أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الأحد، أنه "على الرغم من التقدم المحدود خلال مفاوضات فيينا، فما زلنا بعيدين عن تحقيق التوازن الضروري بين التزامات الطرفين".
وأضاف شمخاني، في تغريدة على "تويتر"، هي الثالثة من نوعها حول مفاوضات فيينا خلال اليومين الأخيرين، أن "تحقيق التوازن في التعهدات للتوصل إلى اتفاق جيد رهين بالقرارات السياسية لواشنطن".
رغم التقدم الطفيف في #مفاوضات_فيينا، ما زلنا بعيدين عن تحقيق التوازن الضروري في التزامات الأطراف. تستدعي القرارات السياسية في واشنطن ايجاد توازن في الالتزامات للتوصل إلى اتفاق جيد.
— علی شمخانی (@alishamkhani_ir) February 6, 2022
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الأحد، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، في معرض رده على سؤال بشأن آخر تطورات مفاوضات فيينا النووية لإحياء الاتفاق النووي، إن "ما يهمنا هو أفعال الطرف الآخر، ونحن نرى ما إذا كان هناك حدث حقيقي على الأرض، ويجب أن نلمس بشكل واضح السلوك العملي للأميركيين في رفع العقوبات".
وتعليقاً على تصريحات المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، روبرت مالي، حول وضع واشنطن شروطاً على طهران لإحياء الاتفاق النووي، قال وزير الخارجية الإيراني "لم نتلق أي شروط مسبقة من الجانب الأميركي".
وبشأن قرار الإدارة الأميركية إعادة العمل بالإعفاءات النووية التي أوقفتها الإدارة الأميركية السابقة، قال أمير عبداللهيان إن "الإجراءات التي تتم على الورق جيدة، لكن ما يهمنا هو الأفعال".
وأكد أن "الأميركيين يرسلون لنا عبر الوسطاء رسائل مكررة ويزعمون فيها أنهم يمتلكون حسن النية، لكن خلال عملية التفاوض الحالية لم نر منهم أي مبادرة جادة وملحوظة".
وعما إذا كانت المفاوضات ستتجه نحو إبرام اتفاق مؤقت لعامين، شدد وزير الخارجية الإيراني على أن إيران تسعى إلى التوصل لـ"اتفاق جيد ولا نريد اتفاقاً محدوداً ومؤقتا".
إلى ذلك، رحبت الترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الشريكة في الاتفاق النووي والمشاركة في مفاوضات فيينا، اليوم الأحد، بإعلان الإدارة الأميركية إعادة العمل بإعفاءات نووية أوقفها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشيرة إلى أن هذا الإجراء من شأنه تسهيل المفاوضات التقنية للتوصل إلى العودة للاتفاق النووي.
ودعت الترويكا، إيران، إلى "الاستفادة من امتيازات هذه الفرصة"، مؤكدة أن الوقت بات "قصيراً" للتوصل إلى "نتيجة ناجحة" خلال مفاوضات فيينا، وفقا لما أوردته وكالة "فرانس برس".
لكن الخطوة الأميركية تلقت برودة إيرانية، حيث وصفتها الخارجية الإيرانية، أمس السبت، بأنها "غير كافية"، فضلاً عن أن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اعتبر أنها "مسرحية" و"خطوة ليست بناءة". في حين، اعتبرتها روسيا، على لسان مندوبها بالمفاوضات، ميخائيل أوليانوف، "خطوة في الاتجاه الصحيح" وأنها يمكن أن تساهم في تسريع عملية إحياء الاتفاق النووي.
في الأثناء، أجرى مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اتصالاً هاتفياً، مساء السبت، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تناول مفاوضات فيينا النووية قبيل استئنافها، مع حثّه طهران على اتخاذ "قرارات سياسية" لإحياء الاتفاق النووي.
وقال بوريل خلال الاتصال، وفقاً لإفادة صحافية للخارجية الإيرانية، إنّ المفاوضات دخلت "فترة زمنية مهمة"، داعياً "جميع الأطراف إلى العودة إلى فيينا بأجندة واضحة، وأن يكونوا مستعدين لاتخاذ قرارات سياسية لأجل التوصل إلى اتفاق".
من جهته، قال عبد اللهيان، إنّ "ثمة تطورات إيجابية قد حدثت في المفاوضات، لكنها لا تلبي تطلعاتنا بعد".
وأضاف أمير عبد اللهيان أنّ بلاده تسعى "بحزم وصراحة" إلى "اتفاق جيد"، مؤكداً: "لكننا بنفس الحزم والصراحة أيضاً نؤكد على الحفاظ على خطوطنا الحمراء ومصالحنا الوطنية".
وكانت أطراف مفاوضات فيينا قد اتفقت، قبل أكثر من أسبوع، على وقف الجولة الثامنة من المفاوضات لأسبوع اعتباراً من السبت في الأسبوع الماضي، وتوجه الوفود إلى بلدانها للعودة بعد ذلك بقرارات سياسية لحل القضايا العالقة، بغية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.
واقتربت المفاوضات من "مرحلتها النهائية، وهي تحتاج إلى قرارات سياسية"، وفق بيان سابق للترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) المشاركة في المفاوضات.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، الثلاثاء الماضي، إن مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي "تمضي إلى الأمام بإيجابية"، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك "فثمة قضايا مهمة عالقة".