لأول مرة، سيلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة في الأمم المتحدة بالذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين في 15 مايو/أيار القادم، ما دفع حكومة الاحتلال الإسرائيلي للاستنفار لمواجهة المحاولات الفلسطينية للوصول إلى منبر الأمم المتحدة.
وفسر مراقبون الخطوة الفلسطينية بأنها تأتي في سياق تفنيد الرواية الإسرائيلية حول الجرائم التي ارتكبت عند احتلال فلسطين عام 1948.
وقال مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة السفير عمر عوض الله، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن عباس سيلقي "شخصياً" كلمة في الأمم المتحدة بالذكرى الخامسة والسبعين لإحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، وذلك بموجب التفويض الصادر عن الجمعية العامة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وستركز الكلمة، وفق عوض الله، على شرح مفهوم النكبة كجريمة قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني عام 1948، وما زالت نتائجها مستمرة. كما سيعيد عباس سرد الرواية الفلسطينية حول النكبة أمام العالم.
ويأتي إحياء الأمم المتحدة ذكرى النكبة الفلسطينية، من خلال قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ونص على اعتبار 15 مايو/أيار يومًا لإحياء هذه الذكرى.
وقال عوض الله: "إن هذا القرار صدر عن لجنة ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير المصير والعودة والاستقلال، بعد أن تم اعتماده في اللجان المختصة بالأمم المتحدة".
ويرى عوض الله أن إحياء الأمم المتحدة لذكرى النكبة ينعكس على تثبيت مصطلح "النكبة" كمصطلح يشير لمأساة الفلسطينيين والجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ويفند الرواية الإسرائيلية حولها.
وقال إن "هذا المصطلح (النكبة) وما يترتب على تعريفه سياسياً وقانونياً وإنسانياً سيصبح جزءاً من منظومة المصطلحات والعمل في الساحة الدولية".
في المقابل، تواجه هذه الخطوة محاولات عرقلة إسرائيلية كبيرة، كان آخرها حث الدول على عدم حضور كلمة الرئيس عباس المرتقبة، بحسب عوض الله.
وعلق عوض الله قائلاً: "هذه المحاولات الإسرائيلية غير مقبولة، وواجهناها بجهود فلسطينية مضادة، لأن إسرائيل لا تريد للعالم أن يعرف حقيقة الرواية الفلسطينية، ولا تريد أن يتم الحديث عن النكبة من منبر الأمم المتحدة، لأن ذلك يكشف أن رواية إسرائيل كاذبة وقامت على أساس قتل وتهجير الشعب الفلسطيني عام 1948".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الخطوة الفلسطينية دفعت إسرائيل لإقناع ممثلي الدول بعدم حضور فعالية إحياء الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة، ضمن جهود دبلوماسية كبيرة يشارك فيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شخصياً.
ووفقاً لوسائل الإعلام، دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى "عدم التعاون مع محاولة فلسطينية أخرى لإعادة كتابة التاريخ"، وفق تعبيرها.