استمع إلى الملخص
- العقار ذو موقع استراتيجي بالقرب من حائط البراق ويشمل ثلاثة طوابق بمساحة 200 متر مربع، وكان محور صراع تحت حماية شرطة الاحتلال، مما أثار توتراً في المنطقة.
- القضية تسلط الضوء على الصراع الأوسع على العقارات في البلدة القديمة بالقدس، حيث تسعى جمعيات استيطانية للاستيلاء على عقارات في مناطق استراتيجية، مما يعكس الأبعاد الأمنية والسياسية للصراع.
في صراع مستمر على العقارات الوقفية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، انتصرت عائلة الخالدي، مساء اليوم الجمعة، واستردت عقارها في حي باب السلسلة المجاور للمسجد الأقصى. وجاء ذلك بعد أن حطم مستوطنون مفاتيح العقار واستولوا عليه بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس.
ورفضت شرطة الاحتلال إخلاء العقار بناءً على طلب المحامية سناء دويك التي قدمت مستندات تثبت المكانة القانونية للعقار باعتباره وقفاً إسلامياً لا يمكن بيعه أو تأجيره إلا بقرار من المحكمة الشرعية. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أشارت المحامية دويك إلى أنها تمكنت من الحصول على قرار من محكمة الصلح الإسرائيلية بإخلاء المستوطنين من العقار، وقامت مع متولي الوقف وأهالي الحي بتغيير أقفال العقار ووضع أقفال جديدة.
وأكدت دويك أن المحكمة ستعقد جلسة أخرى بعد غد الأحد للبت في القضية بصورة نهائية بعد الاطلاع على ادعاءات المستوطنين الذين لم يقدموا مستندات قوية تثبت حقهم في العقار. ويذكر أن العقار كانت تقطنه هيفاء الخالدي، ويتكون من ثلاثة طوابق بمساحة تصل إلى 200 متر مربع، ويطل على ساحة حائط البراق.
كما أوضحت دويك أن "المستوطنين اقتحموا العقار وحاولوا الاستيلاء عليه بالقوة مستغلين الأوضاع الصعبة والمعقدة في القدس بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي". وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال التي رافقت المقتحمين اعتدت عليها وعلى أصحاب العقار ومتولي الوقف.
وأشار خليل الخالدي، أحد متولي الوقف، إلى أن العقار هو وقف ذري باسم محمد صنع الله الخالدي والشيخ محمد علي الخالدي والشيخ موسى الخالدي. وأضاف أن العقار كان يقطنه الشقيقتان هيفاء وحسنية الخالدي قبل وفاة حسنية.
بعد استيلاء المستوطنين على العقار، احتفوا بما وصفوه بالإنجاز في الحي "المسلم" بالقدس، حيث انتقلوا إلى شقة ضخمة مساحتها 200 مترمربع، تضم 7 غرف، بموقع استراتيجي يطل على ساحة حائط البراق. وورد في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن "اليهود يعودون إلى ممتلكاتهم أو يشترونها بعد أن كانوا قد أُجبروا على مغادرتها في أحداث 1936-1939"، وفق مزاعمهم.
ورغم ذلك، جاء إخلاء المستوطنين من عقار الخالدي اليوم بمثابة تنظيف للعقار من مقتحميه، وفقاً لمتولي الوقف وأهالي الحي الذين استعادوه. وأعربت المحامية دويك عن ثقتها في استعادة العقار بصورة نهائية.
مصدر مطلع في القدس أوضح لـ"العربي الجديد" أن عقار الخالدي يُعد من العقارات الاستراتيجية في حي السلسلة، فهو عقار ضخم يتمتع بعدة نوافذ تطل على حائط البراق، وسكنته الأختان هيفاء وحسنية الخالدي وحدهما حتى وفاة حسنية قبل أشهر قليلة. ولهذه النوافذ أهمية أمنية استراتيجية، حيث حذرت جهات إسرائيلية عائلة الخالدي من تأجير العقار لأي كان بعد وفاة حسنية، وطلبت إغلاق جميع النوافذ نهائياً.
يذكر أن حي السلسلة المتاخم لساحة البراق كان هدفاً للجمعيات الاستيطانية التي استولت على ما لا يقل عن عشرة عقارات ضخمة هناك، حيث تشكل الآن جزءاً من منطقة البراق. ويتاخم الحي مناطق أخرى في البلدة القديمة مثل عقبة الخالدية والسرايا، حيث توجد العديد من البؤر الاستيطانية، بما في ذلك عقار عائلة المواطنة المقدسية نورة صب لبن الذي استولى عليه المستوطنون قبل عام، ويقع في مبنى مكون من عدة طبقات. بالإضافة إلى ذلك، توجد في عقبة الخالدية مدرستان تلموديتان لمنظمتي عطيرت كوهانيم وشوفو بنيم الاستيطانيتين.