مع هدوء الاشتباكات في مناطق شرق الفرات بين مقاتلي العشائر و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، على إثر تمكن الأخيرة من استعادة معظم المناطق التي فقدتها في الأيام الماضية، فتحت العشائر والفصائل بمشاركة "هيئة تحرير الشام" جبهات جديدة ضد "قسد" والنظام السوري في ريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وسيطرت على بعض القرى في المنطقة.
وقال الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد"، إنّ الهدوء النسبي ساد خلال اليوم الأربعاء مجمل مناطق شرق الفرت بعد أحداث الأيام الماضية التي شهدت صدامات قوية بين قوات "قسد" ومقاتلي العشائر على طول نهر الفرات، من هجين جنوباً حتى العزبة شمالاً.
وأضاف الناشط: "تمكنت قوات العشائر من انتزاع السيطرة على معظم هذه المناطق، قبل أن تشن (قسد) حملة مضادة انتهت مع ساعات صباح اليوم الأربعاء بدخول قواتها إلى بلدة ذبيان، التي كانت مقر شيخ قبيلة العكيدات الشيخ إبراهيم الهفل، الذي تولى قيادة المقاومة ضد (قسد) في الأيام الماضية، ولا يزال مصيره مجهولاً بعد دخول (قسد) البلدة، إذ يُعتقد أنه انتقل إلى بلدة الطيانة المجاورة، التي لم تُحكم (قسد) السيطرة عليها بعد".
وتابع البوكمالي، قائلاً إن قوات التحالف فرضت كما يبدو على جميع الأطراف وقفاً لإطلاق النار، مشيراً إلى أن "قسد" سيطرت على الطريق العام من جهة الحوايج باتجاه الجسر، والطريق العام من جهة الحاوي، كما وردت أنباء عن قيامها بحملة اعتقـالات في بلدة العزبة شمالي دير الزور، طاولت 8 شبّان حتى الآن، وذلك بالرغم من دخول دورية عسكرية من قوات التحالف الدولي إلى البلدة قادمة من حقل كونيكو، حيث تجولت فيها وفي محيطها وبادرت إلى قطع طريق العزبة - كونيكو، ومنعت مرور سيارات عسكرية تابعة لـ"قسد" كانت تريد الخروج من منطقة المعامل والتوجه إلى مدينة البصيرة شرق دير الزور، وذلك بالتزامن مع تحليق لطيران التحالف في أجواء المنطقة.
جبهات جديدة في ريف منبج
وفي شمال البلاد، دفعت العشائر والفصائل بقوات كبيرة باتجاه خطوط الاشتباك على جبهة منبج في ريف حلب الشرقي، وأعلنت فتح جبهة جديدة في الريف الغربي للمدينة، سيطروا خلال ساعاتها الأولى على قرية البوغاز. كذلك يتواصل العمل للسيطرة على قرى أخرى غرب منبج، مثل البويهج وتلال الحمرا وتورين.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "مئات العناصر وصلوا الليلة الماضية إلى المنطقة قادمين من إدلب وريفها، وفتحوا معركة على محوري العريمة والدادات، صباح اليوم الأربعاء، بمشاركة القوات الموجودة أصلاً في ريف حلب الشمالي والشرقي، وتزامن ذلك مع مقتل قيادي في قوات "قسد"، وفق ما أعلن "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد" عبر حسابه في "فيس بوك"، مشيراً إلى أن القتيل هو المسؤول في مكتب العلاقات العسكرية بوزان عثمان بركل، الذي قُتل إثر انفجار عبوة مزروعة في سيارته وسط مدينة منبج.
من جهته، ذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن 4 عناصر من فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، قُتلوا وأصيب آخرون نتيجة استهداف سيارتين للفصائل من جانب "مجلس منبج العسكري" على محاور الاشتباك في قرية البوغاز، ما أدى إلى تراجع مقاتلي الفصائل، وفق المركز.
وبحسب المصادر، فقد أرسلت "هيئة تحرير الشام" تعزيزات عسكرية خلال الساعات الماضية إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري شماليّ حلب وشرقيّها، تحت غطاء فزعة العشائر، وتمركزت في أرياف مدينتي الباب وجرابلس شرقيّ حلب، ضمن مقارّ "فرقة الحمزة" و"أحرار الشام - القطاع الشرقي" و"فرقة السلطان سليمان شاه"، المقربة من "الهيئة"، ما قد يمهد لمشاركتها في الأعمال القتالية ضد "قسد" في منبج، وسط مخاوف من أن يكون ذلك مجرد غطاء لتعزيز نفوذها في مناطق الجيش الوطني.
وتشهد محاور القتال في ريف حلب الشرقي منذ أيام مواجهات بين قوات العشائر من جهة، والنظام السوري و"قسد" من جهة أخرى.