أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن بيونغ يانغ "فبركت" عملية إطلاق ما يطلق عليه خبراء اسم "الصاروخ الوحش" الأسبوع الماضي، مضيفين أن التجربة التي قامت بإجرائها هي على ما يبدو صاروخ باليستي عابر للقارات سبق أن أطلقته كوريا الشمالية في عام 2017.
وأفادت وسائل إعلام رسمية، أمس الأول الإثنين، بأن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، تعهّد ببناء قوة عسكرية "ساحقة" ولا يمكن إيقافها، وذلك بعد أيام من حضوره أكبر عملية إطلاق صاروخ في البلاد.
وجاءت تعليقات كيم في أعقاب نجاح بيونغ يانغ، الخميس، في تنفيذ الإطلاق في تحدٍ للعقوبات الدولية المشددة، وهي المرة الأولى التي تطلق فيها كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات بمدى كامل منذ عام 2017.
وتم الكشف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات، المعروف باسم Hwasong-17، لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وأطلق عليه المحللون اسم "الصاروخ الوحش".
لكن وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية قالت لوكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، إن سيول وواشنطن خلصتا إلى أن عملية الإطلاق هي للصاروخ الباليستي Hwasong-15، الذي سبق أن جربت بيونغ يانغ إطلاقه عام 2017.
وأوضح مسؤول بوزارة الدفاع بكوريا الجنوبية لـ"فرانس برس" أن "الاستخبارات الأميركية والكورية الجنوبية حددت أن ما تم إطلاقه يوم 24 مارس/آذار كان صاروخ Hwasong-15"، مشيرة إلى كلا الصاروخين بإمكانها استهداف الأراضي الأميركية.
وذكرت "فرانس برس" أن سيول وطوكيو أكدتا، كل على حدة، أن الصاروخ الذي تم إطلاقه، الخميس 24 مارس/آذار، استطاع التحليق لمسافة أكبر ولوقت أطول من التجارب السابقة، مضيفة أن خبراء أشاروا لاحقا إلى وجود تضارب فيما يخص التصريحات التي صدرت عن كوريا الشمالية بخصوص التجربة.
وبحسب المصدر ذاته، فإن "الإعلان المغلوط" هو على ما يبدو محاولة من جانب بيونغ يانغ للتعويض عن عملية إطلاق صاروخ فاشلة تمت في 16 مارس/آذار، التي قال محللون إنها لصاروخ Hwasong-17، الذي انفجر لحظات بعد إطلاقه.
ويقول محللون إن الإطلاق الناجح ربما شجع ثقة الزعيم الكوري الشمالي في أن بلاده تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الردع النووي، وأنه ينبغي توقع المزيد من مثل هذه التجارب.
وقد توقفت التجارب النووية بعيدة المدى مؤقتاً عندما انخرط كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى، انهارت لاحقاً في عام 2019. وتوقفت المحادثات منذ ذلك الحين.
من جهة أخرى، أعلنت كوريا الجنوبية قيامها بأول عملية إطلاق ناجحة لصاروخ فضائي يعمل بالوقود الصلب، اليوم الأربعاء، واصفة ذلك بالتطور الكبير نحو الحصول على قدرة مراقبة فضائية وسط الأعمال العدائية المتزايدة من جانب كوريا الشمالية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، في بيان، إنّ الصاروخ، الذي يعمل بالوقود الصلب المصنوع محلياً، أطلق من منشأة اختبار حكومية بحضور وزير الدفاع سوه ووك، ومسؤولين كبار آخرين.
وأضافت الوزارة أنّ الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب لها هياكل أبسط وأقل تكلفة في تطويرها وتصنيعها مقارنة بصواريخ الوقود السائل.