أصيب طفلان وامرأتان بتجدد قصف لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، مساء يوم الجمعة، على قرية في ريف إدلب، شمال غربي سورية، فيما دانت منظمتا الأمم المتحدة (يونيسف) و"أنقذوا الطفولة" مقتل خمسة أطفال وإصابة تسعة آخرين، بقصف روسي على أطراف قرية الجانودية في ريف إدلب الغربي.
وقال مصدر من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام والمليشيات الموالية لها استهدفت منازل المدنيين في قرية آفس شرقي إدلب بالرشاشات الثقيلة، ما أسفر عن إصابة طفلين وامرأتين من عائلة واحدة بجراح، ووقوع أضرار في المنازل.
ودانت "يونيسف" مقتل ما لا يقل عن خمسة أطفال وإصابة تسعة آخرين في قصف روسي غربي إدلب، وقالت، في بيان، إنّ "هذا تذكير مدمر بأن الحرب على الأطفال لم تنته بعد. يستمر الأطفال في شمال غربي سورية وفي جميع أنحاء البلاد في دفع الثمن الأكبر للعنف المستمر".
وأشارت إلى أنه "في عام 2021، وقعت 70% من الانتهاكات الجسيمة المسجلة ضد الأطفال في سورية، في مناطق الشمال الغربي".
وأضافت: "مرة أخرى، نذكر جميع الأطراف بأنه يجب ألا يستهدف الأطفال أبداً. وتنبغي حمايتهم في جميع الأوقات، أينما كانوا. أطفال سورية يستحقون العيش دون عنف أو خوف".
ومن جانبها، ندّدت "أنقذوا الطفولة" بمقتل الأطفال. وقال تامر كيرلس، مدير المنظمة في سورية، في بيان: "يجب أن تتوقف هذه القسوة ضد الأطفال". وأشار إلى مقتل 16 طفلاً في هجمات في نفس المنطقة على مدار ستة أشهر.
وقال الدفاع المدني إنّ عدد الأشخاص الذين قتلوا في قرية جديدة غربي إدلب ارتفع إلى سبعة مدنيين بينهم أربعة أطفال من عائلة واحدة، بينما أصيب 13 بينهم ثمانية أطفال، باستهداف روسي لمزرعة خاصة بتربية الدواجن يقطنها مهجرون على أطراف قرية الجديدة، ومنازل مدنيين على أطراف قرية الجانودية، في ريف إدلب الغربي.
وكانت ثلاث طائرات حربية روسية أقلعت من قاعدة حميميم صباحاً، ونفذت أربع غارات جوية مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، من بين الغارات اثنتان كانتا مزدوجتين تسببتا في المجزرة.
كما استهدفت القوات المدعومة من روسيا براجمات الصواريخ قرى حميمات، وشاغوريت، والعنكاوي في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، متسببةً بدمار واسع في منازل المدنيين، دون وقوع إصابات بشرية.
"المجلس الإسلامي السوري" يطالب تركيا بوضع حدٍ للمجازر في إدلب
إلى ذلك، طالب المجلس الإسلامي السوري الذي يتخذ من إسطنبول مركزاً له، تركيا كونها أحد الضامنين لاتفاقات الشمال السوري، بموقف واضح تجاه قصف روسيا لإدلب، وارتكاب مجزرة فيها، مشيراً إلى أنّ "الضامن مطالب بمراجعة اتفاقياته وسياسته مع من يقتل الأطفال في مهدهم".
واعتبر المجلس، في بيان، أصدره الجمعة، ووجه اللوم لتركيا بشكل مباشر، أنّ ما يتعرض له السوريون على يد "المحتلين الروس والإيرانيين" هو مجزرة دولية وجريمة حرب مكتملة الأركان، يمكن أن يقال عنها إنها أطول إبادة جماعية بشرية، وجريمة قتل الأطفال الأبرياء تستحق أن تتحرك لها جمعيات حقوق الإنسان وجمعيات الطفولة، بحسب ما جاء في البيان.
كما طالب فصائل المعارضة بالرد على المجزرة، مشيراً إلى أنّ "من حق الذين يعيشون في هذه المناطق أن تحميهم هذه البندقية، وأن تمنع عدوهم من قتل أطفالهم ونسائهم وهم نائمون في مساكنهم".
وقلّل البيان من أهمية المسارات السياسية التي ما زالت قائمة، ولفت إلى أنّ "مثل هذه الاعتداءات تثبت للقائمين على العملية السياسية من الأمميين والمحليين أن المسارات السياسية لا تجدي نفعاً مع الآثمين المعتدين، وأن العملية السياسية مجرد وهم لا يمكن أن يعيد حقاً مغتصباً بالقوة، ولا يحفظ دماً مهدوراً عند عدو غاصب".
من جانبه، قال المتحدث باسم المجلس الإسلامي مطيع البطين، لـ"العربي الجديد"، إنّ البيان يطالب تركيا كونها إحدى الدول الضامنة بوقف الانتهاكات والمجازر التي ترتكبها قوات النظام وروسيا وإيران في إدلب.
وعمّا إذا كان المجلس قد أرسل البيان للحكومة التركية، أشار البطين إلى أنّ سياسة المجلس هي النشر على حساباته الرسمية فقط، وقد يترجم البيانات إلى لغات أخرى إن كانت هناك حاجة لذلك.
وفي رده على سؤال متعلق بخطوات المجلس المستقبلية بخصوص استمرار وقوع الانتهاكات في المنطقة، أوضح المتحدث باسم المجلس الإسلامي، أنّ الخطوات يتوقع أن تصدر عن الجهات القادرة على التنفيذ محلية أم دولية، إضافة إلى الفصائل العسكرية المعارضة القادرة على توجيه سلاحها نحو النظام ومليشياته.