طرفا حرب السودان منفتحان على "الحلول السلمية".. وتحذير أممي من كارثة بالفاشر

19 سبتمبر 2024
مقاتلون من حركة تحرير السودان في الفاشر، 10 أغسطس 2021 (محمود حجاج/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر مسؤولون في الأمم المتحدة من تهديد أرواح مئات الآلاف في الفاشر بسبب القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، مع مخاطر عنف جماعي للمدنيين والنازحين.
- تجدّدت المعارك في الفاشر، مستهدفة البنى التحتية المدنية، مما يهدد حياة مئات الآلاف، بينهم 700 ألف نازح، مع تقارير عن قصف الأحياء الوسطى والغربية.
- أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن انفتاحهما على الحلول السلمية، استجابة لدعوة الرئيس الأميركي، مؤكدين التزامهما بمفاوضات وقف إطلاق النار.

حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة، الأربعاء، من أنّ أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهدّدة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة في غرب السودان والمحاصرة من جانب قوات الدعم السريع، معربين عن قلقهم من تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور، فيما قال الجيش السوداني و"الدعم السريع" إنهما منفتحان على الحلول السلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهرا.

والسبت، تجدّدت المعارك العنيفة في الفاشر، حيث تشنّ قوات الدعم السريع هجوما للسيطرة على المدينة الواقعة جنوبي غرب البلاد. والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو/ أيار. ومنذ إبريل/ نيسان 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

والأربعاء، قالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي، إنّ "مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي". وأضافت أنّ "المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرّض للخطر هذه الفئات الهشة أصلا، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر".

من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني، إنّه في الفاشر "تمّ استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديدا وشيكا، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها". وأضافت أنّ المعارك الدائرة حصدت عددا كبيرا من النساء والأطفال، وقالت "قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طاول الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأودت الحرب في السودان بحياة عشرات آلاف الأشخاص وشرّدت الملايين، وهو ما تسبّب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة. وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد دعوا في مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري إلى "نشر فوري" لقوة "مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة البلاد.

طرفا حرب السودان منفتحان على "الحلول السلمية"

إلى ذلك، قال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إنهما منفتحان على الحلول السلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهرا، وذلك ردا على دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن للطرفين المتحاربين للانخراط مجددا في محادثات. وقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء، إن الحكومة تظل "منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة".

وفي وقت لاحق، حذا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حذوه، معبرا عن الموقف نفسه في وقت مبكر من اليوم الخميس. وقال دقلو على منصة إكس: "نجدد التزامنا بمفاوضات وقف إطلاق النار. إذ إننا نؤمن بأن طريق السلام يكمن في الحوار، وليس في العنف العشوائي، وسنواصل الانخراط في عمليات السلام لضمان مستقبل خال من الخوف والمعاناة لجميع المدنيين السودانيين".

وقال الوسطاء بقيادة الولايات المتحدة الشهر الماضي إنهم حصلوا على ضمانات من الطرفين خلال محادثات في سويسرا لتحسين وصول المساعدات الإنسانية، لكن غياب الجيش السوداني عن المناقشات أعاق التقدم.

وقال البرهان في بيان: "نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعيا للتوصل إلى حل سلمي يخفف معاناة شعبنا ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة".

 

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)