واصل ناشطون في السويداء، جنوب سورية، اليوم الاثنين، احتجاجهم السلمي ضد النظام السوري، ودعوا إلى استمرار الحراك، مشيرين إلى محاولة النظام إفشال احتجاجاتهم من خلال زج موالين له في الحراك.
وألقى الناشط المدني، منيف رشيد، بياناً في ساحة الكرامة (السير) أكد فيه أن "الحراك المدني السلمي هو سبيلنا إلى الحرية والكرامة وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات وسيادة القانون"، داعياً المحتجين إلى الاستمرار في الاعتصام الرمزي، الذي يستمر لمدة ساعة كل يوم اثنين منذ أسابيع عدة، احتجاجاً على تردي الحالة المعيشية.
وبحسب مصادر محلية من السويداء تحدثت لـ"العربي الجديد"، حشد النظام موالين له من أعضاء حزب البعث الحاكم في الساحة ذاتها التي يعتصم بها المحتجون، في محاولة واضحة لإفشال الوقفة الاحتجاجية، من خلال التشويش عليها.
وقال الناشط في الحراك ماهر.ص لـ"العربي الجديد": "حملنا لافتات تضامناً مع إخواننا في الشمال السوري"، مضيفاً "لا تصالح مع النظام. المطلوب تطبيق القرار الدولي 2254 رغم أنه لا يرتقي لمستوى تطلعات الشعب السوري، الذي ضحى بكل ما يملك من أجل كرامته وحريته".
ورفع المحتجون لافتات تندد بـ "الاستبداد وقمع الحريات"، مشيرة إلى أن "الكرامة ليست محل تفاوض"، ومؤكدة أن "الوجع السوري واحد".
"ترهيب السكان"
وهزت السويداء، مساء أمس الأحد، ثلاثة انفجارات على الأقل سُمعت في أنحاء متفرقة، وفق شبكة "الراصد" المحلية التي يرى مدير تحريرها، سليمان فخر، في حديث مع "العربي الجديد" أن الهدف من هذه الانفجارات "ترهيب السكان"، مشيراً إلى أن النظام استبق اعتصام الاثنين بالدعوة إلى وقفات في ساحة الكرامة تطالب برفع العقوبات المفروضة من قبل المجتمع الدولي على النظام.
وفي السياق، قال الناشط عزام.ح في حديث مع "العربي الجديد" أن "النظام يحاول جر محافظة السويداء إلى فتن داخلية من خلال حشد شبيحته في مواجهة المحتجين السلميين"، مضيفاً "إنه يكرر السيناريو الذي طبّقه في بدايات الثورة بالمدن السورية المنتفضة عليه، حيث كان يضع الشبيحة في مواجهة الشعب لقمعه".
وبيّن الناشط أن المحتجين في محافظة السويداء "لن ينجروا وراء محاولات النظام"، مضيفاً "اعتصامنا سلمي وسيبقى كذلك، ولن نتخلف عنه في كل يوم اثنين، ولدينا آمال بانضمام محافظات سورية أخرى إلينا، لأنه السبيل الوحيد لإحداث التغيير المنشود".
ويرى عزام أن مؤيدي النظام في المحافظة "يأملون أن يفضي التقارب التركي مع بشار الأسد إلى إعادة تأهيله"، مضيفاً "هم واهمون، بشار الأسد مسؤول عن كل عمليات القتل والتهجير والتدمير التي جرت في عموم سورية منذ عام 2011. لن تستطيع أي دولة تعويم الأسد مرة أخرى، فلا استقرار في البلاد من دون خروجه من المشهد السياسي في سورية، بل وتقديمه للمحاكمة مع أركان نظامه".
كما أشار إلى أن "عموم المناطق التي يسيطر عليها الأسد تعيش أوضاعاً معيشية مأساوية"، مضيفاً "لم يعد لدى حكومة النظام ما تقدمه للشعب حيث لا محروقات ولا كهرباء ولا خدمات، ولا تلوح في الأفق أي حلول، لأن النظام لا يكترث بمعاناة السوريين وغير معني بتطبيق القرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 2254".
وتشهد محافظة السويداء منذ مطلع العام الماضي، حراكاً شعبياً متصاعداً احتجاجاً على تردي الأحوال المعيشية للسكان في هذه المحافظة محدودة الموارد. وانتقل الحراك إلى مستويات سياسية حيث بدأ المحتجون بالمطالبة بالتغيير السياسي في البلاد، وهو ما يعد تحولاً كبيراً يقلق النظام الذي حاول منذ عام 2011 تحييد السويداء.
ويستفيد أهالي السويداء من خصوصيتهم الطائفية لتنظيم احتجاجات، لإدراكهم أن النظام لن يتدخل أمنياً وعسكرياً لردع المتظاهرين، كي يُبقي الدروز السوريين على هامش الصراع في سورية، خصوصاً أن هذا النظام لطالما حاول تصدير صورة للخارج بأنه "حامي الأقليات في سورية".