قُتل عناصر في صفوف قوات النظام السوري، وآخرون مُتهمون بتجارة المخدرات، ليل الجمعة-السبت، إثر عمليات استهداف بالأسلحة الخفيفة نفذها مجهولون في محافظة درعا، وسط استمرار عمليات الاعتقال والاغتيال في المحافظة، وازدياد وتيرة الفوضى، منذ عقد اتفاقية التسوية في يوليو/تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة، برعاية روسية.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني، وهو أحد العاملين لدى "تجمع أحرار حوران"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن ضابطاً في صفوف قوات النظام برتبة ملازم يُدعى محمد حسين إسماعيل، قُتل مساء أمس الجمعة، إلى جانب عنصرين من قوات النظام، وذلك إثر استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة بين بلدتي سحم الجولان والشجرة، غرب محافظة درعا، جنوب البلاد.
وأكد الحوراني أن شخصاً يُدعى محمد قاسم الحسن الملقب بـ "أبو عطية الغرابلي" قُتل الليلة الماضية برصاص مجهولين، إثر استهدافه بالقرب من حاجز أمني لـ "المخابرات الجوية" التابعة للنظام، في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، مبيناً أن الحسن ينحدر من مدينة طفس، ويعمل ضمن مجموعة عسكرية تابعة للمخابرات الجوية، ويُتهم بالعمل في تجارة المخدرات، والسلب، وقطع الطرق.
وأضاف الحوراني أن المدعو محمد ماهر الكناني قُتل مساء الخميس، إثر استهدافه من قبل مجهولين في مخيم اليادودة غرب محافظة درعا، لا سيما أن الكناني مُتهم بتجارة المخدرات.
إلى ذلك، أُصيب شخص يدعى هزاع عدنان الزهري بجروح متفاوتة، إثر استهدافه بعد منتصف الليلة الماضية برصاص مجهولين في بلدة محجة شمال محافظة درعا، جنوب البلاد، حيث إن الزهري يعمل ضمن صفوف "اللجان الشعبية" التابعة للنظام.
وبحسب "مكتب توثيق الانتهاكات" لدى "تجمع أحرار حوران"، فإن 26 عملية ومحاولة اغتيال وقعت في شهر مارس/ آذار الفائت، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 5 من محاولات الاغتيال، مشيراً إلى أن من بين القتلى 4 أشخاص، جرى تصنيفهم من المدنيين، 3 أشخاص منهم لم يسبق لهم الانتماء لأي جهة عسكرية، بينهم يافع (غير بالغ)، وواحد من بينهم يُتهم بالعمل في تجارة المخدرات، بالإضافة إلى عنصر سابق في "الجيش الحر" لم ينتمِ لأي جهة عسكرية عقب التسوية.
ولفت التجمع إلى أن قوات النظام و"اللواء الثامن"، اعتقلوا خلال مارس الفائت، 36 شخصاً، بينهم سيدة، في محافظة درعا، وأُفرج عن 15 منهم خلال الشهر ذاته.
وأوضح المحامي عاصم الزعبي، وهو مدير مكتب توثيق الانتهاكات في التجمع، أنّ أعداد المعتقلين في المحافظة تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة، وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مبيناً أن عملية تدقيق بيانات المعتقلين تجري بشكل متواصل في المكتب، وفق موقع التجمع.
محاولات تسلل بريف حلب
من جهة أخرى، قالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة، التابعة للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، إن ضابطاً برتبة ملازم أول يدعى زين محسن القاضي، وهو من مرتبات قوات "الحرس الجمهوري" (الفرقة 3) قُتل اليوم السبت، إلى جانب نحو خمسة عناصر من قوات النظام، إثر محاولتهم التسلل إلى نقاط فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" بريف حلب الغربي، شمال غرب سورية.
وأكدت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن قوات النظام حاولت التقدم خلال الساعات الماضية من ثلاثة محاور، أبرزها محور "الفوج 46" بريف حلب الغربي، باتجاه بلدة كفر عمة التي تُسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، دون إحراز أي تقدم يذكر.
وبالتزامن مع عملية التسلل، قصفت قوات النظام ست قرى وبلدات بريف حلب الغربي، بالإضافة إلى قصف قرية في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وبلدة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بالتزامن مع تحليق طائرتي استطلاع روسيتين في أجواء المنطقة.
وكانت "هيئة تحرير الشام" قد نفذت يوم أمس الجمعة، عملية أسمتها "انغماسية" ضد مواقع قوات النظام في بلدة الدانا القريبة من مدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، مما أسفر عن مقتل 3 من قوات النظام، بينهم ضابط برتبة نقيب، بالإضافة إلى جرح أربعة عناصر آخرين بجروح خطيرة، سبقها ليل الخميس/ الجمعة عملية أخرى لـ "تحرير الشام" ما أسفر عن وقوع نحو 6 عناصر من قوات النظام بين قتيل وجريح بريف حلب الغربي.
إلى ذلك، قُتل عنصر عامل في صفوف مليشيا "الدفاع الوطني" المدعومة من روسيا، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في بادية دير الزور يوم أمس الجمعة، أثناء بحثه عن نبات "الكمأة".
وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر محلية من أبناء المنطقة الشرقية، بأن مجموعة عسكرية تابعة لقوات "الحرس الجمهوري"، بالإضافة إلى مجموعة عسكرية تابعة لمليشيا "لواء القدس" (الفلسطينية) المدعومة من روسيا، فُقد الاتصال بهما في بادية دير الزور الجنوبية منذ عصر أمس الجمعة وحتى اليوم السبت، بينهم ضابط برتبة عقيد، فيما تستعد قوات النظام لإطلاق حملة تمشيط بحثاً عن المفقودين، وسط توجيه أصابع الاتهام لخلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء العملية.