واصلت شرطة كاليفورنيا، اليوم الإثنين، تحقيقاتها لمعرفة ما الذي دفع رجلاً من أصول آسيوية يبلغ من العمر 72 عاماً، إلى إطلاق النار داخل قاعة رقص في مدينة مونتيري بارك قرب لوس أنجليس خلال احتفال برأس السنة القمرية، في هجوم مسلّح أوقع عشرة قتلى وانتحر في أعقابه المهاجم.
وقالت وسائل إعلام أميركية إنّ المشتبه به ويدعى هوو كان تران، كان يتردّد دائماً إلى مرقص "ستار دانس ستوديو" في مونتيري بارك، حيث كان يعطي دروس رقص غير رسمية.
وقال صديق للمشتبه به لشبكة "سي أن أن" الإخبارية، طالباً منها عدم كشف اسمه، إنّ صديقه كان يعتقد أنّ المدرّسين الآخرين كانوا يقولون "أشياء شريرة عنه".
ولفتت "سي أن أن" إلى أنّ عدد المرات التي قصد فيها تران المرقص في السنوات الأخيرة غير معروف.
ويُرجَّح أن يكون قد وصل إلى المرقص ليلة السبت، عند قرابة الساعة (22:20) وأطلق النار في الداخل، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص هم خمسة رجال وخمس نساء جميعهم تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عاماً، بالإضافة إلى إصابة عشرة آخرين بجروح.
ويبدو أنه توجّه في ما بعد إلى مرقص آخر في ألامبرا المجاورة، حيث تعتقد السلطات أنّه كان ينوي تنفيذ هجوم ثانٍ، لكنّه لم يتمكّن من ذلك، إذ أوقفه موظف يبلغ من العمر 26 عاماً وانتزع السلاح منه.
وأظهرت مقاطع فيديو حصلت عليها شبكة "إي بي سي" التلفزيونية، الرجلَين يتعاركان في ردهة نادي واستديو "لاي لاي" في ألامبرا.
وقال الموظف براندون تساي، لصحيفة "نيويورك تايمز": "كان واضحاً أنه كان يبحث عن أناس، من خلال لغة جسده وتعابير وجهه وعينيه".
وانتزع تساي السلاح من المشتبه به وصوّبه باتّجاهه وصرخ "اذهب، اخرج من هنا"، وفق ما روى للصحيفة.
وفرّ المشتبه به، ثمّ أطلق النار على نفسه داخل سيارة بيضاء في تورانس، على بُعد بضعة كيلومترات جنوباً، خلال مطاردة الشرطة له بعد ظهر الأحد.
ولفتت الشرطة إلى أنّ الدوافع وراء هذا الهجوم في رأس السنة القمريّة لم تُعرَف بعد.
وبحسب شبكة "سي أن أن"، فقد التقى تران بزوجته السابقة قبل 20 عاماً في الأستديو في مونتيري بارك، وهي مدينة تسكنها غالبية من الأميركيين الآسيويين.
ولم تحدّد الشبكة هوية الزوجة السابقة، لكنّها لفتت إلى أنّهما التقيا عندما رآها تران وعرض عليها دروس رقص.
وتران مهاجر من الصين، بحسب "سي أن أن". ولم يدم الزواج طويلاً، إذ تطلّق الزوجان في العام 2006.
وقالت الزوجة السابقة إنّ تران لم يكن عنيفاً معها أبداً، لكنّها أشارت إلى أنه كان يُصاب بالإحباط حين تفوتها خطوة في الرقص مثلاً.
"هذا البلد يُصاب بالجنون"
وقابلت شبكة "سي أن أن" صديقاً قديماً لتران، قال إنّ الأخير صار يقصد المرقص "كلّ ليلة" في فترة معينة، مضيفاً أنّه "كان معادياً للكثير من الناس هناك".
ولم يتّضح ما إذا كان تران واصل الذهاب بانتظام إلى استديو مونتيري بارك.
أما تساي الذي قال لصحيفة "نيويورك تايمز" إنّه مبرمج ويعمل بضعة أيام في الأسبوع في استديو عائلته للرقص في ألامبرا، فأكّد أنّه لم ير تران من قبل.
وكانت السلطات تخشى في البداية أن يكون الهجوم جريمة كراهية تستهدف الأميركيين الآسيويين.
وقال قائد شرطة مقاطعة لوس أنجليس، روبرت لونا، لصحافيين، أمس الأحد: "لا نعلم ما إذا كانت هذه الجريمة تحديداً هي جريمة كراهية بموجب القانون (...) لكن من يدخل إلى مرقص ويطلق النار على نحو 20 شخصاً؟".
وتبعد مونتيري بارك بضعة كيلومترات عن وسط لوس أنجليس، ويسكن فيها نحو 60 ألف شخص معظمهم آسيويون أو آسيويون أميركيون.
وكان عشرات آلاف الأشخاص قد تجمعوا في وقت سابق للاحتفال بمهرجان السنة القمرية الجديدة الممتدّ على يومين. غير أنّ الأنشطة التي كانت مقرّرة للأحد أُلغيت في أعقاب الهجوم.
وقال كين نيم الذي كان يسير مع كلبه بعد الهجوم، إنه "أمر محزن جداً، هذا البلد يُصاب بالجنون"، مضيفاً: "لقد رأينا عمليات إطلاق نار جماعي في العديد من المدن والولايات المختلفة، والآن يحصل هذا هنا".
(فرانس برس)