أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الخميس، استعداد الجانب الفلسطيني للعودة للمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية برعاية اللجنة الرباعية الدولية.
جاء ذلك خلال استقبال عباس، اليوم الخميس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزيرة الخارجية الإسبانية ارانتشا غونزاليس، متسلماً منها رسالة من رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيث، أكد فيها على العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين وحرص بلاده على تعزيزها، والاستمرار في تقديم الدعم للعملية السياسية القائمة على مبدأ حل الدولتين.
وشكر الرئيس عباس، إسبانيا على مواقفها المنسجمة مع القانون الدولي، وقرارات الاتحاد الأوروبي في دعم تحقيق السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية، مذكراً بالدور الذي لعبته لعقد مؤتمر مدريد.
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية موقف بلادها الداعم لتحقيق السلام على مبدأ حل الدولتين والقانون الدولي، مشيرة إلى أن إسبانيا ستواصل دعم الشعب الفلسطيني لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
كذلك، بحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية مع وزيرة الخارجية الإسبانية المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية، خلال استقباله إياها اليوم الخميس، في مكتبه برام الله بحضور وزير الخارجية رياض المالكي، فيما رحب اشتية بإمكانية لعب إسبانيا دورا لإحياء عملية سياسية، مؤكدا أن أي جهد سياسي يجب أن يكون مستندا إلى القانون الدولي والقرارات الأممية، وأن تنخرط فيه مختلف الأطراف الدولية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "بالنسبة للطرف الفلسطيني فإن أي مسار سياسي يجب أن يهدف لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967"، داعياً إلى تشكيل ائتلاف دولي لإنهاء الاحتلال والاعتراف بفلسطين.
وتابع: "يجب استثمار أي فرصة سياسية لخلق نقلة نوعية في جهود التوصل إلى حل المستمرة منذ 30 عاماً، ويجب أن نعمل على أن لا يكون أي مؤتمر جديد هو فرصة شكلية، بل يجب العمل على محتوى سياسي دولي يفتح آفاقاً لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".
ودعا اشتية إسبانيا للاعتراف بدولة فلسطين، لكسر الأمر الواقع الذي تعمل إسرائيل على فرضه من خلال برنامجها الاستعماري، والزيادة المطردة في البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن الاعتراف بفلسطين وقوف إلى جانب العدل والحق في لحظة تاريخية وتحريك للعملية السياسية.
من جانبها، أكدت غونزاليس على ضرورة إيجاد حل ووضع الثقل السياسي اللازم لإعادة إطلاق المفاوضات، وأن بلادها معنية بدعم جهود إعادة بناء الثقة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وتقديم الدعم اللازم للطرفين للوصول إلى تسوية، بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لمؤتمر مدريد.
وبحث الطرفان الحالة الوبائية في البلدين والإجراءات التي تم اتخاذها، كما اتفقا على أن تستفيد فلسطين من لقاح كورونا بموجب خطة التضامن التي تضعها إسبانيا لمكافحة الفيروس.
كما ناقشا تفعيل الاجتماعات المشتركة الحكومية رفيعة المستوى والمتوقفة منذ العام 2010، بدءاً من العام المقبل، وكذلك مذكرة التفاهم التي وقعت بين فلسطين وإسبانيا، والتي تحدد آفاق التعاون التنموي بين البلدين بقيمة 100 مليون يورو للأعوام 2020-2024.