كشفت مصادر صحافية إثيوبية مطلعة على تفاصيل الوساطات الدائرة بهدف وقف الحرب في إثيوبيا عن أربعة شروط قدمتها "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" إلى الوساطة الأفريقية للجلوس حول طاولة المفاوضات.
وقالت إن الشروط الأربعة التي سلّمتها الجبهة إلى الوساطة الأفريقية تتضمن خروج القوات الإريترية من المناطق الغربية لإقليم تيغراي، والإفراج عن قيادات الجبهة، ودفع تعويضات الحرب، والإفراج عن الميزانية الخاصة بالإقليم كاملة.
في المقابل، تتمثل أبرز شروط الحكومة الإثيوبية بتقديم قيادة "جبهة تحرير تيغراي" إلى العدالة، والإقرار بعملية إنفاذ القانون في إقليم تيغراي وفق السلطات التي يخولها الدستور للحكومة، وضرورة احترام هيبة الدولة.
وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت، في وقت سابق، موافقتها على الوساطة الأفريقية. وقالت، في بيان، إنها تقدر المبادرة التي تقوم بها مفوضية الاتحاد الأفريقي بتكليف مبعوث خاص لحل المشاكل في إثيوبيا. وأضافت أنها تدعم العملية التي يقودها مبعوث الاتحاد الأفريقي أولوسيغون أوباسانغو للاستماع إلى جميع الأطراف في البلاد، وكذلك مع ممثلين من المجتمع الدولي المقيمين في أديس أبابا.
ويأتي الكشف عن شروط الطرفين للتفاوض في وقت تتواصل فيه المعارك بين القوات الحكومية الإثيوبية والجبهة في عدة جبهات في أمهرة وتيغراي وعفر.
وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، اليوم الخميس، تأكيده وجود أوباسانغو والمبعوث الأميركي إلى المنطقة جيفري فيلتمان في البلاد، في إطار محاولاتهما لوقف الحرب.
وكان المبعوثان قد قالا، مراراً، إنهما يريدان من الحكومة الإثيوبية وقوات تيغراي وحلفائهما إعلان وقف غير مشروط لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق شمال إثيوبيا المتضررة من الحرب.
وأعلن مكتب الاتصال الحكومي أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن التقى، اليوم، بالمبعوث الأميركي، لبحث التطورات في البلاد، وأوضاع المواطنين الأميركيين في مختلف أنحاء إثيوبيا.
وأشار مكتب الاتصال إلى أن نائب رئيس الوزراء أوضح للمبعوث الأميركي خلال اللقاء وجهة نظر إثيوبيا من موقف الولايات المتحدة بشأن الكيفية التي يتم بها إنهاء الحرب مع جبهة تحرير تيغراي المصنفة من قبل البرلمان بـ"الإرهابية".
وذكر البيان أن مكونن أبلغ المبعوث الأميركي بأن الحكومة أصدرت تعليمات بالسماح للرحلات الجوية إلى كل من كومبولشا، ولاليبيلا، كما تم السماح لـ369 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية بالدخول إلى إقليم تيغراي.
وفقاً للبيان، فإن نائب رئيس الوزراء الإثيوبي أوضح للمبعوث الأميركي أيضاً أن جبهة تحرير تيغراي لا تزال تنفذ هجماتها في منطقتي أمهرة وعفر، وتتسبب في أضرار بشرية واقتصادية جسيمة فضلا عن الأضرار النفسية. وقال إنه يجب الضغط على جبهة تيغراي لمغادرة المنطقتين.
وأعلن دينا مفتي، في مؤتمر صحافي في أديس أبابا، أمس الخميس، أن أوباسانغو "ذهب إلى تيغراي، وجاء إلى أديس أبابا وذهب إلى دول مجاورة أيضا، وذهب إلى الولايات المتحدة. يجري تحريات، ويتحدث مع أطراف مختلفة".
من جهة أخرى، حاولت السلطات الدفاع عن نفسها في وجه الاتهامات باعتقال مواطنين على أساس عرقي. وقال مفتي، في مؤتمر صحافي في أديس أبابا، إن "احتجاز الأشخاص لا يتم فقط على أساس عرقي وإنما للاشتباه في تورطهم بأنشطة محظورة وفق إجراءات تطبيق حالة الطوارئ، ومتى ما ثبت عكس ذلك يتم إطلاق سراحهم على الفور".
وأعلن مفتي أن اتهامات منظمات الإغاثة الدولية بشأن تنفيذ حالة الطوارئ لا أساس لها من الصحة، وقال إن احتجاز موظفي الأمم المتحدة ليس له علاقة بالمنظمات التي يعملون بها، وإذا لم يكن لدى الشرطة دليل فسيتم إطلاق سراحهم. وأضاف أنه تتم مراعاة اتفاقية فيينا بما يتماشى مع تنفيذ مرسوم حالة الطوارئ في ضوء معالجة القضايا المتعلقة بعمال المنظمات الدولية في البلاد، مشدداً على أن الحكومة لا تحاسب إلا من وُجد مخالفاً للقوانين المنصوص عليها في حالة الطوارئ، ونفى صحة التقارير التي تشير إلى منع الحكومة إيصال المساعدات الإنسانية لإقليم تيغراي منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى توجه 369 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى تيغراي اليوم الخميس.