أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، أن شعبنا لن يقبل باستمرار الاحتلال للأبد، بينما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الهدوء من الجانبين وجدد تأكيد التزام واشنطن حلّ الدولتين.
ودعا عباس، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي في رام الله، إلى الوقف الكامل للأعمال الإسرائيلية أحادية الجانب، التي تنتهك الاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي، مؤكداً أنه المدخل الأساس لعودة الأفق السياسي، وإنهاء الاحتلال وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، من أجل صنع السلام والاستقرار والأمن للجميع في منطقتنا والعالم.
وقال عباس: "لقد أبدينا على الدوام التزام قرارات الشرعية الدولية، ونبذ العنف، والإرهاب، واحترام الاتفاقيات الموقعة، ونبدي الآن الاستعداد للعمل مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي لعودة الحوار السياسي من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود 1967، بعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد أنّ "شعبنا لن يقبل باستمرار الاحتلال للأبد، ولن يتعزز الأمن الإقليمي باستباحة المقدسات، ودهس كرامته، وتجاهل حقوقه المشروعة في الحرية والكرامة والاستقلال".
وحمّل عباس الحكومة الإسرائيلية الحالية مسؤولية ما يحدث الآن بسبب ممارساتها التي تقوض حلّ الدولتين، وتخالف الاتفاقيات الموقعة، وبسبب عدم بذل الجهود الدولية لتفكيك الاحتلال، وإنهاء منظومة الاستيطان، وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
وقال عباس: "إن استمرار معارضة جهود شعبنا الفلسطيني للدفاع عن وجوده وحقوقه المشروعة في المحافل والمحاكم الدولية، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، هي سياسة تشجع المحتل الاسرائيلي على المزيد من ارتكاب الجرائم وانتهاك القانون الدولي".
وأشار إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي يتم التغاضي فيه، دون رادع أو محاسبة، لإسرائيل التي تواصل عملياتها أحادية الجانب، بما يشمل الاستيطان، والضم الفعلي للأراضي، وإرهاب المستوطنين، واقتحام المناطق الفلسطينية، وجرائم القتل، وهدم المنازل، وتهجير الفلسطينيين، وتغيير هوية القدس، وانتهاك الوضع التاريخي واستباحة المسجد الأقصى، وحجز الأموال، وما يرافق ذلك من عمليات التطهير العرقي و"الأبارتهايد".
ولفت إلى أنه "قمنا باتخاذ جملة من القرارات، بدأنا في تنفيذها حماية لمصالح شعبنا، بعد أن استنفدنا كل الوسائل مع إسرائيل، لوقف انتهاكاتها، والتحلل من الاتفاقيات الموقعة، وعدم الالتزام بوقف أعمالها أحادية الجانب".
من جهته، قال بلينكن، إن بلاده "تعارض أي إجراء من أي طرف من شأنه جعل تحقيق حل الدولتين أصعب، مثل توسيع المستوطنات وعمليات الهدم والإخلاء".
وجدّد بلينكن دعوته لنزع فتيل العنف المتصاعد، ودعم واشنطن لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية، منها قناة الحرة. وقال بلينكن: "أقدّر تصميم الرئيس عباس على العمل بطريقة مسؤولة خلال وقت مليء بالتحدي".
وأضاف: "نرى أفقاً منحسراً من الأمل بالنسبة إلى الفلسطينيين. وهذا يجب أن يتغير".
وأشار إلى معارضته سياسات الهدم والطرد، والمسّ بالوضع التاريخي للمناطق المقدسة.
وأعلن أن "الولايات المتحدة ستقدم 50 مليون دولار إضافية لوكالة الأمم المتحدة المعنية بالفلسطينيين".
عباس يلتقي رئيسي جهازي المخابرات المصرية والأردنية
إلى ذلك، التقى عباس في مقر الرئاسة، بمدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس جهاز المخابرات الأردنية أحمد حسني.
ونقل رئيسا جهازي المخابرات رسالة دعم وتضامن كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني، وتأكيد دعمهما للرئيس محمود عباس، وفلسطين وشعبها الشقيق والحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أكد الرئيس عباس أهمية استمرار التنسيق مع الجانبين المصري والأردني وشكره على الجهود التي تبذلها كل من مصر والأردن للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وحضر اللقاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.