أعلنت اللجان المركزية في درعا البلد، اليوم الأحد، النفير العام في المنطقة لإيقاف حملة قوات النظام السوري العسكرية التي تشنها على المنطقة، وردا على التصعيد العسكري الأخير الذي أدى لمقتل مدنيين.
وقالت اللجنة المركزية الممثلة لأهالي المنطقة الغربية بدرعا، في بيان صدر عنها واطلع عليه "العربي الجديد"، إنه "على الرغم من كل محاولتنا السلمية والتفاوضية للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف من خلال وقف القتل والتجويع والدمار، أصر النظام السوري على جر البلاد لحرب طاحنة يقودها ضباط إيرانيون يتبعون مليشيات طائفية تهدف للتوسع والسيطرة على أراضي الجنوب السوري، لتفتيت النسيج الاجتماعي وخلق تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية".
وقال الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن بيان اللجنة المركزية جاء مع تواصل القصف الصاروخي العنيف من قبل قوات النظام السوري بصواريخ أرض – أرض و"جولان" على الأحياء المحاصرة ووقوع ضحايا مدنيين.
وأضاف الناشط أن القصف العنيف على حي طريق السد أدى لوفاة شخصين وجرح آخرين، موضحا أنّ القصف مصدره قوات "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام السوري.
يعتبر التصعيد الأخير الذي بدأ يوم أمس السبت "الأعنف" وفق وصف ناشطين في المنطقة
وأوضح الحوراني أن قصف النظام المدينة لم يهدأ منذ صباح أمس السبت، واستخدم النظام خلاله صواريخ الفيل ذات القدرة التدميرية العالية، وصواريخ جولان، بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة مع محاولات قوات النظام التقدم من ثلاثة محاور، لكن المقاتلين المحليين تمكنوا من صد الاقتحام، ولفت في الوقت ذاته إلى أن كثافة القصف تمنع الأهالي من انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض، وسط ضعف القدرات والمراكز الطبية وقلة سيارات الإسعاف.
ويعتبر التصعيد الأخير الذي بدأ يوم أمس السبت "الأعنف" وفق وصف ناشطين في المنطقة، وذلك رغم استمرار المفاوضات وتهجير دفعتين من أهالي درعا الأسبوع الماضي.
في سياق متصل، شهدت أرياف درعا اليوم تظاهرات في بعض القرى تنديدا بحملة النظام العسكرية على المناطق المحاصرة.
وفي وقت سابق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن حوالي 38600 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، فروا من درعا البلد إلى أجزاء أخرى من مدينة درعا والمناطق المحيطة بها، في حين لا يزال آلاف المدنيين داخل الحصار تحت قصف قوات النظام.
إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون اليوم بالرصاص عنصرا سابقا في فصائل المعارضة السورية في مدينة طفس بدرعا، وفق ما ذكر "تجمع أحرار حوران".
وكان النظام السوري قدم يوم أمس السبت مقترحات جديدة للمفاوضين في درعا، نقلها "اللواء الثامن" المدعوم من روسيا، الذي كلفته روسيا في الأيام الأخيرة المساعدة في دفع المفاوضات بين الجانبين.
وتتضمن مبادرة النظام الجديدة مطالب مختلفة عن المطالب القديمة التي كانت تتمثل بنزع السلاح، حيث تضمنت المطالب الجديدة، وفق ما نقل "تجمع أحرار حوران" عن مصدر من اللجنة المركزية للمفاوضات، رفع علم النظام السوري على المباني الحكومية في المدينة المحاصرة، و"الاعتراف بسيادة الدولة السورية، ورئاسة بشار الأسد الشرعية لسورية، إضافة إلى تفتيش أحياء المدينة بإشراف الشرطة العسكرية الروسية".
وأوضح التجمع أن هذه المبادرة قدمها "اللواء الثامن" أمس السبت، وأن لجنة درعا رفضتها بالكامل، واعتبرت شروطها مذلة.