- حركة حماس توافق على مقترح صفقة وقف إطلاق النار، بينما تشن إسرائيل هجوماً مكثفاً على معبر رفح، وتصر على مواصلة العمليات العسكرية حتى إعادة المختطفين أو القضاء على حماس.
- استطلاع للرأي يظهر أن غالبية اليهود الإسرائيليين يرون أن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين يجب أن يكون له الأولوية على العمليات العسكرية في رفح، مع تأكيد على أهمية الجهود الدبلوماسية.
دعت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي يُحتجز مواطنوها (يحملون جنسية مزدوجة) لدى حركة حماس في قطاع غزة، إلى الضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق مع الحركة لضمان عودتهم. وقال منتدى عائلات المحتجزين والمفقودين، اليوم الثلاثاء، إنه وفي ظل مؤشرات على تحقيق تقدم في المباحثات بين الطرفين، نناشد عدداً من الدول "ممارسة نفوذها على الحكومة الإسرائيلية" والضغط من أجل الاتفاق.
وقالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في رسالة إلى سفراء تلك الدول "في هذه اللحظة الحاسمة، ومع توافر فرصة ملموسة لإطلاق سراح الرهائن، من المهم أن تُظهر حكوماتكم دعمها القوي لمثل هذا الاتفاق"، مضيفة "هذا هو الوقت المناسب لممارسة نفوذكم على الحكومة الإسرائيلية وجميع الأطراف الأخرى المعنية لضمان التوصل إلى اتفاق يعيد في النهاية جميع أحبائنا إلى الوطن".
وأمس الاثنين أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح الصفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وبعدها بوقت قصير بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوماً مكثفاً على معبر رفح، جنوبي قطاع غزة، وقصفت مواقع عدة في القطاع. وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال مقطع مصور نشره مساء اليوم الثلاثاء، إن مقترح الصفقة الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه بعيد جداً عن مطالب إسرائيل، وجاء لإحباط العملية العسكرية في رفح، فيما صرّح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، بأن "العملية العسكرية في رفح لن تتوقف حتى القضاء على حماس، أو إعادة أول مختطف". وأكّد نتنياهو أنه أصدر تعليماته للوفد الإسرائيلي الذي توجّه إلى القاهرة "بمواصلة الإصرار على الشروط المطلوبة لإعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)"، إلى جانب "المتطلبات الأساسية لضمان أمن إسرائيل".
وعلى الرغم من أشهر من الجهود الدبلوماسية المكوكية، فشل الوسطاء حتى الآن في التوصل إلى هدنة جديدة، كما حصل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عندما أبرمت هدنة استمرت لمدة أسبوع، وشهدت إطلاق سراح 105 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل. وتصرّ حماس على أن يؤدي أي اتفاق هدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يرفضه الاحتلال الإسرائيلي الذي يزعم أن تحقيق هدفه بـ"القضاء" على حماس لا يمكن أن يتم من دون شنّ هجوم بري في رفح.
ودخلت إلى رفح، الثلاثاء، دبابات الجيش الإسرائيلي الذي سيطر على هذا المعبر الحدودي مع مصر بجنوب قطاع غزة، ما أدى الى توقف وصول المساعدات الإنسانية الى القطاع الفلسطيني المحاصر. وأظهر استطلاع للرأي نشره الثلاثاء مركز "فيتربي" لدراسة الرأي العام والسياسات في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أن غالبية اليهود الإسرائيليين يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين أكثر أهمية من المضي قدماً في عملية في رفح. ووجد الاستطلاع الذي أجري خلال الأسبوع الماضي وشمل 600 شخص بالعبرية، و150 بالعربية، أن 56% من اليهود الذين شملهم الاستطلاع قالوا إن صفقة إطلاق سراح المحتجزين يجب أن تحظى بأولوية قصوى بالنسبة للمصالح الوطنية.
(فرانس برس، العربي الجديد)