ضربات أميركية على "داعش" في وسط سورية.. وبايدن يعلق على إسقاط نظام الأسد

09 ديسمبر 2024
مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاعون)، 20 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد سقوط نظام الأسد، نفذ البنتاغون ضربات جوية ضد "داعش" في سوريا، محذرًا المعارضة من التعاون مع التنظيم، ووصف بايدن الوضع بفرصة تاريخية للسوريين.
- تزامن سقوط النظام مع مرحلة انتقالية في واشنطن، حيث اتفقت الإدارتان على عدم استمرار الأسد، وانهيار الجيش السوري يعكس تراجع المشروع الإيراني في المنطقة.
- الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريًا في سوريا، لكن انهيار الأسد يضعف نفوذ إيران وحزب الله، مما يخلق فراغًا في السلطة وتنافسًا على النفوذ في المنطقة.

بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة السورية على العاصمة دمشق، أعلن البنتاغون عن توجيه ضربات جوية لـ75 هدفا لتنظيم "داعش" الإرهابي في وسط سورية، وذلك في إطار ما اعتبره "جزءا من المهمة المستمرة لإضعاف تنظيم "داعش" وهزيمته ومنعه من القيام بعمليات خارجية"، فيما وصف الرئيس جو بايدن الوضع بأنه "لحظة من الفرص التاريخية للشعب السوري الذي عانى طويلا".

وفي الوقت ذاته، حذر البنتاغون فصائل المعارضة من التعاون مع تنظيم "داعش" أو دعمه بأي شكل من الأشكال، مؤكدا أنه سيواصل تنفيذ العمليات لتقليص القدرات العملياتية للتنظيم ولن "يسمح له بإعادة تشكيل نفسه".

من جانبه، أشار المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي رابح فيلالي، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إلى أن ما شهدته سورية تزامن مع مرحلة تاريخية في واشنطن بين إدارتين واحدة ينتهي دورها وأخرى تستعد للقدوم إلى البيت الأبيض، لافتا إلى أن هناك اتفاقات بينهما خلف الأبواب المغلقة على أنهما لا يريدان استمرار الأسد في إدارة وحكم دمشق، حتى مع الاتفاقات الإقليمية، وحافظت الإدارات على تشديد العقوبات على نظام الأسد في السنوات الماضية.

وأشار إلى أن "الأمر كان متوقعاً حدوثه بشكل أول بآخر، ولكن ربما حجم المفاجأة كان سرعة انهيار الجيش السوري بهذه الطريقة وأنه لم تكن هناك مقاومة تذكر، وبالأمس كان ما يشبه تسليم دمشق، وهو ما شكل مفاجأة لكل العالم وليس لواشنطن فقط".

وأوضح أنه "بعد الخسارات التي أصابت المحور الإيراني في المنطقة، سواء الحد من قدرات حزب الله قتاليا وتصفية الصفين الأول والثاني من قياداته، كان واضحا أن النظام السوري فقد الداعمتين الرئيسيتين وهما حزب الله وإيران، التي لم تعد معنية بالدفاع عن الأسد بقدر انشغالها في الدفاع عن نفسها"، مضيفا أن "العامل الثالث للسقوط السريع روسيا التي لا تريد أن تفتح جبهة صراع جديد مع الولايات المتحدة، خاصة أن لديها ما يكفي الآن في أوكرانيا، وبالتالي فإن الأدوات التي ضمنت استمرار نظام الأسد لأكثر عقد من الزمن لم تعد موجودة، ما أدى للانهيار الكامل للجيش السوري في غياب الغطاء الجوي الروسي والدعم الإيراني ومقاتلي حزب الله، وعمليا المشروع الإيراني في المنطقة إن لم يكن قد انتهى فهو في أسوأ حالاته، ومحور الممانعة سيتحول إلى بورة ما لشكل من أشكال الخطاب السياسي".

تأثير سقوط نظام الأسد على الشرق الأوسط

وعن كيفية تأثير سقوط نظام الأسد على الأوضاع في الشرق الأوسط ورؤية الولايات المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط، قال فيلالي "حتى الآن، كل ما نراه تحركات عسكرية على الأرض، لكن سياسيا هناك إدارتان واحدة قادمة وأخرى راحلة، ولكن ما يظهر حتى الآن هو الانشغال بإنهاء العمل العسكري على الأرض سواء حزب الله في لبنان أو حماس في غزة، والآن الأسد في سورية، وبالتالي فهناك أولوية للمنجز العسكري، لكن النتائج والصيغة السياسية حتى الآن على الأقل لم يتم الكشف عنها بشكل كامل من قبل المسؤولين الأميركيين".

وأضاف أن ما تقوله واشنطن في هذه المرحلة أن "إيران أصبحت عبئا حقيقيا عليها في منطقة الشرق الأوسط، وهذه الحرب الأخيرة أظهرت، بالنسبة لواشنطن، أن المشكلة الحقيقية هي النفوذ الإيراني المتنامي، وبالتالي كان التوجه الأميركي هو قطع وإنهاء هذا النفوذ، وأن كل ما يحدث الآن هو لأجل هذا الهدف الكبير".

وفي ما يخص توجيه الولايات المتحدة ضربات جوية لـ"داعش" في سورية، قال "الولايات المتحدة ترسل رسالة مهمة جدا لتنظيم داعش داخل سورية والعراق أن سقوط نظام الأسد لا يعني أن يحاول التنظيم العودة إلى الصورة من جديد".

الولايات المتحدة ستقيم أقوال وأفعال الفصائل في سورية

من جانبه، قال رئيس المجلس الاستشاري في جامعة ماريلاند والخبير في الشؤون الأميركية والشرق الأوسط فرانك موسمار، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن الولايات المتحدة ستحافظ على موقفها الحالي ولن تتدخل عسكريا في سورية، وتعمل مع الشركاء وأصحاب المصلحة في البلد للمساعدة في اغتنام الفرص وتجاوز المخاطر، لافتا إلى أنها ستقيّم أقوال وأفعال الجماعات في سورية، كما قال الرئيس جو بايدن، ولفت إلى أنها تعد المرة الأولى التي لا تلعب فيها منذ سنوات روسيا أو إيران أو حزب الله دورا مؤثرا في سورية، مشيراً إلى أن موقف إدارة بايدن يتوافق مع موقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي يرى أن الجيش الأميركي يجب أن يكون بعيدا عن الصراع.

وتابع "الأهم من ذلك كله أن سورية مدرجة على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب منذ إنشاء القائمة في عام 1979، في إطار سعيها للحصول على أسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ واستخدامها للأسلحة الكيميائية، وجهودها المستمرة لتقويض أنشطة الاستقرار في المنطقة"، مضيفا أن "تأثير هذه العقوبات والسياسات كبير، حيث تخضع سورية لعقوبات تشريعية".

ورأى أن انهيار نظام الأسد يمثل أمرا أكثر أهمية في المنطقة، مع تراجع "نفوذ إيران بعد القضاء على حزب الله وحماس بالفعل، وأنه من المحتمل أن يؤدي هذا التحول إلى فراغ في السلطة في المنطقة، مع تنافس مختلف الجهات الفاعلة على السيطرة والنفوذ، وبالتالي إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط"، ولفت إلى أن "مستقبل سورية غير مؤكد، مع وجود عدة سيناريوهات محتملة قد تشكل مصير البلاد".