ينتخب السياسي الباكستاني شهباز شريف، اليوم الأحد، رئيساً للوزراء للمرة الثانية، عبر تصويت مرتقب للبرلمان، المشكّل حديثاً، بعد ثلاثة أسابيع على الانتخابات الوطنية غير الحاسمة التي أدت إلى تشكيل حكومة ائتلافية.
وسيعود شريف إلى المنصب الذي كان يشغله حتى أغسطس/آب، عندما حلّ البرلمان قبل الانتخابات، وتولت حكومة تصريف أعمال المسؤولية.
ومن المقرر إجراء التصويت في البرلمان، الذي بدأ جلسته الأولى يوم الخميس، وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل احتجاج مرشحين مدعومين من رئيس الوزراء السابق السجين عمران خان على نتيجة الانتخابات، مع المطالبة بإطلاق سراحه.
وشريف (72 عاماً) هو الأخ الأصغر لنواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، وقاد الحملة الانتخابية لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف.
وحصل المرشحون المدعومون من خان على أكبر عدد من المقاعد، لكن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني اتفقا على تشكيل حكومة ائتلافية، مما أتاح لشهباز شريف فرصة الحصول على ولاية ثانية رئيساً للوزراء، بعد تنحّي شقيقه.
وكانت الأمانة العامة في البرلمان قد قبلت أوراق مرشح التحالف الثلاثي، بين حزب الشعب وحزب الرابطة جناح - نواز شريف والحركة القومية المتحدة، شهباز شريف، ومرشح الحركة السنية، التي انضم إليها نواب حزب عمران خان وهو القيادي في حزب خان، عمر أيوب.
وأعلن التحالف أن عدد النواب الذين سوف يدلون بأصواتهم لمرشحه شهباز شريف يصل إلى 200 نائب، بينما يحتاج تعيين رئيس الوزراء إلى 169 صوتاً.
في المقابل، يبلغ عدد النواب المنتمين إلى حزب عمران خان نحو 92 نائباً، ينشطون في البرلمان تحت الحركة السنية، بعد أن سحبت المحكمة العليا رمز الإنتخابات عن حزب خان، ولم يعد بإمكانه أن يخوض الانتخابات حزباً سياسياً.
نتيجة محسومة لصالح شهباز شريف
وعين البرلمان، يوم الجمعة، رئيساً جديداً له، هو القيادي في حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف، سردار أياز صادق، كما عين نائبه من حزب الشعب، وهو غلام مصطفى شاه.
وحصل رئيس البرلمان أياز صادق على 199 صوتاً مقابل مرشح حزب عمران خان، عامر دوكر، الذي حصل على 91 صوتاً فقط، ويتوقع أن يحصل شهباز شريف، مرشح التحالف لمنصب رئيس الوزراء، على نصف العدد من الأصوات، وأن ينتخب رئيساً للوزراء في الحكومة القادمة.
كما أعلنت لجنة الإنتخابات أن انتخاب الرئيس الباكستاني سيكون في التاسع من الشهر الجاري. وأعلن التحالف، زعيم حزب الشعب الباكستاني أصف علي زرداري مرشحاً لمنصب الرئيس، بينما أعلن حزب عمران خان أن مرشحه لمنصب الرئيس هو الزعيم القومي البشتوني محمود خان أجكزاي.
في الأثناء، قالت الناطقة باسم حزب الرابطة - جناح نواز شريف، مريم أورنكزيب، في تصريح لها، إن "نتيجة انتخابات اليوم محسومة وسيكون شهباز شريف رئيساً للوزراء"، مؤكدة أن لدى شهباز شريف "مؤهلات كثيرة، وهو قادرعلى العمل من أجل إخراج البلاد من مشكلاتها الراهنة".
وجرت الانتخابات الباكستانية في الثامن من فبراير/شباط، وشاب التصويت حجب الإنترنت عن الهواتف المحمولة يوم الانتخابات، إلى جانب اعتقالات وعنف قبل التصويت، كما أثار تأخر إعلان النتائج بشكل غير عادي اتهامات بالتلاعب فيها.
في غضون ذلك، يحتج أنصار عمران خان في مختلف مناطق البلاد على ما وصفه الحزب بـ"التزوير والتقلب" في الانتخابات، واعتقلت الشرطة وقوات الأمن عشرات من أنصار عمران خان.