واصل الطيران السوري، اليوم السبت، قصفه على مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، مخلفاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بينما خسرت القوات النظامية نحو 20 قتيلاً خلال مواجهات مع "جبهة أنصار الدين"، التي أطلقت معركة "الوفاء لحلب" قبل يومين.
وأفاد الناشط الإعلامي، بدر طالب، لـ"العربي الجديد" أن "الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على سوق الخضرة في منطقة المعادي في مدينة حلب، موثقاً حتى اللحظة مقتل 11 مدنياً وإصابة أكثر من 20 آخرين.
وبثّ ناشطون تسجيلاً مصوراً على موقع "يوتيوب" يُظهر لحظة انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وإسعاف المصابين، بينما تتنقل عدسة المصور في أنحاء المبنى الذي دمّر بالكامل، وسط سماع أصوات الآهات من الأهالي.
في غضون ذلك، قال المكتب الإعلامي لحركة "فجر الشام" الإسلامية إن معارك كر وفر دارت بين جبهة "أنصار الدين" والقوات النظامية في محيط قرية عزيزة في ريف حلب الجنوبي. وأكد مقتل 20 عنصراً من القوات النظامية وإصابة العشرات، إثر محاولة عناصرها التسلل إلى إحدى النقاط في محيط القرية، قبل أن يتصدى لها مقاتلو المعارضة المسلحة بالرشاشات والبنادق وقذائف من طراز "جهنم".
من جهته، لم يعترف الإعلام الرسمي بمقتل جنوده. وقال التلفزيون السوري، نقلاً عن مصدر عسكري، "إن وحدات من الجيش قضت على العديد من الإرهابيين في الشعار، هنانو، مخيم حندرات، الصالحين، المرجة، باب الحديد، حور، الزربة، فضلاً عن مناطق رسم العبود، حلب القديمة، قاضي عسكر، ودمرت سيارات عدة وأسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم".
وكانت فصائل "جبهة أنصار الدين"، قد أعلنت قبل يومين، إطلاق معركة تحت مسمى "الوفاء لحلب"، بهدف استعادة ما تبقى من حي الشيخ سعيد في مدينة حلب، وقرية عزيزة الإستراتيجية في الريف الجنوبي.
وتتكون "جبهة أنصار الدين"، المشكلة حديثاً من تكتل أربعة فصائل إسلامية (حركة شام الإسلام، الكتيبة الخضراء، حركة فجر الشام الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار). وأعلنت في بيانها أنها "تهدف إلى تحكيم شرع الله تعالى في جميع مناحي الحياة، وتعمل على إسقاط نظام بشار الأسد بكل رموزه".
في هذه الأثناء، أفاد مراسل "العربي الجديد" أن "جبهة النصرة" استهدفت بسيارة مفخخة يقودها رجل يكنى بأبي معاذ الجزراوي، حاجزاً لجيش النظام عند مدخل بلدة اشتبرق في ريف مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من جنود النظام.
وأضاف المراسل أن أصوات إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة أعقب عملية التفجير، في ظل سماع دوي انفجارات متتالية، مشيراً إلى أن قوات النظام ردّت بقصف محيط البلدة بعدد من البراميل المتفجرة، ما أسفر عن أضرار في البنى التحتية.
وبالتزامن، تتواصل الاشتباكات في دير الزور بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وعشائر الشعيطات في القرى التي تنحدر منها، إذ لجأ التنظيم إلى أسلوب السيارات المفخخة لحسم الصراع الدائر هناك منذ نحو عشرة أيام.
وقال الناشط الإعلامي، الملقب بأبي إسلام، إن أحد مقاتلي "الدولة الإسلامية" فجر سيارة مفخخة على أحد حواجز مقاتلي عشائر الشعيطات، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مسلحين.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد أعلن قبل نحو أربعة أيام القرى التي تنحدر منها عشائر الشعيطات منطقة عسكرية، داعياً كل من ليس له علاقة بقتال (الدولة الإسلامية) إلى ترك المنطقة.