تمكنت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض الحليف لتركيا من صدّ محاولة تسلّل لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف حلب الشمالي، فيما نفذ مقاتلو العشائر العربية هجمات متفرقة عدة، استهدفت نقاطاً وحواجز لـ"قسد" بريف محافظة دير الزور، شرقيّ سورية.
وقالت مصادر مقربة من "الجيش الوطني السوري"، في حديث مع "العربي الجديد"، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجموعات "الجيش الوطني" ومجموعتين من قوات "قسد"، حاولتا التسلل بعد منتصف ليل الجمعة إلى محاور قرية تويس جنوب شرقيّ مدينة مارع، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، شماليّ سورية، مؤكدة وقوع إصابات ضمن صفوف القوات المهاجمة، من دون إحراز أي تقدم يذكر على الأرض.
في غضون ذلك، انفجرت دراجة نارية ليل الجمعة، يُرجح أنها كانت مفخخة، قرب دوار النيروز في مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" بريف حلب الشمالي، ما سبّب أضراراً مادية وإصابة مدني بجروح طفيفة، فيما لا تزال التحقيقات جارية من قبل عناصر "الشرطة العسكرية" في المنطقة للكشف عن ملابسات الانفجار.
إلى ذلك، استهدفت طائرة مُسيّرة تركية، مساء الجمعة، نقطة عسكرية لقوات "قسد" في محيط قرية قرط ويران بريف مدينة منبج الغربي، في ريف محافظة حلب الشرقي، شماليّ البلاد، من دون معرفة الخسائر الناجمة عن الاستهداف.
وكان قيادي من قوات "قسد" قد قُتل صباح أمس الجمعة، بالإضافة إلى مقتل مرافقه، وإصابة قيادي ثالث كان برفقتهم، إثر استهداف طائرة مُسيّرة تركية سيارةً من نوع "جيب" على الطريق الواصل بين ناحية تل تمر ومدينة الحسكة بريف محافظة الحسكة الشمالي، شمال شرقيّ البلاد.
فيدان: سنواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية
في سياق متّصل، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية، إن "تركيا ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية، وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، لمنع قيام دولة إرهابية في شمال سورية".
وشدد فيدان، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الخارجية التركية لعام 2024 في البرلمان، على "دعم أنقرة مسارَ الحل السياسي في سورية، وفي مقدمته قرار مجلس الأمن الدولي لضمان السلم الأهلي في هذا البلد، وبين تركيا"، مشيراً إلى أن "تركيا ملتزمة التزاماً كاملاً سلامة الأراضي السورية ووحدتها السياسية".
من جهة أخرى، نفذ مقاتلو العشائر العربية، ليل الجمعة - السبت، هجمات بالأسلحة الفردية، استخدمت فيها قذائف صاروخية من نوع "آر بي جي"، على نقاط وحواجز عسكرية تابعة لقوات "قسد" في كل من بلدات الطيانة، وذيبان، والجرذي، والشنان بريف محافظة دير الزور الشرقي، ما أوقع إصابات في صفوف عناصر "قسد".
قتيل بقصف للنظام السوري بريف حلب ودوريات أميركية شرقيّ سورية
إلى ذلك، قتل مدني وأصيب اثنان آخران، مساء اليوم السبت، جراء هجوم لقوات النظام السوري بطائرات مسيرة على أطراف بلدة تديل بريف حلب الغربي، شمال غربيّ سورية، وفق الدفاع المدني السوري.
بدوره، قال الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد"، إن "قصفاً لقوات النظام استهدف محور الأبزمو في الريف الغربي لمحافظة حلب، بينما قتل شخص على محور كفرتعال يعمل في رعي الأغنام جراء استهداف المحور بطائرة مسيرة انتحارية"، مضيفاً أن قوات النظام استهدفت قبل أربعة أيام نقطة لفصيل ثوار الشام على محور الفوج الـ46 بريف حلب الغربي، وذلك باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية.
واستبعد "المرصد أبو أمين" خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، وجود تعزيزات جديدة لقوات النظام السوري على محاور ريف حلب الغربي ومحاور التماس في ريف إدلب، موضحاً أن عناصر من الفرقة الـ 11 (لواء القدس) ينتشرون على عدة محاور في المنطقة، من مناطق الساحل السوري، وصولاً إلى سهل الغاب بريف حماة الشمالي وريف إدلب، وهم ينتقلون بتبديلات دورية في المنطقة كل ستة أشهر، ويجري التبديل مع عناصر ينتشرون في البادية السورية.
في المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير صدر عنه اليوم السبت، إن "قائد مجموعة محلية تعمل لصالح شعبة المخابرات العسكرية في مدينة درعا، قتل نتيجة استهدافه بالرصاص المباشر، من قبل مسلحين في درعا البلد".
وفي مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، سيّرت القوات الأميركية دوريات روتينية وفق ما بيّن الناشط الإعلامي مدين عليان لـ"العربي الجديد"، مؤكداً أن الدوريات اليوم انطلقت من قاعدة الرميلان باتجاه الريف الشرقي للقامشلي مروراً بقاعدتي الجوادية والقحطانية بمحاذاة الحدود السورية التركية بالتزامن مع دوريات مشتركة لقوات قسد في جنوب القامشلي، وهناك تشديد لدوريات الأمن الداخلي (الأسايش) بمناسبة أعياد الميلاد في المدن والشوارع والطرقات الرئيسية كافة.