يسود التوتر بين الأهالي و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في العديد من المناطق التي تسيطر عليها "قسد" شرقي سورية، فيما تواصل الطائرات الروسية قصف مناطق في البادية السورية، في إطار الحملة على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي جنوب البلاد، تواصلت الاغتيالات في محافظتي درعا والقنيطرة، فيما أُعلن عن تشكيل عسكري جديد من أبناء المحافظتين هدفه محاربة حزب الله وتجار المخدرات.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن أهالي بلدة "جديدة" بريف الرقة تمكنوا، أمس، من السيطرة على الحواجز التابعة لمليشيا "قسد" في القرية، وسط حالة غضب شعبي بعد سقوط قتلى وجرحى على يد عناصر "قسد" هناك.
وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن أهالي البلدة الواقعة بريف الرقة الشرقي، هاجموا حواجز "قسد" بعد إطلاق عناصرها النار على مجموعة من الشبان، بحجة مخالفتهم قرار حظر التجول الذي فرضته "قسد" بسبب وباء كورونا، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم واصابة اثنين آخرين.
كما ساد توتر إثر اعتقال عناصر "قسد"، أمس الجمعة، مدير مخيم منطقة أبو خشب، إبراهيم الجيلات، في بلدة الكسرة بريف دير الزور، بعد محاولتهم تفتيش هاتفه المحمول عنوة، وسط دعوات للخروج بمظاهرة للمطالبة بالإفراج عنه.
وفي ريف دير الزور أيضاً، استهدف مجهولون بالرصاص سيارة "زنار كوباني"، القيادي في قسد والمسؤول عن المجلس المدني في الريف الشرقي للدير على طريق الخرافي، بعد توقفه بمنطقة رويشد التابعة لبلدة الصور شمالي دير الزور بسبب عطل في سيارته، ما أدى إلى مقتله على الفور.
غارات روسية على البادية السورية
من جانب آخر، تواصل الطائرات الروسية استهداف عناصر تنظيم "داعش" في البادية السورية، وشنت، منذ ساعات الصباح الأولى، اليوم السبت، غارات مكثفة تركزت في منطقة مثلث حلب-حماة-الرقة، مستهدفة المغر والكهوف، وسط معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف التنظيم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهتها، ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن الطيران الحربي الروسي شن أكثر من 30 غارة جوية، يوم أمس الجمعة، في البادية السورية، مستهدفًا خلايا تنظيم "داعش".
ونقلت الوكالة عن "مصدر ميداني" قوله "إن طائرات الاستطلاع الروسية رصدت قبل تنفيذ الغارات، مقرات للتنظيم وسيارات دفع رباعي تنقلت في منطقتي جبل البشري جنوبي الرقة ومنطقة أثريا شرقي حماة".
وبحسب الوكالة، أدت الغارات إلى تدمير خمس سيارات دفع رباعي وستة مقرات للتنظيم، كما أرسل النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى البادية خلال الساعات الماضية، وأمن طريقي تدمر- دير الزور، وحمص- الرقة.
وتمتد البادية السورية من ريفي حماة وحمص الشرقيين إلى الحدود العراقية، ومن ريفي دير الزور والرقة شمالي سورية إلى الحدود الأردنية- السورية، وتبلغ مساحتها أكثر من 75 ألف كلم 2 من أصل 185 ألف كلم 2 مساحة سورية الاجمالية.
درعا: تواصل الاغتيالات وتشكيل عسكري جديد
وفي جنوب البلاد، قُتل مساء أمس الجمعة قائد مجموعة عسكرية تابعة لشعبة المخابرات العسكرية شرق محافظة درعا.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن مسلحين استهدفوا بالرصاص أيوب محمد الشعابين في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، والذي أُسعف إلى مشفى درعا الوطني، لكنه فارق الحياة، وجرى دفنه فجر اليوم في مقبرة البلدة.
وعمل الشعابين سابقاً قائداً لفصيل تابع للمعارضة السورية خلال سيطرتها على الجنوب السوري، وانضم إلى اتفاق التسوية صيف 2018، وتطوع بعدها في الأمن العسكري التابع للنظام في بلدة صيدا.
وكان الشعابين تعرّض لمحاولة اغتيال في 10 فبراير/شباط الماضي من خلال تفجير عبوة ناسفة في سيارته، ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة مع ابن عمه فراس الشعابين.
كما توفي نضال محمد الشحادات في مدينة الصنمين شمالي درعا، متأثراً بجروح أُصيب بها قبل ثلاثة أيام إثر تعرّضه لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين. ويحمل الشحادات بطاقة تسوية ويعمل في اللجان المحلية التي شكلها فرع الأمن العسكري في المدينة.
وذكر "تجمع أحرار حوران" أن القيادي السابق في أحد فصائل الجيش الحر، عامر النصار، تعرض لمحاولة اغتيال، الليلة الماضية، عن طريق شخص فجّر حزامه الناسف الذي يرتديه بالقرب منه في بلدة نمر بريف درعا الشمالي، ما أدى إلى إصابته بجروح. ويعمل النصار لصالح فرع "أمن الدولة" في المنطقة، وذلك بعد إجرائه اتفاقية التسوية سنة 2018.
وفي محافظة القنيطرة المجاورة، قُتل شخصان وأُصيب ثالث بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارة على طريق أم باطنة- نبع الصخر. وأوضح ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أن القتيلين هما هادي هزاع محمد وهشام يوسف الخبي، وكانا يعملان لصالح الأمن العسكري المعروف التابع للنظام.
في غضون ذلك، أُعلن في محافظة درعا عن تشكيل عسكري جديد يهدف إلى مواجهة قوات النظام ومليشيات إيران المتمثلة في "حزب الله" اللبناني. ويحمل التشكيل العسكري الجديد اسم "المجلس العسكري لكتائب أبناء الجنوب"، ويعتبر الأول من نوعه بعد سيطرة قوات النظام على كامل درعا عام 2018.
وجاء ذلك في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن أبناء حوران والجولان نعلن عن تشكيل المجلس العسكري لكتائب أبناء الجنوب، وهدفنا الأول هو حزب الله الإرهابي، وكل من سلك طريق المخدرات وتاجر بها، إضافة إلى كل احتلال موجود على أرضنا".
وأشار البيان إلى أن التشكيل الجديد لا يعترف بنظام الأسد، ويؤيد أي عملية سياسية تفضي إلى إقامة "دولة مدنية"، مشدداً على عدم تبعيته لأي فصيل أو جهة خارجية.
وحول "اللواء الثامن" التابع للفيلق الخامس، قال البيان إن "اللواء الثامن الممثل بفصيل شباب السنة سابقاً، إخوة لنا وأبناء حوران دماؤكم معصومة عندنا"، وتوعد "عناصر التسويات الذين يثبت تورطهم في الدماء، فلن تأخذنا بهم لومة لائم".
وبخصوص هذا التشكيل، قال الناشط أبو محمد الحوراني المقيم في ريف درعا لـ"العربي الجديد" إن "التشكيل الجديد ظهر بمقطع فيديو وكتابة ورقية، لكن على الأرض ليس له وجود ولا قيادة ولا شيء واضح أبدا بشأنه".