تعرضت الأراضي السورية، اليوم الأربعاء، لسلسلة غارات كانت إسرائيلية في معظمها، واستهدفت غالباً مواقع وأهدافاً تتبع لإيران والمليشيات في المنطقة، أو لقوات النظام السوري.
وقصفت طائرة مسيّرة مجهولة مقرات للمليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، شرقي سورية. وقال موقع "أثر برس" المحلي الموالي للنظام إن الطائرة استهدفت "أحد مراكز القوات الرديفة للجيش السوري بمدينة البوكمال".
من جهته، ذكر الناشط من مدينة دير الزور محمد خليف لـ"العربي الجديد" إن القصف طاول موقعاً تابعاً لحزب الله اللبناني يقع بالقرب من مستشفى عائشة في مدينة البوكمال، ما تسبب بانفجار ضخم، ما يرجح أنه كان يضم مستودعاً للأسلحة. وأضاف خليف أنه أعقب الانفجار وصول عدد من سيارات الإسعاف التابعة للمليشيات، فيما انتشر عناصر المليشيات في المنطقة باتجاه دوار الكهرباء والمستشفى الوطني.
إلى ذلك، استقدمت قوات "التحالف الدولي" تعزيزات جديدة إلى قواعدها في سورية. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الأربعاء، أن التعزيزات تضم 30 شاحنة تحمل صهاريج وقود وصناديق مغلقة ومعدات عسكرية ولوجستية، قادمة من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق إلى قواعد التحالف في ريف الحسكة.
وأضاف المرصد أن رتلاً آخر دخل الأراضي السورية أيضاً قادم من الأراضي العراقية، يتكون من 50 شاحنة على 4 دفعات، اتجه إلى قاعدة خراب الجير بريف الحسكة.
وكانت سابرينا سينغ نائبة السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد ذكرت خلال مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء أن القواعد الأميركية في سورية والعراق لم تتعرض لأي هجمات جديدة منذ أكثر من أسبوعين. وأوضحت أن أحدث هجوم تعرضت له القواعد الأميركية، سواء في سورية أو العراق، كان في 4 من الشهر الجاري.
لا قتلى إيرانيين في القصف على دمشق جنوبي سورية
وكانت العاصمة السورية ومحيطها قد تعرضا في وقت سابق اليوم لسلسلة هجمات إسرائيلية، طاولت الأولى بثلاثة صواريخ مبنى في حي كفرسوسة وسط العاصمة، يُعتقد أنه استخدمه قياديون في الحرس الثوري كمقر للإقامة.
وذكر موقع "صوات العاصمة" المعارض أن القصف لم يتسبب في مقتل أو إصابة أي من ضباط الحرس الثوري وأن الشقق المستهدفة كانت مؤجرة لعائلات قياديين إيرانيين، لكن جرى إفراغها قبل نهاية العام الماضي.
وأوضح أن الهجوم استهدف شقتين، الأولى في الدور الرابع من المبنى وكان يقطنها قيادي إيراني ومرافقته خلال اليومين الماضيين، والثانية في الدور الثاني وتستخدم كشقة مخصصة لإقامة عناصر الحراسة والضيوف بشكل مؤقت، لكن المنطقة المحيطة بالمبنى لم تشهد أي وجود لعناصر أجنبية قبل الهجوم، وفق الموقع، الذي أضاف أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة آخرين، وجميعهم من الجنسية السورية.
وأضاف أنه سبق الهجوم نشاط استطلاعي لطائرات تجسس ورصد إسرائيلية خلال 48 ساعة الماضية، تركزّت على دمشق وريفها ومناطق وسط وجنوب سورية وصولاً إلى الحدود السورية اللبنانية.
كما نفت "شبكة أخبار الطلاب الإيرانية" شبه الرسمية أن يكون الهجوم الإسرائيلي على مبنى سكني في دمشق قد أسفر عن مقتل أي "مواطنين أو مستشارين إيرانيين"، وفق ما نقلت عنها وكالة "رويترز"، فيما ذكرت وزارة دفاع النظام السوري أنّ إسرائيل شنت هجوماً بالصواريخ استهدف مباني سكنية في حي كفرسوسة ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخر بجروح، وإلحاق أضرار مادية بالمبنى المستهدف وبعض الأبنية المجاورة.
ويعد حي كفرسوسة من الأحياء الراقية في العاصمة دمشق، ويضم عدداً من فروع المخابرات السورية، إلى جانب مبنى رئاسة حكومة النظام السوري ووزارة الخارجية، وهو قريب من حي المزة الذي يضم مبنى السفارة الإيرانية.
وبعد القصف على كفرسوسة بساعات، استهدف قصف إسرائيلي جديد، عصر اليوم الأربعاء، منطقة الديماس شمال غربي دمشق، تزامناً مع قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقذائف المدفعية أطراف بلدتي دربل وحنية في محيط مزارعة بيت جن بريف دمشق الغربي.