احتفل سوريون، اليوم الأحد، بالذكرى 19 لانتفاضة 12 مارس/آذار التي اندلعت ضد النظام السوري في القامشلي عام 2004، بعد الأحداث الدموية التي جرت في الملعب البلدي إثر مباراة كرة قدم بين فريقين أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص واعتقال المئات.
وتوزعت الفعاليات على عدد من مدن شمال شرقي سورية، وتضمنت أنشطة رياضية، وإلقاء كلمات ومسيرات وتظاهرات، في حين أصدرت أحزاب بيانات استذكرت الانتفاضة وأحداثها المؤلمة.
وتقول السيدة عالية أم جوان من مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد": "فقد ابني جوان حياته في الملعب ولم يكن قد أتم عامه الـ17. كان يحضر المباراة مع رفاقه". وأردفت بعيون ممزوجة بالدموع: "لا أستطيع أن أسامح قتلة ابني على فعلتهم".
وعن تفاصيل ذلك اليوم، تضيف أم جوان: "أخبرونا بأن ابني وابن أخي مصابان، ابن اخي كان قد أصيب بطلقة في رأسه أثناء المشي. بقي 17 يوما على قيد الحياة ثم توفي أو قتل على يد النظام".
بدورها، تقول نور إدريس مراد عن مقتل والدها: "عندما توفي أبي كان عمري ثلاثة أشهر وكان عمر أبي 27 عاما. كانت خطتهم خلق فتنة بين الكرد والعرب، من قبل الأنظمة الديكتاتورية والتخريب بين الشعوب".
وأضافت: "اليوم نستذكر ذكرى من توفوا في 12 آذار في القامشلي، ومن بينهم أبي، كانت مأساة عشناها أنا وأهلي، ومن جهة أفتخر بأن أبي شهيد. أتينا إلى الملعب من كل المكونات العرب والكرد. هنا نستذكرهم في هذا اليوم من كل عام".
وبدأت انتفاضة 2004 في 11 آذار/مارس خلال مباراة بين نادي الجهاد من القامشلي ونادي الفتوة من دير الزور.
وبحسب رواية "المجلس الوطني الكردي"، فقد "كان هناك بعض الموتورين الذين سعوا، بناء على توجيهات من النظام، لبث الفتنة بين الشعبين الكردي والعربي، وتطورت إلى أحداث مؤسفة تخللها تراشق بالحجارة وشعارات وشتائم ضد الكرد ورموزهم والهجوم والاعتداء على الجمهور.. مات ثلاث أطفال دهسا تحت الأقدام كما أذاع مراسل برنامج "ملاعبنا الخضراء" عبر الراديو، وقتل البعض في الملعب بالرصاص الحي، وفي اليوم الثاني، حين تم تشييع الذين سقطوا في ليلة 11 آذار، تم أيضا استهداف المشيعين بالرصاص الحي".
وأكد بيان المجلس الوطني الكردي أن النظام حاول خلق فتنة بين الشعبين الكردي والعربي وتحريضهم ضد بعضهم البعض. واعتبر أن ما حصل "كان نتيجة عقود من الحقد وتراكمات الظلم".
بدوره، قال إلياس سيدو، الرئيس المشترك لهيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، لـ"العربي الجديد"، إن ما حدث في تلك الانتفاضة كانت مؤامرة لضرب مكونات المنطقة، وكان الهدف منها خلق الفتنة بين مكونات المجتمع من خلال فريق الفتوة من دير الزور مع فريق الجهاد".
وأضاف سيدو أن "مشجعي فريق الفتوة دخلوا الملعب من دون تفتيش وكان معهم الأحجار، لكن فريق الجهاد خضع للتفتيش كاملا؛ حتى الأحزمة وعبوات الماء أخذت منهم. أثناء بدء المباراة بدأ مشجعو فريق الفتوة بضرب فريق الجهاد دون تدخل قوى الأمن.. كان هناك تصريح من محافظ الحسكة، سليم كبول، فحواه أنه تم إطلاق النار على مشجعي فريق الجهاد، مستطردا: "ثم امتدت الانتفاضة من جميع المدن السورية حتى وصلت إلى دمشق، وكان هناك 38 قتيلا".