شنت الأجهزة الأمنية التابعة للإدارة الذاتية الكردية، الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، حملة اعتقالات طاولت قياديين من المجلس الوطني الكردي، المكون الكردي الأبرز، والمعارض للإدارة التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية"(قسد) في شمال وشمال شرقيّ سورية.
وذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أن قوى الأمن الداخلي "الأسايش"، التابعة للإدارة الذاتية، اعتقلت قياديين من حزب "الديمقراطي الكردستاني" في سورية، أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي.
وبيّن المصدر أن الحملة طاولت 3 قياديين من الحزب، هم عز الدين الملا، عضو المجلس الفرعي للمجلس الوطني الكردي في القامشلي، الذي اختطفه ملثمون من أمام باب منزله، ومحمد صالح، عضو مجلس المنطقة للحزب الديمقراطي الكردستاني - سورية في منطقة الجوادية، بالإضافة إلى محمد أيو، الرئيس السابق لمحلية كورنيش للمجلس الوطني الكردي، وعضو الهيئة الاستشارية للحزب الديمقراطي الكردستاني، اللذين اعتُقِلا خلال مداهمة عناصر ملثمة منزلهما.
كذلك داهمت قوى الأمن منزل ويس شيخي، عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردستاني - سورية، أحد أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي، الليلة الماضية في مدينة عين العرب (كوباني).
والثلاثاء الماضي، اعتُقل القيادي في المجلس، فرمز عبد الكريم، في مدينة المالكية ديريك، وقبله عبد الغفار، عضو اللجنة المناطقية للحزب الذي اختُطف قبل حوالى شهر.
كذلك، اعتُقل المدير التنفيذي لمنظمة حماية البيئة والتنمية المستدامة والناشط عصام العجيل بعد مداهمة منزله في بلدة محيميدة، واقتياده إلى جهة مجهولة، إضافة إلى الإعلامي بارزان حسين، بعد مداهمة منزله فجر اليوم في بلدة رميلان بريف الحسكة.
وأوضح المصدر أن الاعتقالات جرت حتى الآن في 3 محافظات، وشملت قياديين وناشطين وسط حالة من الخوف والترقب، فيما لجأ الكثير ممن يتخوفون من الاعتقال إلى تبديل أماكن وجودهم، والتخفي عن الأنظار.
ورأى المصدر أن حملة الاعتقالات هذه تأتي في سياق حملة أطلقها القائد العام لـ"قسد"، مظلوم عبدي، بغية إجبار القوى الكردية المختلفة على الاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية الكردية، إضافة إلى محاولة نسف المفاوضات مع المجلس الوطني الكردي، ويدفع إليها التيار المتشدد في "قسد"، الذي يأتمر بأوامر حزب "العمال الكردستاني".
وتأتي الاعتقالات بالتزامن مع استمرار اعتقال سلطات إقليم كردستان العراق في أربيل لقياديين في الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي.
غير أن القيادي في المجلس الوطني الكردي، شلال كدو، اعتبر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "ليس منطقياً الربط بين هذه الاعتقالات باعتقال اثنين من الحزب الديمقراطي في إقليم كردستان"، موضحاً أن "هذا الربط يستهدف خلط الأمور".
وأضاف كدو أن "عمليات اختطاف قيادات المجلس الوطني ليست بجديدة، وسبق للإدارة الذاتية أن اعتقلت العشرات، بل المئات من أعضاء الحزب وقياداته، ومارست سياسات التضييق على أنشطة الحزب".
ورأى أن عمليات الخطف الحالية "تستهدف تسميم الأجواء ومناخات الحوار الكردي والالتفاف على المبادرة الأميركية الرامية إلى إبرام اتفاق بين المجلس الوطني الكردي والإدارة الذاتية".
وشدد، في الوقت ذاته، على أن هذه العمليات "مدانة، ولا سيما أنها تأتي في ظل أزمة معيشية واقتصادية خانقة في مناطق شرق الفرات بسبب سياسات الإدارة".
وكان آلدار خليل، عضو مجلس الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، والمقرب من "حزب العمال الكردستاني"، الموجود في جبال قنديل، قد وجّه في وقت سابق تهديداً غير مباشر إلى إقليم كردستان عبر تغريدة على "تويتر"، طالب فيها بالإفراج الفوري عن معتقلين لدى الإقليم من "الإدارة الذاتية" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" منذ الـ10 من الشهر الماضي.