انسحبت قوات "اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" من الأراضي التابعة لبلدة القريا، الواقعة في محافظة السويداء، جنوبي سورية، وذلك كبادرة حسن نية ضمن عملية المفاوضات بين وجهاء من السويداء ودرعا تمهيداً لحل الخلافات وإجراء مصالحة بين الطرفين، وذلك بعد شهور من التوتر والاشتباك الذي أدى لسقوط خسائر بشرية من الطرفين.
وتشكل "الفيلق الخامس-اقتحام" أواخر العام 2016 ليكون أبرز المليشيات الروسية في قوات النظام، إلى جانب "قوات النمر" التي يقودها العميد سهيل الحسن، إذ تتحكم روسيا بكل تفاصيل هذين التشكيلين من حيث قيادتهما وتمويلهما وتحركاتهما.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القوات التابعة لـ"اللواء الثامن" في "الفيلق الخامس" التي يقودها "أحمد العودة" انسحبت من عدة مواقع في محيط بلدة القريا بريف السويداء الجنوبي الغربي، إلى نقاط في محيط مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي.
وجاء الانسحاب بناء على تفاهمات حدثت بين وجهاء من السويداء ودرعا، وذلك كبادرة حسن نية من أجل المضي في تطبيق اتفاق يؤدي إلى إنهاء الخلافات والمصالحة بين الطرفين.
وذكرت المصادر أن هناك اتفاقا بين الطرفين على المصالحة، وتم وضع العديد من البنود تمهيداً لذلك، منها انسحاب "اللواء الثامن" وإزالة السواتر الترابية والدشم من المنطقة، ووضع نقطة مراقبة من كل طرف في أطراف المنطقة المتنازع عليها بمحيط القريا.
وشهدت تلك المنطقة منذ مارس/آذار الماضي عدة توترات نتيجة عمليات خطف متبادلة، خلفت اشتباكات أسفرت عن وقوع خسائر بشرية من الطرفين.
من جانبها، نقلت شبكة "السويداء 24" عن "الأمير لؤي الأطرش" -أحد زعماء السويداء - أن انسحاب اللواء الثامن من أراضي بلدة القريا، جاء بعد سلسلة لقاءات واجتماعات جرت في محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية" مضيفاً: "إن انسحاب الفيلق اليوم ليس إلا خطوة أولى لوأد الفتنة بين الجيران، وإعادة الأرض لأصحابها، التي بذل العشرات من أبناء الجبل دماءهم في سبيلها".
وأوضح أنه تم عقد مجموعة من اللقاءات بين وجهاء من الطرفين، مشيراً إلى أن اجتماعات أخرى ستعقد لاحقا من أجل إكمال الاتفاق وإنهاء النزاع.
وأشارت الشبكة إلى أن النزاع الذي حصل بين سهل حوران وجبل العرب تدخلت فيه أطراف دولية وإقليمية، من بينها روسيا، وفشلت في إيجاد حل للنزاع في وقت اكتفت فيه سلطات النظام السوري بمراقبة النزاع في حين طاولت اتهامات إيران بمحاولة إثارة وتأجيج الفتنة في المنطقة.
إلى ذلك، قال الناشط "محمد الحوراني" لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا بالأعيرة النارية عنصراً تابعاً لفرع الأمن العسكري للنظام في مدينة بصر الحرير بريف درعا، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وكانت الهجمات في درعا والقنيطرة أمس قد أسفرت عن مقتل عنصر وإصابة 4 آخرين بجروح بينهم قيادي سابق في فصائل المعارضة.
من جانبها، جددت قوات النظام السوري قصفها بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على الطريق الواصل بين بلدتي الكرك الشرقي الغارية الشرقية، وبين الكرك الشرقي ومدينة الحراك.
وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أن القصف يأتي ضمن عملية الضغط التي يمارسها النظام السوري على أهالي بلدة الكرك الشرقي من أجل الخضوع لشروطه في عملية التفاوض بين الطرفين.
وكان وفد من "اللواء الثامن" قد زار أمس بلدة الكرك من أجل إجراء مفاوضات بين أهالي البلدة وقوات النظام، إثر هجوم وقع على قوات النظام، وجاء ذلك تزامناً مع محاولة الأخيرة اقتحام مناطق في جنوب مدينة درعا وبلدة الكرك.
وعقب الهجمات، التي تلقتها قوات النظام، قامت الأخيرة بالتراجع عن هجومها وإيقافه في المنطقة وفي منطقة درعا البلد، إلا أنها قامت باعتقال عدد من عناصر المعارضة سابقا وعدد من المدنيين خلال اقتحامها وانسحابها من المنطقة.
وقالت المصادر إن المفاوضات ستجري من خلال وفد من أهالي بلدة الكرك، وستركز أولا على إطلاق النظام سراح من اعتقلهم خلال انسحابه من المنطقة، قبيل الاطلاع على شروط النظام.
يُذكر أن درعا ومحيطها تعيش حالة مستمرة من التوتر في ظل سيطرة غير تامة من فصائل التسوية والمصالحة وقوات النظام السوري التي تتعرض بشكل شبه يومي لهجمات من مجهولين وأسفرت عن تكبدها خسائر بشرية فادحة.