أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الاثنين، أن بعض مطالب بلاده بشأن العقوبات "لم يهتم بها بشكل جيد" خلال مفاوضات فيينا، مشيراً إلى أن التوصل إلى "اتفاق جيد يتوقف على سلوك الغربيين".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني، في مؤتمر صحافي مع نظيره الفنلندي بيكا هافيستو في العاصمة طهران، أن المفاوضات "ترتكز حالياً على آخر نصوص تم التوصل إليها".
وأشار أمير عبد اللهيان إلى أن المفاوضين، خلال الأيام المقبلة، سيبحثون "وثيقة للاتفاق عليها"، داعياً الأطراف الأخرى إلى إظهار التزامها بتعهداتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي.
وأعرب الوزير الإيراني عن أمله في أن تقترب جميع الأطراف من "اتفاق نهائي" خلال هذه الجولة، متسائلاً عما إذا كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الشريكة في الاتفاق النووي، "جادة في التوصل إلى اتفاق؟".
من جهته، أكد وزير الخارجية الفنلندي "نحن ننتظر بفارغ الصبر لتفضي مفاوضات فيينا إلى اتفاق ويتم إحياء الاتفاق النووي".
إلى ذلك، أعلن منسق المفاوضات أنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أن الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا ستستأنف غداً الثلاثاء، مؤكدا في تغريدة "نحن بحاجة إلى روح التوافق لإعادتنا إلى التنفيذ الكامل (للاتفاق النووي)".
The 8th round of #ViennaTalks #JCPOA will resume tomorrow in Vienna. We need spirit of compromise to take us back to full implementation. In view of different undesirable trends undermining the JCPOA, there is a need to swiftly conclude these negotiations.
— Enrique Mora (@enriquemora_) February 7, 2022
وأضاف مورا أنه "في ظل الاتجاهات المختلفة غير المرغوب فيها التي تقوض الاتفاق النووي، هناك حاجة إلى إنهاء هذه المفاوضات بسرعة".
وقبيل توجه الوفد الإيراني المفاوض إلى فيينا، غداً الثلاثاء، لاستئناف المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، جددت إيران التأكيد على مطالبها، رابطة التوصل إلى اتفاق خلال هذه المفاوضات بـ"قرارات سياسية" للإدارة الأميركية، لترمي الكرة في الملعب الغربي، مع تأكيدها أنه من دون رفع جميع العقوبات المفروضة عليها في إطار سياسة الضغوط القصوى، لن يحصل اتفاق.
في السياق، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم الاثنين، في تغريدة على "تويتر"، أنه "تعينت مهام المفاوضين الإيرانيين لمواصلة الجولة الثامنة من المفاوضات بعناية"، مضيفاً أن "الاتفاق الذي لا يتم فيه رفع العقوبات التي تمثل الضغوط القصوى سيؤثر على اقتصاد البلاد، ولا يمكن أن يكون أساساً لاتفاق جيد".
تعينت مهام المفاوضين الإيرانيين لمواصلة الجولة الثامنة من المفاوضات بعناية. الاتفاق الذي لا يتم فيه رفع العقوبات التي تمثل الضغوط القصوى، سيؤثر على اقتصاد البلاد، ولا يمكن أن يكون اساسا #لاتفاق_جيد.
— علی شمخانی (@alishamkhani_ir) February 7, 2022
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني سيتوجه، غداً الثلاثاء، إلى فيينا لاستئناف الجولة الثامنة من المفاوضات، معرباً عن أمله في أن تتخذ واشنطن "قرارات لازمة وضرورية" لإنجاحها.
وأكد خطيب زادة أن "رفع العقوبات والأبعاد الاقتصادية للاتفاق النووي مسألة أساسية، وخط إيران الأحمر هو رفع العقوبات".
ودعا المتحدث الإيراني الطرفين الأميركي والأوروبي إلى تخطي "التقاعس وعدم الالتزام بالتعهدات"، قائلاً إن بلاده "تنتظر أن يغير الأميركيون سلوكهم".
وأضاف أن "إيران تسعى إلى اتفاق جيد وجدير بالثقة، وعلى السلطات الأميركية دفع ثمن الانسحاب من الاتفاق النووي وانتهاك القرار 2231 لمجلس الأمن".
وعن موعد عقد الجولة الخامسة من الحوارات الإيرانية السعودية في ظل اتصالات عراقية مكثفة هذه الأيام مع المسؤولين في البلدين، قال خطيب زادة إن طهران ترحب بالجهود العراقية، معلناً أنها "مستعدة لمواصلة الحوارات، واستمرارها أصبح مرتبطاً بقرار الرياض".
وكانت أطراف مفاوضات فيينا قد اتفقت، قبل أكثر من أسبوع، على وقف الجولة الثامنة من المفاوضات لأسبوع اعتباراً من السبت في الأسبوع الماضي، وتوجُّه الوفود إلى بلدانها للعودة بعد ذلك بقرارات سياسية لحل القضايا العالقة، بغية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.
واقتربت المفاوضات من "مرحلتها النهائية، وهي تحتاج إلى قرارات سياسية"، وفق بيان سابق للترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) المشاركة في المفاوضات.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، الثلاثاء الماضي، إن مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي "تمضي إلى الأمام بإيجابية"، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك "فثمة قضايا مهمة عالقة".