ظريف يتعرّض لهجوم لانتقاده السياسة الخارجية الإيرانية 

06 يونيو 2023
وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف (Getty)
+ الخط -

أعاد منشور على منصة "إنستغرام"، وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف إلى واجهة السياسة الداخلية في إيران، بعدما أثار المنشور ردات فعل مختلفة بين انتقاد وترحيب، في الداخل الإيراني.

ووجه ظريف في منشوره، السبت الماضي، انتقادات للسياسات الإيرانية في مختلف الحقب التاريخية، وقال إن "الأماني والطموح" اللذين يطغيان على هذه السياسات، أكبر من القدرات والإمكانيات التي يمتلكها البلد لتحقيقها.

ونقل ظريف عن البروفيسور الراحل روح الله رمضاني، الخبير البارز في السياسة الخارجية الإيرانية، قوله إنه بعد دراسة 500 عام من هذه السياسة خلص إلى أن "إيران لطالما سعت إلى استعادة مملكة كانت تحت سيطرتها، لكن من دون أن تدرك المسافة بين أهدافها والقدرات المتاحة للوصول إلى تلك الأهداف". 

وأشار ظريف في تغريدة إلى إجابة له عن سؤال قبل ست سنوات في برنامج تلفزيوني، أثارت غضب أوساط إيرانية، منهم الإصلاحيون، حين قال رداً على سؤال للمذيع عن سبب تعرض إيران لضغوط، بينما دول العالم تربط بينها علاقات جيدة وإيران ليست كذلك، إن "هنا سبب واحد وهو أننا اخترنا أن نعيش بطريقة أخرى". 

وقال وزير الخارجية الإيراني السابق في منشوره، السبت الماضي، إن شرح ما كان يقصده من جملة "نحن من اخترنا" في تلك المقابلة لعام 2019، ربما يسبب الإزعاج للبعض. 

وفي السياق، أضاف: "أننا خلال التاريخ رسمنا أهدافنا وفق أمانينا من دون الاكتراث إلى قدراتنا"، مشيراً إلى أن "النهج التاريخي المبني على تحقيق الأماني في السياسة الخارجية من دون أخذ الإمكانيات بعين الاعتبار واضح".

وأوضح أنه "خلال 75 عاماً من تخطيطنا للتنمية، تدمرت مواردنا الوطنية، ولم تتحقق التنمية لأن معظم برامجنا تعبر عن أماني القادة، بدلاً من رسم مسار بالتناسب مع الإمكانيات والفرص". 

كما أشار إلى معاهدتين تاريخيتين هما "غولستان" 1813 و"ترکمانجاي" 1828، أبرمتهما إيران رغماً عن إرادتها بعد حروب خاضتها مع الإمبراطورية القيصرية قبل أكثر من 200 عام، فقدت بموجبهما أراضي شاسعة، منها ما بات يعرف اليوم بجمهوريات أذربيجان وأرمينيا وجورجيا والشيشان.. إلخ. 

هذا الجزء من كلام ظريف يحمل انتقادات غير مباشرة لسياسة إيران تجاه الغرب والصراع معه، والموقف من الاتفاق النووي الذي أبرمه هو عام 2015 مع المجموعة الدولية.  

وتابع وزير الخارجية الإيراني السابق "لمنع معاهدات تركمانجاي جديدة يجب أن نختار لكي نتابع أمانينا بقدر قدراتنا وإمكانياتنا". 

وأثار منشور ظريف ردات فعل واسعة في إيران بين ترحيب وانتقاد واعتراض. معظم المرحبين من الإصلاحيين والنشطاء المقربين إليهم، أما المنتقدون والمهاجمون فكانوا من التيار المحافظ الذي يتحكم اليوم بالسلطات الثلاث في إيران. 

المؤيدون يرون أن منشور ظريف "صحيح وموضوعي يدعمه الواقع"، لكن المنتقدين يتهمونه بأنه يفهم التاريخ بشكل خاطئ ولا يمتلك خبرة فيه. 

"كيهان" تهاجم 

وشنت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة، اليوم الثلاثاء، هجوماً شرساً على ظريف، قائلة إن "الشعب الإيراني لو اختار وتحرك على أساس قدراته فكيف كان بمقدورهم القيام بالثورة؟". 

وأضافت "كيهان" أنه "إذا ما كان القادة يقررون من دون نصرة إلهية فما كان ليسقط النظام الملكي الظالم، ولما كان تحقق النصر في الحرب المفروضة لثماني سنوات مع (الرئيس العراقي الأسبق) صدام (حسين) من دون تلك النصرة والدعم الشعبي"، على حد تعبير الصحيفة. 

واتهمت "كيهان" ظريف بأنه ارتكب "إجحافاً كبيراً" بحق الجمهورية الإسلامية، "عندما يساوي بتلميح بين اقتدار اليوم وحقبة الانحطاط البهلوي والقجري". 

كما هاجمت وزير الخارجية الإيراني السابق بذكر تصريحات سابقة له بشأن الاتفاق النووي بعيد إبرامه، مثل قوله إنه "من المستحيل أن تنسحب أميركا من الاتفاق النووي"، مضيفة أن سياساته والرئيس السابق حسن روحاني حول الاتفاق النووي "كانت خلافاً للزعم بالواقعية وكانت أوهاماً وأماني". 

ورد ظريف، اليوم الثلاثاء، على الانتقادات، قائلاً إن منشوري القصير قبل أيام عدة أثار جدالاً ونقداً واسعاً، وهذا أمر مبارك، لكن من الطرفة أنه كيف جرى تغيير كلمات انتقاد (معاهدة) تركمانجاي، والدعوة إلى منع تركمانجاي جديدة إلى "تبرير" و"إشادة" وحتى "تقديس". 

كما انتقد ظريف "هيمنة التسييس حتى على الكلمات الفارسية". 

المساهمون