تسود أجواء توتر بين قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران في ريف دير الزور الشرقي، شرق سورية، فيما استقدمت قوات "حزب الله" اللبناني تعزيزات جديدة إلى المنطقة يُعتقد أنها مساهمة من جانبه في الحملة على تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن اشتباكات جرت، الخميس، على أطراف مدينة الميادين بريف دير الزور، بين مليشيا "أبو الفضل العباس" المحلية التابعة للحرس الثوري الإيراني وقوات "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام، وذلك بعد محاولة مليشيا أبو الفضل العباس السيطرة على مقر وحاجز لقوات "الدفاع الوطني"، على طريق الشبلي بالقرب من منطقة عين علي، بحجة أن المقر يقع بالقرب من مزار عين علي وهي منطقة نفوذ إيرانية.
وأضاف المرصد أن عناصر "أبو الفضل العباس" طوقوا المقر والحاجز، وطلبوا من عناصر الدفاع الوطني الانسحاب من المقر بشكل سلمي، إلا أنهم رفضوا ذلك، واستدعوا تعزيزات من المناطق المجاورة، لتدور اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن 6 إصابات بين عناصر مليشيا أبو الفضل العباس، وإعطاب آلية دفع رباعي، قبل أن ينسحب عناصرها من المكان، فيما تسود المدينة حالة من التوتر وسط محاولة من قيادة المنطقة العسكرية والأفرع الأمنية التهدئة بين الطرفين.
وتعد هذه المحاولة الثانية لمليشيا "أبو الفضل العباس" للسيطرة على هذا المقر. وكان مجهولون قد شنوا، الليلة الماضية، هجوماً على مواقع المليشيات الإيرانية بالقرب من منطقة البلاكوس في بادية البوكمال، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوفها.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن عشرات المسلحين المدججين بآليات ورشاشات ثقيلة شاركوا في الهجوم الذي أدى لمقتل نحو 5 عناصر من الحرس الثوري وإصابة أكثر من 10 آخرين، لينسحب الرتل المهاجم، فجر اليوم، باتجاه الغرب، مشيرة إلى أن قوات النظام السوري لم تتعرض للرتل المهاجم أثناء انسحابه على الرغم من انتشارها على بعد مئات الأمتار فقط من موقع الهجوم.
من جهة أخرى، استقدمت قوات "حزب الله" اللبناني، صباح اليوم، تعزيزات عسكرية من مدينة القصير بريف حمص الجنوبي نحو مدينة تدمر بالريف الشرقي.
وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن عناصر الحرس الجمهوري التابعين لقوات النظام السوري استنفروا عند مدخل مدينة تدمر الغربي ومنعوا المدنيين من التجول بالمدينة من الساعة السادسة وحتى التاسعة صباحاً أثناء وصول التعزيزات، مشيرة إلى أن التعزيزات ضمت نحو 17 شاحنة وعربة عسكرية محملة بالذخائر والمعدات العسكرية المتوسطة والثقيلة، إضافة لعربتي إسعاف، ونحو 50 عنصراً وضابطاً، ضمن دفعة تعزيزات هي الأضخم للمليشيا نحو المدينة.
ولفتت الشبكة إلى أنَّ التعزيزات دخلت منطقة البساتين الغربية بالمدينة، تزامناً مع تشديد أمني كثيف لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية بالمنطقة، مشيرة إلى أن حزب الله ليس له حضور بهذا الحجم في المدينة، وهو ما يرجح أن التعزيزات وصلت للمشاركة بحملة تأمين طريق حمص- دير الزور الذي يمر من تدمر.
وكان "حزب الله" قد افتتح، خلال اليومين الماضيين، مكتباً للتطويع والتجنيد بمدينة دير الزور، وسط تزاحم بين المليشيات المدعومة من إيران والنظام على تجنيد شبان المنطقة.
وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد"، أن مكتب التجنيد يقع في حي هرابش، شرقي مدينة دير الزور، وكان من بين زواره عناصر مليشيا الدفاع الوطني في المدينة، مشيراً إلى أن الحزب يقدم راتباً يبلغ 150 دولاراً شهرياً، أي أكثر ب 4 مرات مما يتلقى العنصر في الدفاع الوطني.
إلى ذلك، سُمعت أصوات إطلاق رصاص في مدينة البوكمال ناتجة عن فتح المليشيات الإيرانية لنيران المضادات الأرضية من داخل المربعات الأمنية على طائرة مسيرة تحلق بأجواء المدينة، وسط استنفار للعناصر وانتشار بعضهم بين منازل المدنيين وفي الأسواق.
كما قُتل عنصر من مليشيا "لواء القدس" المدعوم من روسيا، وأُصيب آخر نتيجة إلقاء مجهولين لقنبلة يدوية بداخل سيارتهم قرب بلدة الرصافة الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، جنوبي الرقة.