الانتفاضة الثانية كانت خطأ ارتكبه ياسر عرفات".
وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة عن سهى عرفات قولها: "الانتفاضة الثانية كانت خطأه الأكبر. لا أعرف من أقنعه بشن انتفاضة، كان عليه أن ينتظر إلى أن يتم التوصل إلى حل سلمي لأن قوتنا لا تعادل قوة إسرائيل. قلت له إن عليه وقف عمليات حماس لأنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى حرب أهلية".
وتابعت: "شرحت له أن بعد أحداث 11 سبتمبر لا أحد يريد رؤية تفجيرات إضافية، الناس لا يريدون مشاهدة الدماء. عندما قلت له رأيي غضب. تحدثت معه هاتفيا من باريس فقال لي عليك أن تتوقفي. وأنا قلت له إن حماس أو غير حماس أنت ملتزم بعملية سلام وعليك وقف هذا الأمر، لا أحد يريد مشاهدة عمليات في ملاهي تل أبيب أو في القدس لكنه اعتقد أن سينجح في تدفيع إسرائيل الثمن بفضل الانتفاضة".
واستدركت بالقول: "إلا أن الثمن الوحيد كان حياته. لقد كان عرفات عسكريا طيلة حياته، واعتقد أنه يمكن عبر الانتفاضة الثانية أن يجعل العالم كله يستمع إليه".