سوريون في القامشلي ينتقدون سياسات "قسد"

سلام حسن

سلام حسن
19 مايو 2021
مواطنون في القامشلي ينتقدون لـ"العربي الجديد" سياسة "قسد"
+ الخط -

عبر مواطنون سوريون في مدينة القامشلي بريف الحسكة شمال شرقي سورية، اليوم الأربعاء، عن سخطهم إزاء القرارات التي تصدرها "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وخاصة القرار الأخير برفع أسعار المحروقات، الذي تراجعت عنه اليوم تحت وقع الاحتجاجات والضغط الشعبي.
واستطلع "العربي الجديد" آراء سوريين ممن شاركوا في المظاهرات والاحتجاجات ضد القرار الأخير وكان لها الدور الأكبر في دفع المليشيات إلى إلغائه في الوقت الحالي وإعادة النظر فيه، وكان القرار الصادر تحت رقم 119 من قبل "الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لشمال وشرق سورية" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" قد نص على رفع سعر المحروقات بنسبة تصل إلى 300% ما دفع الناس إلى الخروج للشارع.
حضر مواطن سوري يدعى جومرد إلى القامشلي مع مجموعة من الأصدقاء بهدف المشاركة في المظاهرات ضد القرار الذي تضمن زيادة أسعار المحروقات والغاز المنزلي، وقال في حديثه لـ "العربي الجديد" إنه "لم تكن هناك حاجة إلى دعوة الناس من أجل الخروج من منازلهم للمشاركة في المظاهرة، وذلك لأن كل وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالقرار وتبعاته".
وأضاف: "هذا القرار لا محل له من القرارات وهو قرار ساقط أخلاقيا وتجاوز كل القرارات السلبية السابقة وكان سقفه عاليا عكس القرارات السابقة، التي لم يعترض عليها الناس لدرجة النزول إلى الشارع لكن هذا القرار هو قرار تجويع".
وتابع قائلا "نحن كشباب من ريف القامشلي تواصلنا ودرسنا موضوع النزول إلى الشارع ويبدو أن هذه الإدارة لا تجد من يقف ضد قراراتها الخاطئة، وبناء عليه حددنا نقطة تجمع وانطلاق المظاهرة ونقطة الاعتصام، ولم نكن نصدق أن يخرج الناس وينضموا إلى المظاهرة كونه لم يعترض أحد ضد القرارات السلبية السابقة وكان الشارع هادئا منذ فترة طويلة".
وأوضح جومرد: "عموما نحن لسنا ضد الإدارة الذاتية نحن ضد هكذا قرارات حيث هي تضر بالناس وتسيء للإدارة الذاتية ونحن حذرون جدا من أن يتجه الحراك نحو التخريب أو اندساس أياد خفية، لذلك كنا حذرين بحيث لا يكون هناك هتاف أو كلمة مغلوطة".
بدوره، أوضح مواطن آخر يدعى حسن شيخو، أنهم خرجوا من أجل للوقوف ضد القرار "لما له من تبعات على أسعار بقية المواد، فلا يمكنك أن تتصور أن أكثر من 400 مادة ستتأثر بهذا القرار الظالم والمجحف".
وأضاف شيخو: "هذا القرار كان سيؤدي إلى تجويع الناس مما سيؤدي إلى تفجير الوضع والضغط يولد الانفجار، لذلك سيستمر الاعتصام والمظاهرات وحتى لو تدخلت السلطات وقمعت المظاهرات سيستمر الناس بالنزول إلى الشارع لأنهم كسروا حاجز الخوف والمظاهرات عفوية قام بها الناس العاديون وليس هناك صور ولا أعلام ولا رموز لأحد".
من جانبها قالت راما يونس: "خرجنا تنديدا بالقرار 119 لكونه قرارا مجحفا وغير مدروس ومن شأنه في حال تم تطبيقه أن يزيد الفقراء فقرا ويزيد من هوة الفوارق الطبقية فالأغنياء ولا سيما حديثي النعمة والذين يصنفون ضمن تجار الحروب والأزمات يزداد غناهم بينما تضمحل الطبقة الوسطى وتتلاشى وتتوسع الطبقة الفقيرة، لذا خرجنا نردد معا شعارات...".
وهتف المتظاهرون بعبارات مثل: "جيوبنا فارغة وبترول ضايع"، و"لا لقرار التجويع ـ اعتصام اعتصام حتى إسقاط القرار"، فيما أكدت يونس على أن هذه الشعارات تخرج من قلوب الناس وتعبر عن معاناتهم.

أما الشاعر دلدار إشتي، الذي شارك أيضا في الاعتصام بالقامشلي، فقال لـ"العربي الجديد": "أتينا للاحتجاج على القرار 119 الذي أصدرته الإدارة الذاتية والذي ضاعف الأسعار لأننا نجده قرارا غير مدروس وغير متوازن ولا يتناسب مع الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها منطقتنا وشعبنا، وما لهذا القرار من تأثيرات سلبية على مجمل مناحي الحياة للجماهير المسحوقة والفقيرة والمقهورة، نحن نطالب بإلغاء هذا القرار بشكل فوري وقطعي وسريع".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" أنها ألغت قرار رفع أسعار المحروقات في مناطق سيطرتها، وزعمت "الإدارة الذاتية" في بيان لها أن الإلغاء جاء نزولا عند رغبة الشعب، ونص القرار الجديد على العودة إلى الأسعار القديمة لحين صدور قرار آخر بهذا الموضوع.
وكانت مظاهرات واسعة قد اجتاحت أمس مناطق متفرقة تخضع لسيطرة "قسد" تخللها إغلاق وإضراب عام احتجاجا على قرار رفع الأسعار واتهامات لـ"قسد" بالفساد والسرقة. وتعاني عموم المناطق الخاضعة للمليشيا من ضائقة اقتصادية تترافق مع شح في المياه وتراجع في الزراعة وانتشار البطالة.

ذات صلة

الصورة
سوريون فروا من لبنان بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي  (العربي الجديد)

سياسة

يتعرض السوريون العائدون من لبنان هرباً من الحرب الإسرائيلية، لصعوبات خلال رحلة الوصول إلى الشمال السوري تحديداً، مع ما يتخللها من ابتزاز مالي ومخاطر.
الصورة
حال صالات السينما في مدينة القامشلي

منوعات

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي.
الصورة

سياسة

ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي لمحاولة اغتيال، فالرجل يعد من أبرز المطلوبين لأنقرة التي تعتبر قواته تهديداً لأمنها القومي، وتجهد للحد من خطرها من خلال "تحييد" قيادييها.
الصورة
ينتمي خزوم إلى عائلة رياضية سجلت إسمها في تاريخ الرياضة بالقامشلي (العربي الجديد)

مجتمع

لم يفقد السوري جورج خزوم شغفه بكرة القدم، وحبه للمنتخب البرازيلي. هذا الشغف يجعله ينتظر مونديال 2022 بفارغ الصبر. وما زال يحتفظ بذكريات جميلة حين كان يتابع المباريات عبر الراديو