كشف موقع أكسيوس الأميركي، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بعدم ضلوعها في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت محيط القنصلية الإيرانية في دمشق، بعد ساعات من توجيه طهران رسالة إلى واشنطن مفادها بأنه ينبغي على أميركا "تحمل المسؤولية". ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إنّ واشنطن أبلغت طهران بعدم ضلوعها في الضربة الإسرائيلية على سورية، وبأنه لم يكن لديها معلومات متقدمة عنها.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن وزارته استدعت، فجر اليوم الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران، باعتبارها راعية للمصالح الأميركية في إيران، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأضاف أمير عبد اللهيان أنه "جرى إرسال رسالة مهمة إلى الإدارة الأميركية بصفتها حامية للكيان الصهيوني"، مشدداً على أنه ينبغي على واشنطن "تحمل المسؤولية"، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
ولم يكشف أمير عبد اللهيان عن فحوى الرسالة، لكنه قال إنه خلال جلسة استدعاء الدبلوماسي السويسري "جرى شرح أبعاد الهجوم الإرهابي وجريمة الكيان الإسرائيلي، والتأكيد على مسؤولية الإدارة الأميركية".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، أمس الاثنين، مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بستة صواريخ، وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم أودى بحياة جنرالين، هما محمد رضا زاهدي، قائد الحرس في سورية ولبنان، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، بالإضافة إلى خمسة ضباط آخرين مرافقين لهما.
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني، مساء الاثنين، مباحثات هاتفية مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ودعا المنظمة إلى اتخاذ "إجراء ورد مناسبين وعاجلين" على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية.
كما أرسلت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الغارات الإسرائيلية على مبنى القنصلية في دمشق، ودعت المجلس إلى اتخاذ "أي تدابير لازمة، منها عقد اجتماع عاجل للبت في هذا الانتهاك السافر، ومنع الكيان من تصرفاته العدوانية التي تمس أمن وأمان المهمات الدبلوماسية".
وحمّلت البعثة الاحتلال الإسرائيلي "مسؤولية تبعات جرائمه الإرهابية بشكل كامل، مؤكدة أن طهران تحتفظ بحقها المشروع والذاتي في "الرد الحازم على هذه التصرفات الإرهابية".
"نيويورك تايمز": ضربة القنصلية الإيرانية في دمشق استهدفت اجتماعاً سرياً
إلى ذلك نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن عضوين في الحرس الثوري الإيراني، قولهما إنّ الضربة استهدفت اجتماعاً سرياً كان يحضره مسؤولون من المخابرات الإيرانية وقادة فلسطينيون من حركة الجهاد الإسلامي لمناقشة الحرب على غزة.
وقال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، لشبكة "سي. أن. أن" الأميركية: "هذه ليست قنصلية وليست سفارة. هذا مبنى عسكري لقوات القدس متنكر في زي مبنى مدني في دمشق".
ونقلت الصحيفة عن مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، قوله إنّ "استهداف منشأة دبلوماسية يشبه استهداف إيران على أراضيها"، مضيفاً أنّ "الفشل في الرد من شأنه أن يقوض الوجود العسكري الإيراني في سورية، لكن إذا ردوا فسوف يقعون في الفخ الذي يعتقدون أن إسرائيل نصبته لهم للدخول في حرب مباشرة".