أدخلت كتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في تصديها للعدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة إمكانيات قتالية جديدة من صناعتها المحلية للخدمة العسكرية، وذلك تواصلاً مع ما كشفت عنه في حروب سابقة.
وطائرة "شهاب" المسيرة محلية الصنع، هي أحدث إنتاجات الصناعات العسكرية للكتائب، والتي يجري الكشف عنها في هذا العدوان، وكانت "القسام" كشفت في تصديها للعدوان الواسع في العام 2014 عن تصنيعها طائرات انتحارية تحمل اسم "أبابيل".
وبات من شبه المستحيل أنّ تتمكن المقاومة في غزة من تهريب أسلحة متطورة من الخارج، نتيجة للحصار المصري المشدد على الحدود والحصار الإسرائيلي المشدد في بحر غزة وتدمير أنفاق تهريب الأسلحة التي كانت بين رفح الفلسطينية ونظيرتها المصرية، ولذلك بات معظم ما يتم استخدامه في التصدي للاحتلال من صناعاتها.
وقالت "القسام" إنها أدخلت في معركة "سيف القدس" الحالية طائرة مسيرة انتحارية وهي من طراز "شهاب" وقصفت بها منصة الغاز في عرض البحر قبالة ساحل شمال غزة، ثم عادت واستخدمتها في استهداف الحشود العسكرية الإسرائيلية الرابضة في مستوطنات "غلاف غزة".
وسبق ذلك إدخال "القسام" ثلاثة صواريخ على مراحل للخدمة العسكرية، وكشفت عن تسميتها بأسماء قياديين بارزين فيها استشهدوا في أوقات سابقة.
واستهدف صاروخ "عياش 250" مطار رامون جنوبي فلسطين المحتلة، والذي يبعد عن قطاع غزة 220 كيلومتراً، وسمته الكتائب بهذا الاسم نسبة إلى مهندسها الأول يحيى عياش، وهو من الضفة الغربية واستشهد في عملية اغتيال بهاتف مفخخ في بيت لاهيا شمالي القطاع في 5 يناير/كانون الثاني 1996.
واستخدمت الكتائب في قصف تل أبيب ومطار "بن غوريون" صواريخ من طراز SH85 نسبة إلى قائدها البارز محمد أبو شمالة، والذي استشهد في عدوان الاحتلال على قطاع غزة في العام 2014 مع رفيقه رائد العطار والذي سمت الكتائب باسمه صاروخ A120.
وظهرت هذه الصواريخ وبعض الطائرات المسيرة في استعراضات عسكرية سابقة لـ"حماس"، لكن مداها لم يكن معروفاً بدقة، وكانت الكتائب تضع عليها علامات استفهام ليكون المدى مفاجأة لاحقة للاحتلال الإسرائيلي.
وفي السنوات الماضية استشهد عدد من مقاتلي الكتائب ومهندسيها خلال عملهم في التصنيع العسكري، وكانت دوماً تقول إنهم استشهدوا خلال عمليات الإعداد والتجهيز للمعارك مع الاحتلال الإسرائيلي. واغتالت إسرائيل في صفاقس التونسية أحد مهندسي طائرات أبابيل القسامية، وهو التونسي محمد الزواري في 15 ديسمبر/كانون الأول 2016، وقال الاحتلال حينها إنه كان يجهز لـ"حماس" ما يشبه الغواصات البحرية لاستخدامها في العمل العسكري بعد أن أوصل للحركة جزءاً من تقنيات الطائرات المسيرة.
وفي 21 إبريل/نيسان 2018، استشهد المهندس الفلسطيني فادي البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على يد عملاء للموساد الإسرائيلي، وفق اتهام "حماس" وعائلته. ويعتقد أنّ البطش وهو مهندس في علوم الطاقة، ساهم في مشروعي الطائرات المسيرة والصواريخ التي تنتجها كتائب "القسام".